مجلة الإنسان

العدد الحادي عشر - يوليو 2021

تابعونا على : الفيس بوك

phone

المحاكمة

بقلم رئيس التحرير .

افتتاحية العدد

في البداية أود أن أتقدم بخالص الشكر لكل الأصدقاء الأعزاء على الجهد الكبير في إخراج هذا العمل للنور مرة أخرى، راجين لهم كل التوفيق والنجاح في دعم هذا المشروع الفكري.
المحاكمة كانت عنوان لهذا العدد وقد يبدوا للبعض هذا العنوان غامضًا، ولكن كل القضايا التي طرحت في هذا العدد كانت تحمل في ثناياها محاكمة إما لفكرة أو مرحلة من الزمان، أو موقف ما سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا أو دينيًا، لكن في النهاية كانت المحاكمة ظاهرة في المعنى والمضمون، لقد كان شيء أكثر من رائع أن يذهب الجميع نحو هذا الأمر دون اتفاق مسبق من هيئة التحرير والمفكرين المشاركين في هذا العمل، هذا يعني أننا في مصر الآن بصدد وجود مجموعات من الكتاب والمفكرين لا يرغبون في تكرار الأخطاء الكارثية التي حدثت لمصر بقصد أو بدون قصد، راغبين في أن ينتقل المجتمع المصري إلى مرحلة أخرى أفضل مما كانت عليه البلاد في سنوات طويلة مضت، حالمين بمستقبل أفضل من أجل الأجيال القادمة، وأن يشاهدوا بلادهم في مصاف الدول الراقية في العالم الآن قبل الرحيل عن هذا العالم، ويرون أن مصر تستحق بالفعل وضعًا أرقى كثيرًا مما كانت عليه، ويرون أن بلادهم الآن تحكمها قيادة تتسم بالنزاهة وحب هذا البلد، وهم شهود على النقلة الحضارية التي تحدث في مصر الآن في كل مكان.
الأصدقاء الأعزاء في كل مكان في مصر وخارج مصر نرجو أن نكون عند حسن ظنكم آملين أن تستمر إسهاماتكم الفكرية في هذا المشروع.
د. سمير فاضل

حقي؛ وحرية الآخر:

الأنبا مكسيموس

أذاعت الأنباء: أن مسابقة لاختيار ملكة جمال ولاية "نيفادا" الأميركية؛ فاز بها رجل متحول جنسيًا إلى اِمرأة!
وكان قبل شهور أن النساء المنخرطات في المسابقات الرياضية مثل الجري؛
قد تقدمن بشكوى يعترضن أن الرجل المتحول إلى اِمرأة يهدر فرصتهم في الفوز لأنه ينضم إلى فريق النساء كاِمرأة بينما هو يمتلك بنية جسد رجل!
في واقعة متحول "نيفادا": الرجل الفائز في مسابقة الجمال؛ فاز بجدارة على النساء دون أن يسلب النساء فرصتهم في المنافسة؛
بينما في مسابقات الجري فقد سلب المتحول ظلمًا حق النساء في الفوز؛
ومن هنا صار السؤال الحاسم المطروح على الساحة: ما هو تعريف الحرية الشخصية وما هو إطارها؟
عصور الحكم الديني تمخضت عن إعدامات محاكم التفتيش وحرق چون هِسّ حيًا وكان نفس المصير يوشك أن يلحق بجاليليو لأنه قال إن “الأرض تدور“!
كذلك في شرقنا أفتى المشايخ "بقتل تارك الصلاة"! وقتل رجال الشرطة والجيش مع الاِنتحار؛ جهادًا في سبيل الله!
وأن هذا وذاك هو شرع الله وكلامه، ولا بد أن ينفذ قهرًا على الرعية باسم الله وطاعة لأوامره ووصاياه!
الجديد في محنة البشرية أن عصر سطوة رجال الدين قد وَلى وحل محله ردة فعل انتقامية من المتردين على الدين؛ وقد دانت لهم السلطة ومساحات الضغط الواسعة على حرية الآخرين؛
إنها الحرية التي كانوا بالأمس يتباكون عليها ويطلبونها لأنفسهم حتى نالوها وتحولوا بها إلى فرض إرادتهم على غيرهم!
في أكبر مدن صعيد مصر فرض أسقف الكنيسة نمط معين من شكل ملابس على نساء رعيته وذلك فقط حال وجودهن في الكنيسة التي يترأس رعايتها؛
من وجهة نظري أن الأسقف يمتلك هذا الحق طالما قصرة على وقت التواجد أو العبادة وفقط في كنيسته؛ وسيكون من الغباء والتجاوز- أيضًا من وجهة نظري- أن تصر سيدة من رعيته أن تذهب إلى كنيسة ذلك الأسقف بشكل مخالف لتعليماته أو تحاول فرض وجهة نظرها وقناعاتها على الاسقف وعلى كنيسته؛ بينما هنالك كنائس أخرى لا تتمسك بقناعات ذلك الأسقف
لقد ولى إلى غير رجعة عصر القمع الديني الناعم والعنيف معًا؛ ولم يعد بمقدور أي فرد أو مؤسسة فرض قناعاته الدينية على الآخرين خارج نطاق دائرة سلطانه؛
وأيضًا بالتوازي راجعت المحكمة العليا في اميركا؛ أشكال فرض الشواذ جنسيًا إرادتهم على المجتمع ورفضت دعوي تقدم بها رجلان مثليّ الجنس ضد مؤسسة كاثوليكية؛ رفضت أن تعطيهم طفلاً ليتبنوه؛ بالتناقض مع المعتقدات الكاثوليكية؛ وأكدت المحكمة العليا على حق المؤسسات الدينية في ممارسة حريتها الدينية طبقًا للدستور الأميركي؛
وفي حكمها: نصحت الرجلين الشواذ رافعي الدعوى ضد المؤسسة الكاثوليكية؛ بأن يتوجها إلى مؤسسة أخرى توافق على تبني الشواذ للأطفال.
حكم المحكمة العليا الأمريكية هذا أكد على احترام الحريات الشخصية؛ في حدود ألا تتعدى الحرية الشخصية على حريات الآخرين
هذا التطور في موقف المحكمة العليًا الأمريكية تجاه توغل مد الشواذ على حرية الآخرين؛ يعكس خطورة رد الفعل المعاكس من الأمريكيين المحافظين دفاعًا عن حريتهم ورفضهم السيطرة عليهم بذريعة حقوق الشواذ!
كما يعبر أيضًا عن خطوة للخلف تتخذها نفس المحكمة التي قننت حق الشواذ في الزواج في المحكمة في عهد الرئيس الأسبق أوباما؛ كما أنها واحدة من خطوات أخرى تعكس التراجع عن عنجهية الشذوذ.
ربما لم تعي بعد جماعات التطرف والمروجين للشذوذ الجنسي: أن الشعوب التي استردت حريتها؛ لن تفرط فيها أبدًا؛ ولن تسمح لأحد بمساسها تحت أي مسمى.

