corner

هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي ، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، و إنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك. إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي ، حرية وشرف ، سعادة ووجدان الإنسان.

image

اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﺪﺩ

د حسن حماد
ﺩ ﺣﺴﻦ ﺣﻤﺎﺩ

أصدقائى صديقاتى
هذا هو العدد الأول من المجلة الإلكترونية: "الإنسان"
هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي ، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، و إنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك. إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي ، حرية وشرف ، سعادة ووجدان الإنسان. وانطلاقا من هذا الهدف تهتم مجلة الإنسان بالفاعليات الإنسانية الراقية التي أنتجها الإنسان عبر رحلة طويلة من النضال ضد الجهل و الخرافة ، الاستبداد و العنف . ونعني بذلك فاعليات المنتج الثقافي الإبداعي: العلم، الفنون، الفلسفة و الآداب.
إن رسالة مجلة الإنسان هي نشر ثقافة المحبة والسلام ، الحرية و الإخاء ، المواطنة والتعايش المشترك والتسامح القائم علي المساواة بين كل الأطراف والطوائف. وبذلك تقف المجلة في خندق المدافعين عن حرية وكرامة الإنسان ضد كل من يمارس القهر والاستبداد والعنف والإقصاء علي الإنسان، وضد من يحاول تحطيم إرادة الحياة، وضد كل هؤلاء ممن يزعمون امتلاك الله أو النصوص وينصبون من أنفسهم أوصياء علي عباد الله وعلي الحياة والموت. ولأن ظاهرة الإرهاب أصبحت تحتل بقوة المشهد السياسي المحلي والدولي وأضحت مرتبطة بصورة عضوية بالديانات الإبراهيمية الثلاث ؛ لذلك قررت هيئة التحرير أن يخصص هذا العدد لمناقشة وتحليل ونقد ظاهرة الإرهاب الديني بكافة صوره الرمزية والجسدية والذهنية.
مجلة الإنسان ترحب بكم وبمساهماتكم ومداخلاتكم وتعليقاتكم وتأمل في تكون شعاعا من الأمل والنور يبدد ظلمة هذا الليل الكئيب.

اﻟﺤﻮاﺭ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ

الانبا مكسيموس

اﻷﻧﺒﺎ ﻣﻜﺴﻴﻤﻮﺱ ﺣﻨﺎ | ﻳﻜﺘﺐ: ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ

ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ اﻵﺑﺎء ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺼﻴﻪ اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ﻭﺗﻮﺣﺪﻧﺎ؛ ﻓﻬﻮ ﺃﺏ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﺏ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ! اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻻﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﺤﻴﺪ اﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﻻ اﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻋﻦ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ اﺑﻮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ! ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻧﻤﻮﺫﺟﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﺔ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻤﺸﺘﺮﻙ اﻟﺬﻱ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻧﺘﻮﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺑَﻌﻀُﻨَﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ؟ ﺛﻢ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ: اﻟﺸﻔﻴﻊ ﻭاﻟﻤﺨﻠﺺ ﻭاﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭاﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻤﻌﺘﻘﺪ اﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎء ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ اﻟﺤﺮ ﻭاﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ؟! ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻬﻢ اﻟﻲ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ اﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻸﻩ اﻟﺠﻬﻠﻪ ﻭاﻷﻏﺒﻴﺎء ﺑﺎﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ؛ ﺑﺈﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ!

اﻟﺤﻮاﺭ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ

د خيري فرجاني

ﺩ ﺧﻴﺮﻱ ﻓﺮﺟﺎﻧﻲ | ﻳﻜﺘﺐ: اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﻤﺒﺮﺭ

من المفترض، أن الأديان جميعها جاءت لنشر المحبة والسلام والوئام بين أبناء البشر، وإعمار الأرض، والإستخلاف فيها. يقول تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا "، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وقول الرسول: "حب لأخيك ما تحب لنفسك"، والأخوة هنا عامة للإنسانية جمعاء، المسلم وغير المسلم. ومفتاح المسيحية وأعظم آياتها: "الله محبة". وعبارة الله محبة وجيزة الكلمات، لكنها آية أعماق لانهاية فيها.
ولكن يبقى السؤال: لماذا إذن ارتبطت الأديان بالعنف، وكيف تم تحويل مسار ومنهج الأديان من السماحة والمحبة والعطاء، إلى الصراع والعنف والتدمير والقتل، ليس بين الأديان بعضها البعض فحسب، ولكن الصراعات والحروب بين أبناء الدين نفسه كانت هي الأخطر والأشد ضراوة وفتكا من صراعات وحروب الأديان بين بعضها وبعض.
الواقع التاريخي هو الذي يفرض نفسه ونحن بصدد تحليل وتفسير هذه الظاهرة. حيث أن دراسة أي ظاهرة اجتماعية أو سياسية أو أي تجربة إنسانية يجب أن تتم من خلال سياقها التاريخي، وليس من خلال التبريرات السطحية والمغالطات المنطقية التي التجأ إليها الفقهاء، لتحليل وتفسير هذه الأحداث الدامية، والتي تخالف بديهيات وقواعد التفكير المنطقي السليم.
أي منطق أو شرع يجيز قتل ما يزيد عن سبعين ألفا من المسلمين في موقعة صفين بين فريقي علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، حسب رواية الطبري وابن كثير. وأي شرع يجيز لمسلمة بن عقبة استحلال مدينة الرسول ثلاثة أيام في موقعة الحرة بأمر من الخليفة يزيد بن معاوية، وقد وقع في هذه الأيام مالا يحد ولا يوصف، حسب رواية ابن كثير.
وكيف استباح العباسيون بمجرد سيطرتهم على الحكم ملاحقة وقتل جميع الأمراء الأمويين، حتى جمع الخليفة العباسى الأول "السفاح"، من تبقى من الأمراء الأمويين وأمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام وأخذ يأكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الأخير، ولم يتبقى إلا عبد الرحمن الداخل، وبعد ذلك قاموا بمطاردة العلويين الذين ساندوهم فى الوصول إلى السلطة.
وبأي دليل شرعي استباح العثمانيون غزو مصر وذبح وقتل المصريين العزل، حتى وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، حيث ذكر ابن إياس فى سرد تلك المذابح المروعة والتي شبهها بواقعة غزو الملك البابلى نبوخذ نصر لمصر فى العصور القديمة، وباجتياح هولاكو بغداد سابقا. وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور، أنه لم يقاس أهل مصر شدة أعظم من هذه الشدة قط. يقول ابن إياس أن سليم خان، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف. وأخيرا، وبعد أن نهب سليم الأول القاهرة وتركها خاوية ورحل عمالها وصناعها إلى تركيا، يعلن إيقاف القتال، وإن لم يتوقف - بطبيعة الحال- اعتداء جنوده على العوام وسرقتهم وتشليح ثيابهم وسرقة عمائمهم فى الطريق.
كل ذلك - للأسف الشديد- تم تحت إسم الفتح الإسلامي تارة، وتحت زعم إقامة الخلافة الإسلامية تارة أخرى. لُعبة سياسية بالأساس، ولكن تم استدعاء الدين لإضفاء الشرعية عليها، منذ أن رفع معاوية المصاحف على أسنة الرماح حينما أشرف معسكرة على الهزيمة العسكرية وفشل مشروعه السياسي، استدعى الدين لحماية مشروعه السياسي.
سلسال من الدم بدأ ولم ينتهي بعد، وقد جدد نفسه في الوهابية أولا في شبه الجزيرة العربية التي ارتكبت من المجازر والحرق والقتل والتدمير ما يصعب على الحصر، ثم بعد ذلك فيما يعرف بجماعات الإسلام السياسي، بداية من ظهور دعوة الإخوان المسلمين والتي دعت للاقتتال والصراع الدموي، كما جاء في رسالة المؤتمر الخامس لمؤسس ومرشد الجماعة الأول حسن البنا من إعداد "اثنا عشر الف"، مجاهد، فضلا عن ترسيخ مبدأ الموت في سبيل الله أسمى امانينا، ومرورا بجماعات الجهاد الإسلامي وتنظيم القاعدة وبوكو حرام وأخيرا وليس آخرا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