إحذروا قبل فوات الاوان. "النقاب يغزو مصر."

img

ليست هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها الدعوات بالتحذير لما يحاك في الخفاء والعلن ضد مصر والمصريين، في مطلع السبعينات من القرن الماضي دخلت مصر عصر الوهابية والإسلام السياسي برعاية الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها ودستورها لدعم توجهات الدولة الإسلامية في مصر، ودفعت مصر الثمن باغتيال رئيس الجمهورية في عام 1981، لم تنتبه الدولة كلها لناقوس الخطر الذي كان لا يكف عن الدق في أذهان أصحاب القرار الأول والأخير في مصر، الإرهاب يزحف على مصر ولن يتوقف قبل تدمير كامل لهذا الوطن ، ولم يستمع لكل الأصوات التي بحت من أجل الانتباه لهذا الخطر، والأخطر أن قامت الدولة المصرية بذبح عدد لا يستهان من المثقفين والمفكرين علي مذبح الإرهاب والتخلف والإسلام السياسي، الأصوات تتعالى منذ وقت طويل وتحذر من تفشي ظاهرة النقاب في كل أركان الدولة خطر داهم يزحف على مصر بقوة، الجماعات السلفية المدعومة داخليًا واقليميًا تتآمر على حضارة هذه الدولة وتدفعها دفعًا نحو التخلف، حاول أحد الشخصيات العامة في مصر وهو رجل أعمال منع تواجد أي منتقبة في مجال عمله، وكانت المفاجأة المدوية التي جاءت له صريحة وواضحة بوقف هذا القرار وفي حال رفضه كان سيكون هناك إجراء ضده، فتوقف الرجل وتعجب من هذا السلوك، الجميع يعرف في مصر كراهية هذه الجماعات السلفية للثقافة وليس لديهم أي مشروع حداثي لحكم مصر، لديهم مشروع واحد هو تديين المجال العام في مصر وإرجاع مصر للوراء قرونًا طويلة لصالح قوى إقليمية ودولية ترغب في السيطرة على المجال العام في مصر وتمزيق وتشتيت قدرة هذه الدولة على قيادة المجتمع إلى الأمام، الكيانات السلفية في مصر تتربص بكل خطوة تخطوها مصر إلى الأمام، تساندهم مجموعات مريضة لا تحمل في نفوسها أي خير لهذا الوطن، يجاهرون بهذا الأمر علانية ويتمنون سقوط الدولة المصرية اليوم قبل الغد، يدفعون المجتمع للصراع والقتال طوال الوقت، يرغبون بشدة في توريط الدولة المصرية في أي صراع خارجي، مثلما كان في عام 1967 وكانت الهزيمة وبداية انقضاضهم على الشارع المصري، الآن تستعد هذه الكيانات مرة أخرى لفعل هذا الأمر، المؤامرة على هذا البلد لا تتوقف، السماح لهم بالاستمرار في التواجد والزحف على المجتمع جريمة في حق المصريين مهما كانت الدوافع وراء هذا السلوك، عدم منع النقاب في الأماكن العامة وفي اجهزة الدولة المختلفة يعني أن هناك موافقة صريحة علي تمدد هذه السرطان في جسد مصر .

بقلم / د سمير فاضل

يونيو مؤامرة أمريكية - إسرائيلية؟

فى مايو1967قال عبدالناصر((إننى منتظر ملاقاة إسرائيل منذ عشر سنوات))
وقال ((لقيتْ العالم العربى نايم ويائس فحبيتْ أصحيه))
بعد هزيمة يونيو1967 روّج الناصريون- وفى مقـدّمتهم هيكل فى أهرامه- للمقولة التى ذاعتْ وانتشرتْ..وهى أنّ سبب الهزيمة الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع الصهيونية العالمية وإسرائيل..والكارثة أنّ كثيرين من الماركسيين، ردّدوا نفس الكلام، وشاركهم– بالطبع- العروبيون. فما مدى صدق هذه المقولة؟ وهل فكــّـر من ردّدها لإختبارها على ما حدث (بالفعل)؟ ولماذا يـُـردّدون نفس الكلام رغم المعلومات التى كذبتْ (مقولة المؤامرة الاستعمارية)؟
بدأتْ كارثة يونيو67 يوم18 مايو حيث طلب عبدالناصر من يوثانت (سكرتير عام الأمم المتحدة) سحب قوات الطوارىء الموجودة على الحدود بين مصر وإسرائيل..وذلك بعد أنْ فرضتْ إسرائيل شروطها مقابل الانسحاب من سيناء عام1956 والسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور من المضايق..وفى يوم21 أعلنتْ إسرائيل أنّ انسحاب قوات الطوارىء سيجعل القوات المصرية ((فى مركز تستطيع منه تهديد الملاحة الإسرائيلية عبر مضايق تيران))
لماذا قرّر عبدالناصر سحب قوات الأمم المتحدة؟
فى أجواء شهر مايو انتشرتْ إشاعة (نسبها البعض إلى الإتحاد السوفيتى) وجود حشود للقوات الإسرائيلية على الحدود السورية..ولكن عبدالناصر رفض تصديق التقارير(المصرية) التى أكدتْ أنه لا توجد حشود إسرائيلية، كما ذكر د.مراد غالب فى مذكراته وكثيرون غيره. وذكر المشير عبدالغنى الجمسى فى مذكراته أنّ أحداث هزيمة يونيو ((بدأتْ بمعلومات غير صحيحة عن حشد للقوات الإسرائيلية على الحدود السورية للإعتداء عليها)) ورغم ذلك كتبتْ الصحف المصرية أنّ التقارير(الموثوق بها) أفادتْ أنه منذ بداية مايو67 أنّ هناك حشدًا إسرائيليـًـا ضخمًا على حدود سوريا، بهدف إسقاط نظام حكم (تحررى عربى) وإيجاد حكم (رجعى) عميل فى سوريا..وإيقاف حركة التحرر من أجل فلسطين)) وأضاف المشير الجمسى ((ومن معرفتنا الكاملة بجميع الظروف العالمية..وكذا موقف القوى الاستعمارية التى تساند إسرائيل، ومع تقديرنا لما قد يتصوره أعداؤنا من أننا قد (نتورط) فى معركة فى وقت غير ملائم لنا، فإنه بعد دراسة جميع الاحتمالات، قرّرنا الوقوف موقفــًـا حاسمًا من تهديدات إسرائيل العسكرية بالتدخل الفورى فى حالة قيام أى عدوان إسرائيلى على سوريا))
ولكن هل حدث عدوان إسرائيلى على سوريا؟ اعترف المشير الجمسى بأنّ ذلك لم يحث فكتب ((وبتكليف من المشير عامر سافر الفريق أول محمد فوزى (رئيس الأركان) إلى سوريا يوم14 مايو للتأكد من حشد القوات الإسرائيلية على الحدود السورية..وإجراء التنسيق العسكرى بين مصر وسوريا. تفقد الفريق أول فوزى قيادة جبهة سوريا، وبحث مع المسئولين العسكريين فى رئاسة الأركان السورية، الموقف لمعرفة مدى صحة المعلومات التى وصلتْ مصر من سوريا والإتحاد السوفيتى، وكانت النتيجة كما ذكر الفريق أول فوزى فى كتابه (حرب السنوات الثلاث:1967- 70ص71، 72) حيث كتب ((إننى لم أحصل على أى دليل مادى يؤكد صحة المعلومات، بل العكس كان صحيحــًـا، حيث أننى شاهدتُ صورًا فوتوغرافية جوية عن الجبهة الإسرائيلية، بواسطة الاستطلاع السورى، يومىْ12، 13 مايو فلم