د عبد الله شلبي

د عبد الله شلبي | يكتب: الدين والمجتمع والعنف

بداية أود التأكيد على قضيتين على درجة بالغة من الأهمية ، القضية الاولي هي أن الدين في مجمله وعلى اختلاف صوره هو واقع يتعذر دفعه أو إنكاره في كل الفضاءات الإنسانية بكل تنوعاتها وتبايناتها. فعلى امتداد التاريخ الإنساني كان الدين ولا يزال وجهاً حقيقياً وواقعياً من وجوه العالم الإنساني المشخص، مثلما هو مكون جوهري تأسيسي عند قطاعات متفاوتة من البشر، وهو ظاهرة إنسانية تاريخية مستمرة لم تبددها العقلانية بحال، ولم يبدده التقدم الإنساني العلمي الاقتصادي، قد نأسف لبعض أشكاله، وقد يغيظنا بعض دعاواه، وتضغط على نفوسنا وقلوبنا بعض متطلباته وأوامره ونواهيه، وقد يستبد بنا بعض دُعاته، كما قد تردنا بعض دعاواهم إلى أزمنة ظلامية جاوزتها البشرية بحكم سنن التطور، وقد تجعل بعض حركاته وجماعاته حياتنا مريرة لا تُطاق بالنظر إلى تفسيراتهم وتخريجاتهم البشرية لنصوصه ،كما قد تلف بعض وجوهه أصناف من السحر والخرافة التي تسخر من عقولنا وإدراكاتنا. ونحن نجد كل هذه الظواهر في مجموعها ماثلة في كل مكان وفي كل الأديان الحية على اختلافها في العالم من حولنا، ولكن ذلك كله لا يمنح أي أحد الحق في إلجام البشر عن معتقداتهم الروحية وفي إقصاء أصحاب هذه المعتقدات من المشاركة في الحياة العامة، حياة المواطنة الكاملة، وفي حدود الدستور و القانون ونظام الدولة المتعاقد عليها والمستقرة، فالفضاء الديني والروحي حق خاص وأساسي لكل من ينشده، والأشخاص الذين يتمتعون بحقوق المواطنة متساوون أمام القانون في حقوقهم وواجباتهم بغض النظر عن هوياتهم الدينية. وفي النظم السياسية الديمقراطية يحق لكل واحد أن يمارس المواطنة بكامل حرياتها وحقوقها الأساسية: حرية التعبير، حرية الاعتقاد، حرية تشكيل جمعيات أو أحزاب عامة أو الانتماء إليها ... ، ومثلما هو سائر ومستقر في الوعي السياسي والاجتماعي وفي الواقع الممارس في كل المجتمعات الإنسانية على اختلاف مستويات تطورها.
واتساقاً مع هذا الفهم الذي قدمناه للدين، فإننا عندما ننظر إلى التنوع والتباين الذي توجد عليه صورة الوعي الديني كأحد الأشكال الوعي الاجتماعي، ثم مظاهر تجليات وممارسات هذا الوعي داخل الكل الاجتماعي، فأننا يجب أن نرد هذا التنوع والتباين ليس إلى الدين ذاته، وإنما إلى تباين الأنماط الإنتاجية وتباين التكوينات الطبقية الحاملة لهذا الوعي الديني كل حسب موقعها في الخريطة الطبقية للمجتمع، فهذه الطبقات بحكم تناقض مصالحها وأهدافها ومشروعاتها الاجتماعية التي تجسد هذه المصالح والأهداف، قد تسعى إلى إكساب هذه المشروعات طابعاً دينياً يُضفي عليها المشروعية والقداسة في ظل ظروف تاريخية محددة، وهذا هو ما يدفع بالدين ليكون في قلب الصراعات السياسية الاجتماعية، وبعبارة أخرى، صار الدين عبر التاريخ البشري الإطار والشكل الذي قد تتخذه وتتسلح به الطبقات في صراعاتها السياسية الاجتماعية في مراحل تاريخية معينة من تطورها ،وبهذا يكون الدين في طابعه الايديولوجي السياسي، كأحد مكونات البنية الفوقية، علاقة اجتماعية صراعية.
وتاريخ الأديان ذاتها يدعم هذا التصور الذي نطرحه هنا فمنذ معركة أخناتون الدينية الاجتماعية، وصولاً إلى الصراعات السياسية الاجتماعية التي تتخذ شكلاً دينياً في عصرنا الراهن، كان الدين ولا يزال مجالاً لممارسة العنف وللصراع الاجتماعي والسياسي تتسلح به الطبقات الاجتماعية والكيانات السياسية المتصارعة، فلم تنفصل الممارسات السياسية لهذه الطبقات والكيانات في أغلب الأحيان عن رؤى وأشكال وعيها الديني، وإنما كان الاثنان دائماً وجهين لعملة واحدة هي الصراع الاجتماعي / السياسي المحتدم بين هذه الطبقات أو الكيانات الاجتماعية والسياسية، حيث تتخذ السياسة من الدين عمقاً ذاتياً وسنداً روحياً وجدانياً أخلاقياً لأيديولوجيتها السياسية والاجتماعية التي تسعى إلى تسييدها، والدين من ناحية أخرى، يتخذ من السياسة وسيلة لنشر كلمته وارتفاع سلطانه، والتاريخ حافل بأمثلة عديدة للارتباط بين السياسي والديني أو بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية وعلى كل المستويات.
لقد استخدم الدين في التاريخ الإنساني لأغراض عدة ومتناقضة، استخدمته الدول والطبقات الحاكمة، والأحزاب، والحركات والمؤسسات والجماعات والأفراد لمصالحهم الخاصة، وقد كان ذلك بتفسير الدين ونصوصه حسب الأهواء الخاصة بكل فريق، فيتم التشديد على بعض النصوص الدينية خارج محتواها وسياقها التاريخي، وإهمال بعضها الآخر في عملية انتقاء واختيار مغرضة، وعن طريق التأثير في عواطف المؤمنين ووجداناتهم، وفي بلورة وتشكيل وعيهم وحياتهم برمتها، إن النظم الحاكمة عبر مؤسساتها الأيديولوجية، والناس كطبقات وأفراد، كل هؤلاء يقومون بتفسير الدين وتأويله بالنظر إلى مصالحهم وحسب حاجاتهم وفي ضوء مفاهيم محددة تتباين بتباين ظروفهم المادية الاجتماعية، ومن ثم تأتي هذه التفسيرات والتأويلات متنوعة ومتناقضة، ويطلق على هذه العملية أدلجة الدين ، حيث يتم صياغة الدين بلغة قيم ومعايير النظام الاجتماعي السياسي، أو اعتماد الدين كإطار أيديولوجي مرجعي في الصراع الطبقي والسياسي الذي تخوضه جماعات طبقية وقوى سياسية تتناقض مصالحها مع هذا النظام، حيث تلجأ هذه الجماعات والقوى إلى تقرير ظلم النظام أو انحرافه عن صحيح الدين وإثبات إيمانهم والتزامهم بالعقيدة الحقه، وبأحقيتهم في محاسبة النظام القائم، ومحاكمته، والخروج عليه وقلبه وتأسيس نظام جديد يتفق وصحيح الدين، وخلال علميات الأدلجة هذه تتم إحالة الدين من المطلق إلى النسبي، ليأخذ على المستويين الفكري والمؤسسي بعداً أيديولوجيا وفعالية وظيفية تسوغ وتبرر ما تفرزه في ممارساتها عنف متفاوت في مظاهره وانماطه.