ألاحظ أى تغيير للموقف العسكرى العادى)) (انتهى كلام الفريق أول محمد فوزى) فكان تعقيب الجمسى ((عاد الفريق أول محمد فوزى للقاهرة يوم15مايو، وقدّم تقريره للمشير عامر، وهو التقرير الذى ينفى وجود حشود إسرائيلية على سوريا، ومن هنا بدأتُ أعتقد أنّ موضوع الحشود الإسرائيلية على حدود سوريا، هو من وجهة نظر المشير عامر ليس سببـًـا وحيدًا فى إجراءات التعبئة وحشد قواتنا المصرية فى سيناء)) وبرغم هذه الحقيقة التى أوضحتها زيارة الفريق أول فوزى لسوريا، استمرّ الحشد فى سيناء بعد الزيارة)) (مذكرات الجمسى- هيئة الكتاب المصرية- عام1998- من ص19- 40)
وكان من رأى عبداللطيف البغدادى أنّ ((هدف عبدالناصر من تحريك قواتنا العسكرية إلى سيناء، فإنه لا يمكن أنْ يكون جادًا فى الدخول فى معركة حربية مع إسرائيل، وإنما كان يهدف (فقط) الحصول على نصر بإستعادة شرم الشيخ وتهديد الملاحة الإسرائيلية فى مضايق تيران، دون الدخول فى معركة حربية..وكان من الأصوب أنْ لا يـُـعلن ناصر إعتزامه تهديد الملاحة الإسرائيلية فى مضايق تيران، لتهدئة الجو المشحون، وحتى لا ندفع إسرائيل إلى حرب نعتقد أننا غير مستعدين لها..ورغم اعتراض إسرائيل على سحب قوات الأمم المتحدة، فإنّ قواتنا العسكرية تحرّكتْ يوم21مايو إلى شرم الشيخ، لتحل محل قوات الطوارىء..وفى يوم22مايو أعلن ناصر تصميمه على منع السفن الإسرائيلية من المرور من مضيق تيران، ومنع السلع الاستراتيجية بما فيها البترول من المرور كذلك. ومعنى ذلك أنّ ناصر لم يترك لنفسه بابـًـا مفتوحـًا يمكن التراجع عنه لو تطورتْ الأمور إلى ما هو أسوأ، ولكنه أعلن (إننا مستعدون للحرب) وفى يوم28مايو (فى مؤتمر صحفى) قال ناصر إنّ مصر مستعدة لملاقاة إسرائيل..وأنه كان يعد نفسه منذ عشر سنوات انتظارًا لهذا اللقاء..وقد نال ناصر إعجاب الجماهير لهذا الموقف (البطولى) ((معتقدين أنه قادر على اجتياح إسرائيل فى ساعات، ومتأثرين بهذا الدور الذى أجاد لعبه))
وذكر البغداى أنه سأل عبد الناصر عن الموقف من أمريكا فقال ((ولا حاجة)) وعندما عاتبه بعضنا على سحب قوات الطوارىء قال ((لقيتْ العالم العربى نايم ويائس فحبيت أصحيه)) ويوم5 يونيو ((أخذتْ الإذاعة تذيع من وقت لآخر عدد الطائرات التى أسقطناها للعدو، بينما إسرائيل أسقطتْ لنا 150 طائرة (وهى على الأرض) وذلك حوالىْ الساعة العاشرة صباحـًا..وفى الساعة الواحدة ظهرًا قال لنا المشير عامر أننا أسقطنا للعدو73 طائرة، بينما كان محمد صدقى محمود (قائد القوات الجوية) يبكى، وأنّ المشير عامر يحاول تهدئته..وطلب عامر من ناصر أنْ يبحث عن (حل سياسى ونحن فى اليوم الأول من المعركة) فتجاهله ناصر ولم يرد عليه..ولما سألنا المشير عامر هل قامتْ طائراتنا بواجبها..وهاجمتْ طائرات العدو؟ قال إنّ قواتنا الجوية لم تصمد..ولما سألناه عن السبب رفض أنْ يـُـخبرنا..ولما سأله ناصر عن خسائرنا فى الطائرات، تهرّب من الإجابة..ويوم8 يونيو حضر ناصر إلى مقر القيادة وهو يضحك ((فدهشتُ وتساءلتُ كيف يضحك على ضياع مستقبل وشرف أمة بأكمها وهو المسئول الأول عن هذا؟ وتبادلتُ مع زملائى الضباط النظرات، وكل منا يهمس فى أذن الآخر: لابد أنْ ينتحر ناصر..وأنْ ينتحر عامر)) (مذكرات عبداللطيف البغدادى- المكتب المصرى الحديث- عام 1977- ج2- من ص257- 295)

بقلم /أ طلعت رضوان

صدقوني...

- أخطر من احتكار وتهريب السلع الغذائية
- أخطر من الحمير المذبوحة
- أخطر من كل حوادث الطرق
هذا الصمت المذهل من أطباء مصر حول ما يجري على شاشات الفضائيات المصرية ويتسلل لكل البيوت بلا ضابط أو رابط:
* قنوات تكاد تتفرغ بالكامل لبرامج مدفوعة الأجر لساعات طويلة في حوارات خادعة تبيع الزيف والوهم والمرض للناس.
جلست امام التلفاز اراقب حوارا سفيها بين مذيعة وضيفتها الملقبة بالدكتورة الاشتشارية وهي عطّار على شاكلة عادل عبد العال..
جلست أعذب نفسي بتأمل ما تقوله "الدكتورة" مدعية الطب مع المذيعة مدعية الإعلام وراحت تصف فسيولوجيا لم ندرسها في كلية الطب، اللهم إلا إذا كانت تقصد كائنات من المريخ، استمعت لها في ذهول وهي تقول أن العلاج بمسحوق الذهب الممزوج بالكافيار يحذف عشر سنوات من عمر الانسان المسن، وخد بالك من التركيبة اللى بتحتوى على أغلى مادتين في السعر كافيار وذهب، لأن بعض الناس لا يعرف الكافيار الا من افلام عادل ادهم في السهرات الماجنة، وناس تانية بتلبس الدهب المستأجر أو الدهب القشرة ليلة العمر.
المهم، أتاري مسحوق الكافيار بيمنع الأوعية الدموية اللى في الشعرة من التجلط!!
طلع ان الشعره جواها أوعية دموية!! وممكن يطلع جواها هيكل عظمى..
أتفّهم اللهفة على الربح من قبل هذه القنوات، ولكن الأمانة المهنية تقتضي تذييل الشاشة بملاحظة أن المادة المذاعة لا تمثل وجهة نظر القناة وأنها فقرة مدفوعة الأجر وأن محتواها على مسئولية صاحبها.
قنواتنا المنفلته بلا ضابط أو رابط لن ترتدع الا عندما تنكوي إحداها بقضية تعويض مالى يخرب بيتها، وعندها ستبدأ بقية القنوات أخذ تدابير الأمانة الإعلامية.
الصمت جريمة ابشع من الجرم نفسه.