وإذا كانت السلطة السياسية هي العنصر الحاسم في إنتاج وإعادة إنتاج الوعي الاجتماعي بكل أشكاله ومستوياته بحكم سيطرتها أو امتلاكها للأجهزة الأيديولوجية، سواء كانت مؤسسات دينية، أو تعليمية وتربوية، أو إعلامية ...، فإنها تقوم أيضاً بدور مهم ورئيس في صياغة الوعي الديني بشكل يستجيب لمصالحها، ويكون انعكاساً لهذه المصالح، ويعني هذا في التحليل النهائي أن ميزان القوى المسيطرة في المجتمع هو الذي يفرض شكل الوعي الديني المسيطر ويحدد هويته، وهو أيضاً الذي يفرض شكلاً محدداً لقراءة النصوص الدينية ومن ثم تفسير هذه النصوص أو تأويلها على نحو بعينه .
-ماالذي يعنيه هذا الفهم والتحديد السابق لموقع الدين في الصراع الاجتماعي/ السياسي وما ينطوي عليه هذا الصراع من عنف؟ إنه يعني بالتحديد أن التأويلات المتباينة لأي نص ديني تجعل من الدين، والنص الديني ذاته، معركة اجتماعية وسياسية بالأساس ولا يمكن بحال ردها إلى معركة بين الإيمان والإلحاد، أو بين قوى التوحيد وقوى الشرك، أوبين حزب الله وحزب الشيطان، أو بين قوى الخير وقوى الشر بالمفهوم الديني، أو بين دار الإسلام ودار الكفر، أو بين الحاكمية الإلهية وحاكمية البشر مغتصبي الحاكمية ومدعي الربوبية ...، كما يزعم البعض أو يتوهمون أحياناً، ذلك أن المعركة هي بالأساس معركة ذات مفردات اجتماعية وسياسية واقتصادية تتحول خلالها النصوص الدينية إلى حياة يومية وواقع معاش، وصراع حقيقي حول طبيعة النظام الاقتصادي الاجتماعي والسلطة السياسية ويتمحور هذا الصراع وهذه المعركة حول تحرير البشر من كل أوضاع وممارسات الظلم والقهر والاستبداد السياسي والديني وكل صنوف الطغيان والاستغلال والتمييز، أو الإبقاء على هذه الأوضاع ودوام هذه الممارسات.
وفي هذا السياق يمارس الحكام ومؤسساتهم الدينية الرسمية التسلط بالدين لأجل ترسيخ فهما بعينه للدين يخدم مصالحهم قبل كل شيء. وهم يعززون سطوة التقاليد من خلال آيات وأحاديث لا مجال للشك فيها، وإلا تعرض الإنسان المقهور والمظلوم لخطر تلاشي أمله الوحيد في عزاء الآخرة . فمن يمسكون بالسلطة ويتمتعون بكل الامتيازات ويحوزون الثروة لا يبرزون من الدين سوى الجوانب التي تؤكد سلطتهم، وتقرر الفروق الطبقية بكل جورها وظلمها للناس ، فقط تلك الجوانب التي تؤكد على القناعة والرضا بالمقسوم والأمر الواقع وتقبله هي التي يتم إبرازها وتكرارها على مسامع المستضعفين والمظلومين، أما الجوانب التأسيسية الثورية في الدين، و جوانب التحرر والإبداع والتغيير والعدل والشجاعة والمواجهة والجهاد في سبيل الحق وفي سبيل كرامة الإنسان يسدل عليها ستار كثيف من التعتيم . ووفقاً لفقهاء السلاطين و سدنة الحكام يُصبح كل ما هو عصري وتحرري ويكون من شأنه مساعدة الإنسان على تحرير ذاته وامتلاك مصيره والمشاركة في صنع الحياة وتجددها، بدعة وضلالة وازدراء يستوجب العقاب، وكل توكيد على العقلانية وقيم الحق والحرية والعدل والكرامة الإنسانية وممارستها هو خروج عن الملة وزندقة تستوجب العقاب ويتحول الدين على أيديهم إلى سلاح مُسلط على الناس يدفعهم إلى الاستسلام والإذعان لأنه يهدد أملهم الأخير في الخلاص والعزاء في ثواب الآخرة ،إنه الخلاص والثواب الذي يقدم لهم العزاء والسلوى ويجعل حياة القهر التي يعيشونها ويكابدونها ممكنة ومقبولة لديهم.

نصوص إبداعية

الشاعر خالد النشوقاتي

الشاعر خاد النشوقاتي | يكتب: الهبوط علي القمر من فوق السطوح

فوق جبال الرمل غابت عبلتك
يا عنتره
والشعر شاب
وبسيف يزيد
اسس معاويه دولته
والاشعري
بلبل هدومه م العرق
واللي فرق
واقف ما بين الناس
وعاليه كلمته
دخل علينا
وبكوره دخلت جبته
سمع البشاره ضحك لها
وبمكره داس علي ارضها
يوم غزوها
لحظة خروج النور
والخير
والجمال
ويا الخيال
مردوم مع شوية حصه
فاتخض من حجم البنا
خضة بداوه
معتمه
كل احتمالها
غزوها
حاربت عشان فرسه
بير ميه
وحبة زرع
صوابعها
ما زرعتهاش
لفوا الصحاري وروها
بدم انهار
وعشقوا الليل
وكانت ليله في حسابهم
بألف نهار
يجير الجار
ولو طوّل
يطفي النار
فلو كان الكرم طبعك
ما تكتبشي
ولو حتي الشجاعه اصل
ما تخونشي
تقوم وتسد ابوابك
عن الفتنه
ما تدخلشي
فزقيت البيبان ودخلت
وانا قاعد علي سطوحنا
وسرحان في النجوم
والليل
واحوالي
جد الجد كان بنا
وكان ليه سيف
ومطرقه
وازميل
وفاس
وحاجه
شبه المسطرين في اديه
بني لنا البيت
وشبك بالخشب تشابيك
وطلعت روحه في المعبد
علي اخر نفس طالع
بني كنيسه
وابويا
كمل الجامع
عشان جدي قبض عربون
وعيب لو ابويا ما يكملش
في عيد حصاده بيغني
ادان طالع من المدنه
بيسحر ودن احفادنا
واولادنا
سماهم
بدرها مسروق
بأحلام
فجرها مخنوق
تخش الحاره وما تخرجش
تغيب مع عشق مملوكي
في تختروان
ويعجبها جمال فارس
علي الرهوان
وتنساني علي سطوحنا
مع الكراكيب
فيعجبني كلام امي
مع صحابها
وعالم
ينسجوه اسرار
"يا بت اتهزي قدامه
لا عينه تزوغ
وجوزك مكسبه كويس
يحشش
حضري له الفحم
و حابي عليه"
فياخد عمري بالراحه
سنين ماشيه
وانا ماشي
اوطي لها
تحاربني
اشيل سيفي
اشوف ضحكه
احاول اني ما افهمهاش
وانادي بروحي عالتواريخ
تعالي لملمي توبك
وغطيني
انا مجروح
انا تايه
في بحر غويط
ملوكي ولا مملوكي
خليفه
بعشق عشقوكي
لقمرايه
ومركون
عالسطوح
من قبل امس
بأمس
فاضلي يومين
وتوصل مركبي بالريح
لركن فسيح
هبوط بدري
ومتأخر
لان الشمس بتشخر
ونسيتنا
سكن بيتنا
برود التلج
فاتجمدنا وخمدنا
وصار الذل يوم عيدنا
تعالي نجيبها م الاول
وشوف السطر بعد السطر
رايح فين
وانا قاعد
وحا اتسلطح علي سطوحنا
واخد لي حتي تعسيله
لحد الشمس ما تفتح
فأرجوك
ارجوك
ما تصحنيش

نصوص إبداعية

حسن إسماعيل

الأستاذ حسن إسماعيل | يكتب: رشفة سرك

في البدايات كنا نتخيل أن الحرف يقتل
ومع الوقت اكتشفنا أن المعنى أيضاً يمكن أن يقتل

في مراهقة الجوهر ارتاحت ضمائرنا بالأجوبة
ولكن في الصباح استيقظنا على قرع الأسئلة

انجذبنا كالجميع لثراء طريق الأشياء
لبوصلة الجوعى
فكانت النتائج وخيمة التيه

لم يتوقف النزف رغم أن الطريق لم يكن جـُلـجثي
كان سراب الورود يفرشه
يغطي كل فخاخه
وطواحين هوائه الجاحدة

لا يوجد أبشع من خواء الجوهر
ومن سماء كالأرض ترابية

التخدير ينفع بعض الوقت
ولكن هناك وقت يتخطى صراخك كل أبوابك المغلقة
وتكتشف الاكتشاف المــُر
أن أرض الموعد ليست أرضك
وأنك ضللت

تقف .. تسأل من هم بجوارك
تسمع كل الإجابات الخاوية
تتأكد أنك في قلب التيه
في أرض الخوف