بقلم د.بهي الدين مرسى

بين الجهل المقدس والجهاد المقدس

img

منذ سنوات لفتت إنتباهى ظاهرة غريبة عجيبة ،هى تشنج الكثيرين وتعصبهم لأفكارهم ومعتقداتهم " الدينية على وجه الخصوص" ، وليس ذلك فحسب، بل اللافت للنظر ويحتاج إلى وقفة للتحليل والتفهم هو أن أغلب هؤلاء المتشنجين ليسوا ملتزمين دينياً !
فكنت أسال نفسى طالما أن هذا الشخص لديه هذه الغيرة على الدين هكذا فلماذا لا يطبق تعاليم الدين على نفسه !
والأمثلة الأكثر وضوحاً فى الواقع المصرى :أنك تجد أكثر المدافعين عن "الحجاب" فى الإعلام مثلاً مذيعات غير محجبات ! وهجومهم غير المبرر وغير المنطقى على الدعوة "بحرية خلع الحجاب أو أرتدائه "
وعلى الجانب الآخر تجد أكثرهم بُعداً عن تعاليم الكتاب المقدس هو المدافع الأول والشرس عن "عدم السماح بالزواج المدنى " وعن الشعار" لاطلاق إلا لعلة الزنا" والذى تحول إلى شعار سياسى تعبوى على شاكلة شعارات الجماعات الأصولية "الإسلام هو الحل"!
تنقسم هذه الظاهرة إلى شقين :
الشق الأول :وهو الهجوم والرغبة العارمة فى الشتيمة والجهاد فى سبيل الله .
الشق الثانى :وهو أنه أغلب الشتامين والمدافعين عن نصوص وطقوس الدين ليسوا مُتبعين على طول الخط لتعاليم الدين فى حياتهم الشخصية ! .
وتفسيرى للشق الأول لهذه الظاهرة :
أولا: الجهل المقدس : وهو أن الانسان ينشأ فى بيئة دينية ويتم تلقينه بعض الجُمل الإنشائية البسيطة ،وتحفيظه لبعض النصوص الدينية دون فهم أو وعى ، ولا يفكر فى صحة أو خطأ هذه التعاليم ! ( سواء كان السؤال : هل هذه التعاليم دينية بالأساس؟ هل يمكن أن تكون هذه تعاليم الله ؟..أو هل هذا الكلام أو هذا الفهم يتفق مع الدين ؟ ) لا يمكن لهؤلاء المتشنجين التفكير ولو لحظة فيما سمعوا وحفظوا ورددوا كالببغاوات وهم أطفال ! فهؤلاء الدين لديهم بمثابة "هروب نفسى "من الواقع حسب القاعدة الشهيرة : "كلما ضاقت الأرض ،تطلع الانسان إلى السماء" فالدين –عندهم- محاولة للهروب من الواقع المرير بالإلتجاء إلى السماء ، والوجود تحت مظلة جماعة "هم أبناء الله فقط " وباقى العالم من الأشرار الذين يحاربون الله!
ثانياً: الجهاد المقدس :وهذا نتيجة طبيعية لما سبق فالجهل لا يستطيع أن يصمد أمام الحوار العقلانى ، ولا يستطيع أن يصمد أمام النقاش العلمى ، ولا يستطيع أعظم المناطقة (دارسى علم المنطق ) إقناع شخص واحد من هؤلاء "أصحاب الجهل المقدس" حتى وإن حشد مئة دليل منطقى على فكرته ! فالمتعصب لا يفهم لغة المنطق، فهو لا يفهم إلا لغة السب والشتيمة والبحث فى النوايا –فى أحسن الاحوال – أو الضرب والقتل والتفجير إن لزم الأمر ! فيبدأ الجهاد على صفحات الفيس بوك بشتيمة وتكفير وسب أعراض المخالفين فى الرأى ،وينتهى بالجهاد فى جماعات مسلحة ،والجهاد المفضل لديهم جهاد النكاح!
أما عن الشق الثانى من الظاهرة :فالأمر يعود من وجهة نظرى إلى"هلعهم النفسى " وشعورهم بالتقصير الدينى فيحاولون أن يكفروا عن أخطائهم وخطاياهم –تقرباً لله – بالدفاع عن دينه !..فهذا الهجوم العنيف الذى يشنه الرعاع /أعداء الحرية هو نتيجة لعدم رغبتهم أوعدم قدرتهم على ممارسة تعاليم الدين على حياتهم الشخصية فيلجأون إلى محاولة فرض تعاليم الدين بالقوة على باقى البشر !
فالمؤمن الحقيقى يا سادة لا يحتاج إلى قوانين لكى تحثه على تنفيذ وصايا الله ، بل يتجه هو بكل كيانه لتنفيذ وصايا الله – بإرادته- ولا يطالب بقوانين لمنع الآخرين عن مخالفة التعاليم التى يظن هو أنها كلام الله ! بل يطبق هو تعاليمه على نفسه ، ويصلى للآخرين ويعلن ما يراه حقا بالمحبة والموعظة الحسنة!..فمن أنتم ؟
الحق يحرركم
و سلام على الصادقين