تبريراتك التي كانت مقنعة يوماً .. أصبحت الآن ساخرة منك
وحيداً بلا ظل تقف أسفل الشمس الحارقة
في أميال الصحاري الشاسعة
ميل يـُـسـَخـِرك .. وميل يسخر منك
وانتظار سراب نبع يأخذك حيث تشاء .. لسراب نبع يأخذك حيث يشاء

في هذه اللحظة .. ما أبشع الرجاء
- قديماً كنت أتخيل أنه لا يوجد أبشع من الإحباط -
كم مضحك ومُبكي الإنسان
يحارب نفسه وبعضه يحارب بعضه من أجل الأجوبة
التي يكتشف مع الوقت أنها كدودة القز
دودة ومع الوقت تتحول إلى فراشة تطير
الثابت متحرك ..
والمتخيل مسطح يوماً .. مع الوقت أصبح بيضاوي

كم حرب وكم موتى على مذبح الأجوبة المتبخترة المتربعة على العرش يوماً
المعصومة الفولاذية الآن كالقش تظهر على حقيقتها
" سقط القناع عن القناع " - محمود درويش
الأنانية غبية والتوحش هو ذروة الكبرياء

رويداً رويداً وأنت تـُـبحر
تحنن واشفق واجعل قلبك لحمي جداً
لن يصمد فيك غير نبض الحب
رشفة سرك في العطش الكوني
قطعة خبزك السري
وخمر كرمك
وعشاءك الأول والأخير

رويداً رويداً وأنت تبحر
وأنت تسأل
وأنت تزرع
وأنت تحصد
رويداً رويداً
فالحرف يقـتــُـل .. والمعنى احتمال أن يكون ضرير

سيدتي

د نبيلة تاجر

د نبيلة تاجر | تكتب: ثقافة العنف ضد المرأة

استهل حديثى بتساؤل مؤداة هل تتعرض المرأة إلى العنف وماهى صوره وأسبابه وعلاجه؟ تنطوي المجتمعات على علاقات قوة غير متكافئة فى صورة القوى والضعيف وهو ما أفرز العنف بجميع صوره واشكاله بين المجتمعات بشكل عام أو العنف الموجه ضد المرأة بشكل خاص سواء هذه المرأة كانت ابنة أم زوجة أم أما.
تتعدد صور العنف التى تتعرض لها المرأة سواء كان عنف معنوى ام لفظى ام جسدى. ولكن ما الدوافع وراء هذا العنف؟ ترجع كل صور العنف إلى الثقافة الموروثة الخاطئة التى تضع الرجال فى مكانة أعلى من النساء وبالتالى تصبح هناك علاقات قوة غير متكافئة بين الرجل والمرأة فى المجتمع المصرى وذلك نتيجة سيطرة السلطة الأبوية التى تصف كل ما هو انثوى بأنه متدن فى مقابل كل ما هو ذكرى. واتذكر العديد من الأمثلة فى هذا الصدد مثل السب بالام. ووصف الرجل عند اهانته بالمرأة وفى بعض الطبقات الدنيا تتخلى الأم عن اسمها فتلقب بأم فلان الابن. اوحتى مدام فلان الزوج. والاعتقاد الخاطئ حول ما يسمى بالحفاظ على شرف البنت عن طريق إجراء عادة الختان وتعرضها للعنف منذ طفولتها بحجة انها تحتاج لمن يحميها طوال مراحل دورة حياتها من الصغر إلى الكبر تحت أى مسمى أو عادات بالية. والأمثال الشعبية ايضا تعبر كثيرا عن دونية وضعف المرأة واحتياجها لحماية الرجل. مثل إكسر للبنت ضلع يطلع لها اتنين. ضل راجل ولا ضل حيطة. لما خلفت ولد اشتد عودى واتسند لما خلفت بنيه اتهدت الحيطة عليه. العنف ضد المرأة هو ميراث كبير فى ثقافة المجتمع ناتج عن أفكار ومعتقدات راسخة لدرجة أنها أصبحت شيء عادى ينظر له على أنه ليس عنفا حتى المرأة نفسها تدافع عن الموروث الثقافى الخاطئ مثلما ذكرنا ختان الإناث وماتتعرض له من عنف نفسى وجسدى لمجرد الدفاع الخاطئ عن شرف المرأة وكأن قطع جزء من جسد البنت هو ما يحفظ عفتها. وهو أمر خاطيء لأن بعض إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أثبتت أن أعلى نسبة للدعارة بين فتيات كن مختنات. أيضا الزواج المبكر الذى يحمل الفتاة مسؤليات الزواج والانجاب والاسرة فى سن صغير هو ايضا عنف نفسى وجسدى، الى جانب تعرض المراة للضرب فى كل الاعمار سواء كانت فتاة او زوجة، بالإضافة الى حالات التحرش بسبب النظرة الى المراة بانها من الفئات الاضعف التى يمكن اهانتها والتحرش بها .
من هنا نستطيع ان نذكر اهم الاسباب المؤدية للعنف فى الاتى: التنشئة الاجتماعية التى يتعرض لها الرجل والمراة. فمن أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأسرة يليها المدرسة والإعلام والمسجد والكنيسة. فلقد توصلت نتائج استطلاع الرأى حول العنف ضد المرأة الذى أجراه المجلس القومى للمراة أن العنف الأسري كان بنسبة 33% والعنف فى الشارع 47% والعنف فى المدرسة والعمل 20 % وتوصل الاستطلاع أن أسباب العنف تأتى فى مقدمتها سؤ طباع الزوج والعادات والتقاليد وأخيرا ارتفاع تكاليف المعيشة. اذن التنشئة الاجتماعية هى المسؤلة عبر مؤسساتها السابق ذكرها عن التمييز بين الجنسين وبالتالى العنف الذى يمارس ضد المراة فعدم المساواة بين الابن والابنة يسمح للابن ان بضرب اخته وعندما يتزوج يهين زوجته واتذكر هنا إحدى الحالات التى درستها فى مرحلة الماجستير فقد تعرضت للضرب من الزوج بصورة متكررة حتى أصيبت بالشلل الذى دخلت على اثرة المستشفى وماتت.فلقد اعتاد الزوج على ضرب اخواته الإناث ثم زوجته بعد ذلك. وهنا نجد أن الزوجة تحملت الإهانة بسبب التنشئة الاجتماعية الخاطئة التى تعطى مكانة وقوامة للرجل أعلى من المراة إلى جانب أنها تربت على الحفاظ على الأسرة والاحتمال خاصة فى وجود الأبناء وعدم وجود دخل للزوجة أو مأوى.
وتتوالى سلسلة العنف ضد المرأة للتعرض إلى التحرش فى الشارع وفى أماكن العمل وفى وسائل المواصلات. فى نهاية الحديث أجد أن الحل يكمن فى تجديد الخطاب الدينى ليعلو من شأن المراة.
و ايضا وسائل الإعلامية وخاصة الدراما التليفزيونية واقترح عرض للصور المشرفة للمرأة الناجحة وخبرات النساء فى المناصب القيادية وكيف تمكن من النجاح وتحقيق ذواتهم ليكن قدوة للأسر والمجتمع باثرة. ولا اغفل دور مؤسسات المجتمع المدنى بالتوعية بحقوق المرأة ومناهضة العنف ضد المرأة بكل صورة واشكاله. والأهم هو مراجعة القوانين والتشريعات التى تناولت العنف ضد المرأة. وإعداد مايسمى بالشرطة النسائية للتعامل مع المرأة فى أقسام الشرطة. والاهتمام بإدراج مواد تعليمية فى المواد الدراسية تحث على القضاء على العنف عامة والعنف ضد المرأة خاصة. تحسين صورة المرأة عن ذاتها ونظرتها للآخر وفكرة قبول واحترام الاخر المختلف جنسيا وعقائديا وفكريا من خلال المحاضرات والندوات فى المدارس والجامعات والمؤسسات ووسائل الاعلام.

سيدتي

د مرفت العماري

د مرفت العماري | تكتب: نحن نربى العنف

نحن نربى العنف فى بيوتنا كحيوان أليف نرعاه ونغذيه بالافكار السلبية عن الله و الحياة و الفن ونملأه بالفهم الخاطيء لمعنى أن نكون بشرا وبعد أن يكبر و يستفحل و يتحول الى حيوان شرس لا نستطيع ترويضه نبكى و نقول ماذا نفعل معه, نصرخ سوف يأكلنا فهل من مغيث ولكن بعد فوات الأوان.
يولد الانسان وبداخله العديد من النزعات العدوانية وسيال من الرغبات العنيفة والتى تمثل تيار لا يستطيع السيطرة عليه, ولكن للتربية دورا عظيم فى تهذيب ذلك والتعليم والوعى باهمية السيطرة على هذه الرغبات و الا سوف يتحول المجتمع الى غابة من يملك أدوات السيطرة هو الذى يقود ويقود الى الهلاك , ولذا من أهم أدوات الضبط المجتمعى الثقافة القانونية فالمجتمعات التى تريد أن تبقى فى مصاف الدول المتقدمة تحرص أيما حرص على تطبيق القانون ، فالقانون هو الذى يهذب البشر ويجعل منهم أناسا يستطيعوا العيش معا .يؤكد فرويد أستاذ التحليل النفسى ان الانسان يفعل كل شيء , يقتل يزنى يسرق ويستحل كل ما ليس له ان سمحت له الفرصة كلنا ذلك الانسان ولكن ما يمنع فعل ذلك هو القانون واساليب الضبط الاجتماعي و من اهم أساليب الضبط الدين وما يحمله بطياته من خوف ورهبة من الغيب ولذا فمن الممكن ان تسيطر على مجموعة كاملة وتحركها وحتى الى الهلاك من خلال فهم خاطىء ممنهج حتى يقوموا بما تريد دون اى اعتراض لان فقد نرى كيف تسيطر جماعة الاخوان على أعضائها بالتربية التى تجعلهم يسيروا دون ؟أن يعملوا العقل فنرى بحسب رواية ثروت الخرباوى المنشق عن الجماعة انهم حين كانوا صغارا كانوا يلعبوا لعبة ع شط البحر ومن قانون اللعبة ان يخبىء احد الأطراف مج ف الرمال ولكن على الطرف الاخر ان يجد هذا المج باى طريقة كانت بما فيها العنف على الطرف , الدفاع بكل الطرق ولكن ثروت كان مختلف فقد اخفى المج ف مكان غير المتفق عليه ووقف هادىءا ولم يستطع الطرف الثاني ان يصل اليه الغريب ان يكون أصلا عارفا بمكان المج هكذا كانت لعبتهم ولكن مسئول اللعبة قد أوقفها فورا بعد عدم مثول ثروت لقواعد اللعبة واستخدام عقله وهنا لنا وقفة ممنوع استخدام عقلك ف الجماعات الراديكالية فهى تدير من خلال سلب الأفراد لعقلهم حتى تستطيع ان تسيطر ومن خلال فتح باب العدوانية و الانفلات الاخلاقى الذى من المفترض أنه تمت السيطرة عليه من التربية والقانون كما سبق وشرحنا فهم يعيدوا فتح العدوان البدائى الذى من المفترض ان تم تهذيبه .
لذا نجد من الضرورى نشر ثقافة إعمال العقل و احترام القانون حتى نضع ضفاف لهمجية الانسان الاول بداخل كل مننا

رسالة الفن

د حسن يوسف
د حسن يوسف | يكتب: الفن رسالة إنسانية

جوهر الفن يكمن في رسالته الموجهة إلى الإنسان حيث توقظ في داخله كل ما هو إنساني وأصيل..إلى جانب تدعيم القيم الايجابية كالعدل والسلام والمحبة والإخاء..أيضا يواجه كل ما هو سلبي مثل العنف والتطرف والحرب والتدمير.
وعلينا أن نفرق بين تلقى العنف،ومشاهدة حالات العنف..لأن التلقي فيه درجة مباشرة،بمعنى أن الذات التي تتلقى العنف تقع تحت طائلة التأثير ومن ثم كل الآثار السلبية للعنف تؤذى الذات المتلقية ويظل في حالة معاناة سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.
بينما مشاهدة العنف أو حالات العنف أو صور العنف أيا ما كان..تعنى وجود حالة انفصال بين (الذات) و(الفعل)..فالذات هنا على مسافة تجعل الذات في حالة من الأمان والاطمئنان من أنها بعيدة عن ذلك الفعل المؤلم.
لكن ينبغي علينا ملاحظة أن الإنسان سواء وقع تحت طائلة العنف أو شاهد ذلك العنف تحدث له حالة نفسية ما..انه يعيش حالة من الضيق النفسي والرفض لذلك العنف..هذه الحالة لها أهمية عند الفنان وعند المبدع لأنها تتحول إلى حالة إنتاج فني..القدرة على تحويل تلك الحالة من المجال الداخلي أو من الجوانية الذاتية إلى حالة فنية مجسدة في الواقع الحسي أو المعاش..وفى تلك اللحظة تحدث المتعة والروعة في تلقى ذلك المنتج المحتوى على العنف،بعد أن صب عليه الفنان جمالياته ورؤاه وقام بتصفية ذلك العنف بحيث يجعله يخترق الذات في يسر ونعومة.في تلك اللحظة تتخلص الذات المتلقية من الكثير من المشاعر السلبية وهذا الأمر يسميه أرسطو بفعل التطهير..أي أن الفن لديه القدرة على تطهير الذات من كل ما هو سلبي ومؤلم ومرعب.
والفن التشكيلي يمتلك القدرة على مواجهة كل صور العنف..هو قادر أن يرفع كلمة (لا) في وجه العنف..هو يهدف إلى تأصيل القيم الإنسانية..الفن بوجه عام نافر من كل صور التدمير والتقبيح وكل ما يضيع الذات الإنسانية..والفن التشكيلي يمتلك وسائله الخاصة منها الألوان والخطوط..فالفنان التشكيلي إزاء أي موقف من مواقف العنف يستخدم فرشاته وخطوطه ليعلن بشكل قوى أن الرسم الكاريكاتيري لديه القدرة التعبيرية التي ربما لا تصلح الكلمات في الوصول إلى نفس القدرة التعبيرية والمؤثرة..وكلنا يعلم مدى ما يفعله الرسم الكاريكاتيري في توصيل الهدف المقصود أو يستخدم لوحة تشكيلية تحتوى الموضوع الذي يحتاج لكتب للتعبير.وفى الوقت المعاصر نلاحظ أن العالم يعيش فوق صفيح ساخن،وتتوغل آلة الحرب هنا وهناك تحصد أرواحا بريئة أو تتركها بندوب وجروح جسمانية ونفسية لا تزول،وهنا يغيم الأفق عند البعض ويتلاشى طموحهم بغد أفضل وقد تخور قواهم ويستسلموا،أما البعض الآخر فإن العنف يحفزه على فعل المقاومة حتى لو فقد حياته.ولم يكن الفنان بعيدا أبدا عن ظروف شعبة ففي أوقات المحن يعكس إبداع الفنانين مشاهد العنف برؤى متنوعة.
ولوحة الجورنيكا للفنان العالمي بيكاسو التي تعد في مقدمة تلك الأعمال الكثيرة التي تصور العنف،والتي تعتبر أهم النقلات الفنية على مستوى العالم فحينما شاهدها هتلر سأل بيكاسو (لماذا تلك المشاهد البشعة التي تتناولها اللوحة) فأجابه (أنتم من تقومون بتلك البشاعة) فهذه اللوحة عبرت عن الحرب الأهلية الاسبانية،واستطاع بيكاسو من خلالها إعادة تركيب الأشكال باسلوب يخدم اللوحة،وهى موجودة حاليا في الولايات المتحدة.
ومن اللوحات النادرة والتي عبرت عن العنف لوحة (آكلوا البشر) السريالية للفنان سلفادور دالي،والتي يقشعر جسد المتلقي حينما ينظر إلى بشاعة العمل، فهنا إذا نجح الفنان في التعبير عن تلك البشاعة، أصبح ناجحا في توصيل رسالته، لأن الفن ليس تعبيرا عن الجمال فقط، بل لابد أن يعبر عن العالم في سلبياته وايجابياته.
لقد وضح لنا خلال تلك السطور علاقة الفن بالعنف كحالة.