بقلم أ/ باهر عادل نادي

ماذا حدث للثقافة فى مصر؟

أستكمل معكم أعزائى القراء ما قد بدأناه فى المقالة الماضية «خواطر حول أحوالنا الثقافية». ولقد أشرت فيما سبق إلى ضرورة التنبه إلى ما يمكن أن أسميه تشويه وطمس الوجه الحضارى والثقافى لمصرنا الحبيبة من خلال النيل من نزاهة وأصالة الرموز الفنية والأدبية والثقافية فى العصر الحديث. وأظن أن هذه المحاولات تأتى كنوع من الإفلاس الثقافى الذى يتجاوب مع مناخ اجتماعى ضحل ومتعطش لأية أخبار فضائحية جنسية تتعلق بالمشاهير والنجوم أو حتى بأنصاف المشاهير والمغمورين من الناس.
ولا شك أن هذا المناخ هو انعكاس صادق لما نعانيه من حالة التصحر الثقافى والإبداعى، ولذلك يطاردنى دومًا سؤال هو: لماذا أصابنا العقم الإبداعى، وكفت مصر عن الإنجاب، وغدت منذ عدة عقود امرأة عقيم غير قادرة على أن تقدم لنا نهضة فنية وثقافية مثلما حدث مع بدايات القرن العشرين.
بعبارة أخرى: لماذا تراجعنا ثقافيًا وفنيًا وحضاريًا، أين قوة مصر الناعمة؟ لماذا أصبحت تلك المسوخ الفنية من أمثال حمو بيكا وأوكا وأورتيجا وشطة، وكزبرة، وحنجرة، وعنبة هم من يتصدرون المشهد الفنى رغم وجود هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد منير وأنغام... وغيرهم. لماذا أصبح محمد رمضان هو النجم الأوحد «نمبرون» فى السينما وفى التليفزيون وزحف حتى على المسرح؟ ماذا حدث لمصر حتى يصيبنا هذا الانحطاط. إن الكلمة لها تأثير السحر، ولذلك فإن الأغنية والمسلسل الدرامى والفيلم السينمائى هم أهم مفردات صناعة الوجدان، بل وصناعة الإنسان. ولن أتردد فى أن أقول إن حماية الذوق العام هى مسألة مصيرية بالنسبة لمستقبل الإنسان فى مصر. تأمل معى صديقى القارئ ما تُحدثه هذه الثقافة الرديئة فى الشباب: فى لغتهم اليومية، فى حوارهم، فى مظهرهم، فى ردود أفعالهم، فى أسلوب تعاملهم مع الأنثى، فى طريقتهم فى التعبير عن مشاعرهم... الخ. إننى أعتبر أن مثل هذا النوع من الأداء الذى لا علاقة له بالفن هو جريمة لا تقل خطورة عن جريمة تعاطى المخدرات.
ونعود مرة أخرى إلى السؤال: ماذا أصابنا ولماذا أهدرنا ما لدينا من قيم فنية وثقافية هائلة فى كافة المجالات الأدبية والنقدية والفلسفية لماذا تخلفنا؟ هذا هو السؤال الأهم، لأن التشخيص السليم والدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج. وأنا لا أدعى أن ما أقوله هنا هو التشخيص الأوحد أو الأكثر دقة، لكن هى رؤيتى التى أدافع عنها وأعتقد أنها ربما تعطى إجابة عن السؤال المطروح: إننى أرى أن المناخ العام يلعب دورًا مهمًا فى صياغة العقل الجمعى والذائقة الفنية والبنية الثقافية للجموع، والمناخ العام لا يتشكل بصورة اعتباطية أو تلقائية، ولكنه يرتبط بكافة المؤسسات التى تشكل الكيان السياسى الذى نسميه بالدولة.
وقد سبق وأشرت فى مقالى السابق في جريدة الوفد إلى أهمية ما يقوم به النظام السياسى الحالى فى مصر من ناحية الاهتمام بالبنية التحتية للمجتمع وإعادة بناء الدولة المصرية على أسس عصرية جديدة، ولكن فى مقابل هذا نجد أن مؤسسات الثقافة والتعليم والإعلام تحولت إلى مؤسسات بيروقراطية عقيمة لا تقدم سوى سلع منتهية الصلاحية، أو تقوم بتقليد الآخر العربى بطريقة بلهاء مثلما يحدث فى المؤسسات التعليمية التى تتجه إلى برامج التعليم عن بُعد والتعليم الإلكترونى دون وجود أية إمكانات مادية تسمح بذلك، وفى ظل وجود أعداد هائلة من الطلاب والطالبات تتجاوز بمراحل طاقة هذه الإمكانات المتواضعة.
وفى ظل ما يشهده العالم من تطور عولمى وتقنى تعجز هذه المؤسسات عن ملاحقة التطور العالمى، وبالمثل تعجز عن منافسة المؤسسات المملوكة للرأسمالية الطفيلية التى أصبح لها مؤسساتها الموازية لمؤسسات الدولة، وأصبح لها قنواتها وجامعاتها ومدارسها ومعاهدها الدينية، والتى أصبحت أيضاً تسيطر على عمليات إنتاج الأفلام والمسلسلات الساقطة والأغانى المبتذلة الهابطة، مما أدى فى النهاية إلى تحول الفن والثقافة إلى سلعة رديئة، ووسيلة لتغييب الوعى وإفساد الذوق.
إننى أناشد كل الشرفاء فى بلادى التصدى لهذا الشكل المنحرف من الأداء المشوه الذى لا علاقة له بالفن، الذى أعتبره بكل المقاييس جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون مثلما يعاقب الجرائم الجنائية.
أما هؤلاء الذين يدافعون عن هذه المسوخ الفنية بدعوى حرية التعبير فإننى أدعوهم لقراءة كلمات أغانى المهرجانات التى تدور كلها فى نطاق الدعارة والمخدرات والبلطجة والتعامل مع المرأة بوصفها وعاءً جنسيًا فحسب.
إن الدفاع عن هؤلاء يذكرنى ببعض المثقفين الذين يعانون من أعراض المراهقة السياسية، ويدافعون عن حق جماعات الإسلام السياسى الإرهابية فى التواجد داخل البرلمان بدعوى أن الجموع تريد ذلك وأننا يجب أن نلبى نداءات الجماهير. والسؤال الذى اختتم به كلماتى: إذا كان المزاج العام للجماهير فى مصر قد تربى منذ عصر الانفتاح الاقتصادى الساداتى على الخطاب الإسلامى الوهابى وعلى أفلام المقاولات وأغانى عدوية وشعبولا وهما بداية الانحطاط، تُرى هل نساير هذه الجموع فى مزاجها، هل نترك مصر فريسة لثقافة الانحطاط؟