رسالة الفن

الفنانة هالة طوبار
الفنانة التشكيلية هالة طوبار لوحة "مصر "
image

عقول راقية

ا ابتهال سامي

الأستاذة ابتهال سامي | تكتب: مشكلة العقل العربي

مشكلة العقل العربي انه قفز وتجاوز قدراته وما تمليه قواعد البناء السليم وتبنى الاشتراكية والقومية والليبرالية وهو لم يصل حتى للمرحلة الديكارتية ...انا افكر اذن انا موجود..داء العقل العربي هو البحث الدائم عن مرجعية ما يستمدها إما من ماض سحيق أو من ثقافة المتقدم المنتصر وفي الحالتين يظل النقل فوق العقل. الإجابة عند العقل العربي تأتي قبل السؤال لذا لا نسال الا الأسئلة التي نملك إجابات مسبقة لها. لا يتساءل العربي ليحصل على الاجابة المقنعه بل يسأل ليؤكد ويكرر الحقيقة المسلم بها سلفا, انه يعتنق الحقيقة أولا ثم يسأل ليؤكد قناعته بهذه الحقيقة, لعل هذا هو السبب أنه لم يعد لدينا أسئلة, لعل هذا هو السبب اننا على قدر ركام الاجوبة لدينا لا زلنا نشعر بأن عالمنا غامضا وغير مفهوم, أسئلتنا انتهت لأننا نظن اننا نعرف الإجابات النهائية على كل شيء من احوال الجنة الى حلول المعضلات الإقتصادية الى أحكام دخول الحمام السؤال عند الآخرين يبدا بالشك اما السؤال عندنا فهو مرحلة تالية لليقين. تناقض غريب لكنه حقيقي, العربي لا يسأل لكي يعرف الجواب, انه في الحقيقة لا يسأل الا اذا كان لديه اجابة جاهزه. وعندما نعجز عن الإتيان بالإجابة لا نحاول مرة أخرى بل نلغى السؤال, أصبح الوعي العربي بكينونته الحالية ذا وجه واحد غاب عنه البعد الناقد الذي يؤمن بالتطور وهو وجه استاتيكي ثابت فإذا سألت في الدين فلا إيمان إلا إيمان السلف الصالح وإذا سألت في العلم فلن تسمع إلا بالعلوم التي سموها بالربانية وإذا سألت في الأخلاق والعدل فلن تجد إلا الإشادة بعدالة وأخلاق الأوائل, فعلى المستوى العلمي والفلسفي لا نجد أن لنا حظا في ما أنتجه الغرب من نظريات فلسفية كانت أو رياضية أو فيزيائية فنحن مجرد مستهلكين لها فقط, أما فيما يخص الجانب التقني فكل ما ننعم به من أسباب الراحة ومن تقنيات وسائل الاتصال والمواصلات مستورد من الآخر لأننا لم ننتجها ولا يمكننا ذلك ما دمنا لم ننتج معارفها أصلا. يعيش العرب ثقافة أشخاص عاشوا لحظتهم التاريخية بشروطها وانتهوا وتغيرت الشروط وبات من اللازم أن تتغير الأفكار, وأغلب من يملأون الفضائيات والمواقع مجرد ناقلين مرددين لمقولات التراث التي تشوهت نتيجة لترقيعها المستمر فأنت تتابع حلقة كاملة من برنامج ديني لا تسمع فيها اجتهادا للمفتي في النص القرآني وقلما ترد آية كدليل بل هناك تغييب تام له مع حضور قوي للعنعنة الطويلة وقال فلان وورد عن فلان. يختزل هؤلاء كل النقاشات الدينية في نواقض الوضوء ومبطلات الصلاة ومكروهات الصوم ومستحبات الزكاة وعظيم ثواب الصابرين المحتسبين وشكليات الطقوس والشعائر وألهوا الناس بحفظ أوردة الصباح وأذكار المساء ودعاء النوم واليقظة والدخول والخروج ودعاء الأحلام ودعاء دخول المرحاض والخروج منه…تراهات لا حصر لها الم يحن الأوان بعد لهذا الوعي المتهالك أن يعترف بضعفه وعجزه عن مسايرة التحولات والمستجدات بأطر ماتت وانتهت صلاحيتها منذ قرون خلت؟ , اصبح العرب والمسلمون في تعارض دائم مع مسيرة العالم وفي تضاد دائم مع اتجاهاته التجديدية بسبب عدم تخليهم عن وجهات نظر أناس ماتوا قبل قرون وكأنه لم يكفهم أن يعيشوا في الماضي بل يريدون أن يجروا العالم إلى ماضيهم وعلى الرغم مما هم فيه من بؤس وهزال واعتماد على الآخر إلا أنهم لا يريدون ان يطوروا من أنفسهم ويغيروا نظرتهم للآخرين ولحركة الحياة لقد بتنا في حاجة ماسة إلى إصلاح منظومتنا الفكرية, مخطئ من يظن أن مشاكلنا يمكن حلها من دون إعادة النظر في منظومة تفكيرنا ونظرتنا التقديسية لماضينا وتاريخنا وإعادة نقده وفحص صندوق التفاح من جديد وترتيبه بعد ابعاد المعطوب منه وتدريس هذا التاريخ بوقائعه المجردة وليست المزيفة والمزخرفة بالخرافات. المطلوب منا الان رسم خريطة جديدة لمنظومة تفكيرنا تقودها حركة فكرية جديدة تعلي من شأن العقل على حساب الاغراق في كل ماهو غيبي فضلا عن تغيير المناهج التلقينية التعيسة التي ندرسها في مدارسنا حتى نخرج أجيالا تتمتع بحاسة نقدية للذات ومن ثم تستطيع القيام بعملية التصحيح الدائمة لاخطائها وايجاد الحلول لمشاكلها من وحي عصرها وليس من جراب الماضي الذي يعتقد البعض أنها تحوي حلولا للحاضر والمستقبل. وهنا أتساءل..هل يمكن ان يأمل الانسان العربي في انتصار العقل على الفكر الخرافي في المدى المنظور؟ سؤال يرسم المستقبل والمصير معا, نحن لا ندعو للتخلي عن التراث وتهميشه لأن فكرا يتنكر لتاريخه لا يستحق أن يكون فكرا وإنما ندعو إلى الاستفادة من هذا التراث من خلال الأخذ بصوابه وعدم الوقوع في أخطائه لأن سنة التاريخ تقضي أن يكون الجيل القادم أكثر تطورا وتقدما وقوة وحكمة من سابقه. يجب التسليم بأن الحقيقة ليست ملكا لطرف دون الآخر كما أنها ليست في متناول الإنسان دوما وليؤمن الجميع أن لكل مذهب خرافاته وأوهامه ..ثم إن المعتقد لا يقوم بالصواب والخطأ لأنه ليس علم فهذه معايير النظريات العلمية التي إن صدقت اليوم كذبت غدا ولا يزعج العلماء أن تكذب نظرياتهم لأن العلم يتقدم والبشرية تتطور لابد من منع كل التعاليم والمعتقدات التي تدعي الصدق المطلق وتدمر حق الغير المخالف لها في الوجود, لا بد من وضع حد لهذا الخلط بين المعتقدات وأمور الحياة, إن عقلية التكفير والتضييق والمنع واللعن تتطاول على حق إلهي لم يفوضه الله لمباشرته على الناس. يجب أن يتم التخلي عن الوعي المتزمت المؤمن بالمطلق الذي يتبعه العنف والصراع ليحل محله وعي منفتح قاعدته الانفتاح والاعتراف المتبادل والاستناد إلى قوة الحجة لا حجة القوة.... الاعتراف بالعقل كقاسم مشترك بين الناس يتبعه اعتراف بمحدوديته ما دام الإنسان الذي يحمله كائن ناقص بالضرورة ومن ثم اختلاف طرق التفكير وتفاوت درجات المعقولية وبالتالي اختلاف الثقافات والمعتقدات بات ايضا من اللازم على الإنسان أن يستمع إلى الرأي والرأي الأخر ويخضعهما معا لغربلة وفحص عقليين لبيان قوة الفكرة ومواطن الزلل فيها....تقبلوا محبتي

أطفالنا

 م مني توفيق

المهندسة مني توفيق | تكتب: أبناؤنا ملك للحياة

" أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها" رأيت أن أستهل مقالتى بتلك المقولة للشاعر جبران خليل جبران، أتفق معه و لكن هل يتفق الآباء و الأمهات معى؟ لا أظن، أرى الأم و هي تعامل صغارها كأنهم ملكية خاصة لها بل و عبء عليها, فكم من أمهات لا تصبر على أطفالها و لا تعطيهم المحبة التي يحتاجونها، تعودنا أن نسمع بأن الأم كائن عظيم و مضحى، ليس الوضع كذلك دائما، علينا أن ننظر بعين العدل و لا نكرر أقوالا اعتدنا سماعها عبر الأجيال, فالطفل يعانى من قسوة والديه و من تعنيفه نفسيا و جسديا و لكم يحزننى أن أطالب بحماية الطفل من أبويه و لكنها ضرورة، فالعنف تجاه الطفل أصبح ظاهرة شائعة في مجتمعنا و تحاصرنا بشكل مستمر.
يولد الطفل و هو يشعر بأنه أهم شيء في الوجود ليفاجأ بالتجاهل و اللامبالاة و الذي يتم تصنيفهم على أنهم شكل من أشكال العنف، علينا أن نعلم جيدا أن الإنجاب قرار و ليس قضاء و قدر، من لا يشعر بقدرته على تحمل مسئولية الأمومة و الأبوة فليمتنع إكراما لأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا ممن لا يستحق! ذلك أفضل لهم و لنا، أفضل للجميع . كيف نتعلم المحبة إذا كنا لم نأخذها من أقرب الناس إلينا؟ يجب تأكيد رسالات المحبة للطفل بشكل يومى، يجب أن يشعر بأنه كائن مرغوب فيه و ليس عبئا ثقيلا على والديه و على الحياة, سمعت طفلة لا تتعدى الخامسة من عمرها تقول لوالدها " أريد أن أموت لأنكما لا تريدونى و لا تتوقفون عن توبيخى" فماذا نصنع بأطفالنا؟ هل ننشئهم ليكونوا نساءا و رجالا نافعين لأنفسهم و للمجتمع؟ أم نزرع فيهم بذور المعاناة النفسية ليكونوا محبطين تعساء، أو مجرمين عنفاء.
إن بذور العنف في أي مجتمع لا يمكن بأى حال فصلها عن مرحلة الطفولة، الطفولة السعيدة لا تصنع مجرما أو إرهابيا، فالشخصية تتكون منذ الطفولة و كما قال عالم النفس النمساوى الشهير سيجموند فرويد " الطفل هو أب الرجل" و جزء كبير من معاناة الفرد و إخفاقاته في الحياة ترجع لسنين طفولته و تنشئته الأولى، و أكرر أبناؤكم ليسوا لكم، هم ملك للحياة و أنتم أمناء عليهم حتى يشبوا عن الطوق و لستم سجانين، و من لا يملك الوقت و الصبر و القدرة الكاملة على الإنجاب و تحمل المسئولية فليمتنع.

نحن والعالم

م محمد الشناوي

المهندس محمد الشناوي | ﻳﻜﺘﺐ: ما أنت يا رب وماذا تكون؟

ما أنت يا رب وماذا تكون، هل أنت حلم في رؤوس النائمين، هل أنت أمل في قلوب التائهين، هل أنت رجاء في صدور المكلومين، هل أنت أمنية في أذهان المفلسين، هل أنت فأل في بال المتفائلين أم أنت سراب في نظر العطشانين؟ .. هل أنت كتف تستند عليها الرؤوس، هل أنت حضن يرتمي فيه العاشقين ، هل أنت أب يحتمي به الصغار، هل أنت أم يلجأ لها المحرومين، هل أنت منارة يهتدي بها الضائعين؟ .. هل أنت بحر بلا ساحل أم سماء بلا علو أم فراغ بلا محيط أم كون بلا حدود؟ .. هل أنت الحقيقة الضائعة أم العدالة المرجوة أم السعادة الأبدية؟ هل أنت هذا كله وأكثر أم لا شيء من ذلك وأصغر؟ ليت شعري، إنما أنت فكرة في عقول العاقلين .الله في الفلسفه فكره وفي العلم فرضيه ; كل انسان يرى الله علي صورته هو وليس العكس

حركة الحياة

د بهي الدين

د بهي الدين | يكتب: تريث قبل إطلاق الرصاص

حدث بالفعل: كيف تم إنشاء جامعة ستانفورد؟
الزوجان ( ليلند وجين ستانفورد ) فقدا ابنهما الشاب الذي كان يدرس في جامعة هارفارد الشهيرة، وترائى لهما مقابلة رئيس الجامعة بشأن إبنهما.
كان الزوجان يرتديان ملابس رخيصة، وما أن استقبلتهما السكرتيرة وعرفت أنهما يريدا مقابلة رئيس الجامعة، حتى قررت من تلقاء نفسها التخلص منهما ليقينها بأن رئيس الجامعة لا يصح أن يقابل البسطاء، لذا أفادتهما السكرتيرة بأن رئيس الجامعة في اجتماع وسوف يتأخر، ولكن الزوجين أصرا على الإنتظار.
مرت ساعتان وتضايقت السكرتيرة، ونفذ صبرها، وتواصلت مع الرئيس لعله يقابلهما في دقيقة ويغادرا، ووافق الرئيس وقابلهما ولكنه لم يكن مرحبا بلقائهما، وسأل عن سبب المقابلة، فحكيا له أمر ابنهما الذي كان يدرس في هذه الجامعة لمدة عام ثم توفى في حادث، وبما أنه كان سعيداً خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة، فقد قررا تقديم تبرعاً للجامعة تخليدا لذكرى ابنهما المتوفي.
لم يتأثر الرئيس كثيراً بما قالته السيدة، بل ردّ بخشونة: سيدتي، لا يمكننا أن نقيم تمثالاً ونخلد ذكرى كل من درس في هارفارد ثم توفى وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من النصب التذكارية، وهنا ردت السيدة :نحن لا نرغب في وضع تمثال له، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة هارفارد، ولكن العرض لم يلق أي صدى من رئيس الجامعة، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبزة المتهالكة ورد بسخرية: هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى؟ لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار.
ساد الصمت لبرهة ظنّ خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن التخلص من هذين الزوجين، ولكن السيدة استدارت نحو زوجها قائلة له: عزيزي ستانفورد: ما دامت هذه تكلفت إنشاء الجامعة كاملة، فلماذا لا ننشىء جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟
هز الزوج رأسه موافقاً، ثم غادر الزوجان وسط ذهول وخيبة الرئيس، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا هناك جامعة {ستانفورد} العريقة التي مازالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئاً لرئيس جامعة هارفارد وكان ذلك في عام 1884م .
لا تزال جدران جامعة ستانفورد تحمل نقوشا على جدرانها تحكي هذه القصة التي تعلمها كل الشعب الأمريكي، وأصبحت رسالة الجامعة: سوف تخسر مثلما خسر رئيس جامعة هارفارد إن كنت تحكم على المظاهر وتقرر وفق توقعاتك دون أن تعمل العقل.

كاتب وكتاب

د سمير فاضل
د سمير فاضل | ﻳﻜﺘﺐ: الأصولية وإرهابها

1-الأصولية وإرهابها
الكاتب الدكتور مراد وهبه في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الدور الذي تقوم به الأصوليات الدينية علي مستوي العالم في الدعوة إلي إبطال إعمال العقل في النص الديني ، ودخولها في علاقة عضوية مع " الرأسمالية الطفيلية " التي تساهم بدور كبير في دعم الارهاب علي مستوي العالم ، وتوظيف رأس المال فيما هو غير مشروع مثل تجارة المخدرات وبيع الأسلحة للميليشيات المسلحة المنشقة عن مسار الحضارة العلمانية الحديثة ، وكان من شأن بزوغ هذه العلاقة مولد الارهاب والذي يعاني منه العالم الان .
ويؤكد الكاتب أننا نعاني الان من ثلاثية الأصولية والطفيلية والارهاب .

يطرح الكاتب في بداية الكتاب سؤال جوهري وهو ما دور الدين في عالم اليوم ؟ ويقول أن عالم اليوم محكوم في مساره بعالم الغد ، لأن الغد هو المستقبل ، وهو نقطة البداية ، وذلك لأن التاريخ يتحرك من المستقبل وليس من الماضي .
ويطرح الكاتب سؤال آخر ماهي الأصولية الإسلامية المطروحة في العالم العربي اليوم ؟ ومن أجل تحديدها انتقي ثلاثة من كبار مفكريها وهم أبو الاعلي المودودي وسيد قطب والخوميني .
ويري أن قيمة المودودي تكمن في أنه المنظر للأصولية الاسلامية ، ومؤلفه المؤثر في هذا الصدد عنوانه " الحكومة الإسلامية " يحدد فيه خصائص هذه الحكومة ، والحاكم فيها هو الله والسلطة الحقيقية مختصة بذاته تعالي وحده ، ويترتب علي ذلك أن ليس لأحد من دون الله حق التشريع ، وجميع المسلمين ليس من حقهم أن يشرعوا قانونا ، وليس من حقهم أن يغيروا مما شرع الله لهم .
ومن هنا فالدولة الاسلامية دولة ثيوقراطية ديمقراطية علي حد تعبير المودودي ، ويري أن الديمقراطية مقيدة بسلطان الله .
ويقول أن هذا الامر لا يختلف كثيرا عند سيد قطب الذي يري أن الجاهلية قد تفشت في عالم اليوم بما فيه العالم المسلم الذي يعلن صراحة علمانيته ويخرج الدين من نظامه الاجتماعي .
وأخيرا يأتي خوميني ويجسد هذا المطلق الأصولي الدموي في إيران في عام 1979 ، وذلك بتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وربطه السلطة السياسية بالاهداف الإسلامية .
ينتقل بنا الكاتب بعد ذلك لتناول مفهوم الأصولية في اليهودية ويقول أن الأصولية اليهودية ممثلة في حركة " جوش أمونيم " وقد تأسست هذه الحركة بعد عام 1967 ، وانتعشت بعد حرب 1973 ورفضت معاهدة كامب دايفيد ، لأنها تري ان إسرائيل دولة مقدسة ، ومن ثم فإن التنازل عن أي جزء من الأرض هرطقة لأن أي جزء من هذه الأرض هو منحة من الله ، ورفضت هذه الحركة القانون والنظام ورفضت الانصياع للسلطة ، وتنظر الي العالم علي أنه ملوث ، وتؤكد علي ضرورة الاعتزال بعيدا عن ثقافة هذا العالم الذي تراه مدنس .
وخلاصة القول كما يقول الكاتب أن هذه الاصوليات ليست مجرد رد فعل ضد الرؤي الكونية الجديدة التي تهدد تراثها المقدس بل تهدف هذه الأصوليات إلي تشكيل العالم استنادا إلي مقولات ثلاث :- العنف والارهاب والثورة وإلي السيطرة علي التعليم والإعلام وتأسيس مدارس ومعاهد أصولية .
وتأسيسا علي ذلك كله يمكن القول بأن الأصولية أيا كانت سمتها الدينية مسيحية , إسلامية أو يهودية أو أيه ملة اخري تمزج المطلق بالنسبي والحقيقة الأبدية بالحقيقة العابرة ، وبذلك تدافع عن حقيقة لاهوتية ماضوية وكأنها رسالة أبدية موجهة ضد حقيقة لاهوتية قائمة ، فتعجز عن التعامل مع الوضع القائم ، وبهذا الطرح تصبح الأصولية ممهدة لما أسميه " صراع المطلقات " .
وصراع المطلقات لا تستقيم معه الدعوة إلي سلام العالم ، والذي لن يتحقق بدون سلب الدوجما من الدين.
الكاتب الدكتور مراد وهبه في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الدور الذي تقوم به الأصوليات الدينية علي مستوي العالم في الدعوة إلي إبطال إعمال العقل في النص الديني ، ودخولها في علاقة عضوية مع " الرأسمالية الطفيلية " التي تساهم بدور كبير في دعم الارهاب علي مستوي العالم ، وتوظيف رأس المال فيما هو غير مشروع مثل تجارة المخدرات وبيع الأسلحة للميليشيات المسلحة المنشقة عن مسار الحضارة العلمانية الحديثة ، وكان من شأن بزوغ هذه العلاقة مولد الارهاب والذي يعاني منه العالم الان .
ويؤكد الكاتب أننا نعاني الان من ثلاثية الأصولية والطفيلية والارهاب . يطرح الكاتب في بداية الكتاب سؤال جوهري وهو ما دور الدين في عالم اليوم ؟ ويقول أن عالم اليوم محكوم في مساره بعالم الغد ، لأن الغد هو المستقبل ، وهو نقطة البداية ، وذلك لأن التاريخ يتحرك من المستقبل وليس من الماضي . ويطرح الكاتب سؤال آخر ماهي الأصولية الإسلامية المطروحة في العالم العربي اليوم ؟ ومن أجل تحديدها انتقي ثلاثة من كبار مفكريها وهم أبو الاعلي المودودي وسيد قطب والخوميني . ويري أن قيمة المودودي تكمن في أنه المنظر للأصولية الاسلامية ، ومؤلفه المؤثر في هذا الصدد عنوانه " الحكومة الإسلامية " يحدد فيه خصائص هذه الحكومة ، والحاكم فيها هو الله والسلطة الحقيقية مختصة بذاته تعالي وحده ، ويترتب علي ذلك أن ليس لأحد من دون الله حق التشريع ، وجميع المسلمين ليس من حقهم أن يشرعوا قانونا ، وليس من حقهم أن يغيروا مما شرع الله لهم .
ومن هنا فالدولة الاسلامية دولة ثيوقراطية ديمقراطية علي حد تعبير المودودي ، ويري أن الديمقراطية مقيدة بسلطان الله . ويقول أن هذا الامر لا يختلف كثيرا عند سيد قطب الذي يري أن الجاهلية قد تفشت في عالم اليوم بما فيه العالم المسلم الذي يعلن صراحة علمانيته ويخرج الدين من نظامه الاجتماعي .
وأخيرا يأتي خوميني ويجسد هذا المطلق الأصولي الدموي في إيران في عام 1979 ، وذلك بتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وربطه السلطة السياسية بالاهداف الإسلامية .
ينتقل بنا الكاتب بعد ذلك لتناول مفهوم الأصولية في اليهودية ويقول أن الأصولية اليهودية ممثلة في حركة " جوش أمونيم " وقد تأسست هذه الحركة بعد عام 1967 ، وانتعشت بعد حرب 1973 ورفضت معاهدة كامب دايفيد ، لأنها تري ان إسرائيل دولة مقدسة ، ومن ثم فإن التنازل عن أي جزء من الأرض هرطقة لأن أي جزء من هذه الأرض هو منحة من الله ، ورفضت هذه الحركة القانون والنظام ورفضت الانصياع للسلطة ، وتنظر الي العالم علي أنه ملوث ، وتؤكد علي ضرورة الاعتزال بعيدا عن ثقافة هذا العالم الذي تراه مدنس .
وخلاصة القول كما يقول الكاتب أن هذه الاصوليات ليست مجرد رد فعل ضد الرؤي الكونية الجديدة التي تهدد تراثها المقدس بل تهدف هذه الأصوليات إلي تشكيل العالم استنادا إلي مقولات ثلاث :- العنف والارهاب والثورة وإلي السيطرة علي التعليم والإعلام وتأسيس مدارس ومعاهد أصولية .
وتأسيسا علي ذلك كله يمكن القول بأن الأصولية أيا كانت سمتها الدينية مسيحية , إسلامية أو يهودية أو أيه ملة اخري تمزج المطلق بالنسبي والحقيقة الأبدية بالحقيقة العابرة ، وبذلك تدافع عن حقيقة لاهوتية ماضوية وكأنها رسالة أبدية موجهة ضد حقيقة لاهوتية قائمة ، فتعجز عن التعامل مع الوضع القائم ، وبهذا الطرح تصبح الأصولية ممهدة لما أسميه " صراع المطلقات " . وصراع المطلقات لا تستقيم معه الدعوة إلي سلام العالم ، والذي لن يتحقق بدون سلب الدوجما من الدين.

اﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ

Website: www.alensan.org
E-Mail:info@alensan.org

رأيك يهمنا

"Show Menu"