بقلم د. حسن حماد

٩ يونيو ١٩٦٧ في دفتر أحوال الوطن المفدى

img

مقالات نعاود نشرها لعل الذكرى تنفع أهل مصر. وكان استخدام الإسلام كأيديولوجية من قبل نظام السادات من شأنه التأكيد على الهوية الدينية لأعضاء المجتمع المصري على تنوع هوياتهم، ومن ثم أفسح النظام المجال واسعاً ورحباً لتفاقم مظاهر التعصب الديني لكي يفرخ ويتزايد ويستفحل أمره وتشتد سطوته إلى حد الخروج عن طوع من أسبغوا عليه رعايتهم وعنايتهم ليكون سلاحهم في قهر وتطويع معارضي النظام.
وكانت محصلة ذلك كله خلق التوترات بين المسلمين والمسيحيين من المصريين، وإذكاء نار الفتنة الطائفية وحدوث وقائع احتكاك وعنف بينهم بلغت أوجهاً في الصدام المسلح الذي وقع في ضاحية الخانكة القريبة من القاهرة في نوفمبر من عام 1972. ونما تيار العنف بين هؤلاء وهؤلاء، واكتسب قدرة ذاتية متنامية على الحركة مكنته من التصرف المستقل التي تتجاوز قدرة النظام على تطويعه والسيطرة عليه، وقد اتجه هذا التيار إلى استخدام العنف وتكريس العزلة عن الآخر الديني، وكانت النتيجة البالغة الأهمية والتي تولدت عن أحداث الفتنة الطائفية في مدينة الخانكة هي إمكانية تعبئة وحشد الأغلبية من المصريين على أساس ديني، وباعتبارهم مسلمين أولاً، وعليه وجدت الظروف الموضوعية لبزوغ مشاعر إسلامية قوية وحادة يمكن للطبقة الحاكمة استغلالها وتوظيفها في عمليات دعم وتعزيز استراتيجياتها في التحول وإعادة الإدماج في النظام الرأسمالي العالمي وفي إعادة تشكيل علاقات القوة والسيطرة داخل المجتمع المصري.
واستطاع النظام الحاكم في ذلك الوقت أن يروج لإشاعات تتعلق بما زعمه بمؤامرات الأقباط التي تستهدف المسلمين، وبينما كانت الجماعات الإسلامية التي يرعاها النظام تحاول التأكيد على الهوية الإسلامية والانتماء الديني، فإنها كانت في الوقت ذاته تميل إلى نفي وحذف الهوية الدينية للآخر الديني، وأعني الأقباط، بل واعتبرتهم مواطنين من الدرجة الثانية أو ذميين داخل المجتمع المسلم؛ وأدى هذا بدوره وكرد فعل، إلى بعث وأحياء نزعة التمركز حول الذات لدى المسيحيين من المصريين.
لقد اقترنت محاولات خلق وتكوين هوية دينية إسلامية بديلة للهوية القومية والوطنية، بحملات دعائية تركز على الأخطار المزعومة التي تحيط بالمسلمين، وتهدد وجودهم ودينهم بسبب السماح للمسيحيين، النصارى، بشغل مناصب وأدوار مهمة في جهاز الدولة التي يجب أن تحكم وفقاً لأوامر القرآن وأحكام الشريعة، ومع انتشار وتوسيع فكرة الخطر والتهديد المزعوم، كانت دعوة أعضاء الجماعات الإسلامية لضرورة وحدة المسلمين من المصريين وتكتلهم لمواجهة ما يتهدد وجودهم، وكانت هذه العملية، عملية خلق وتأسيس هويات دينية بديلة للانتماء القومي والوطني، كانت تعني بدورها أن تفاعلات أبناء الوطن الواحد، أهل مصر، سوف تنتظم من الآن فصاعداً على أساس ديني ويبقى بعد ذلك، أن الأيديولوجية الإسلامية التي تم تبنيها من قبل الطبقة الحاكمة والتي يتم الترويج لها، سيكون من شأن تطورها تمزيق النسيج الاجتماعي المصري وتقويض الانسجام الطائفي بين الأقلية القبطية والأغلبية المسلمة، ذلك أن امتدادها المنطقي يفضي إلى تحويل المصريين إلى جماعات أثنية مسلمة ومسيحية، وحيث ستسمح مجموعة القوانين التي من المحتمل تشريعها في هذا السياق الإثني، بالتداخل بين الجماعتين في بعض قطاعات ومؤسسات المجتمع، بينما تحظر التفاعلات بينهما في قطاعات أخرى، ليس فقط على الصعيد الثقافي، وإنما أيضاً على المستويين الاقتصادي والسياسي.

بقلم / د.عبد الله شلبي

التواصل والانتماء

الانتماء يعني القبول كعضو أو جزء من الدوائر الاجتماعية المتعددة، ويكون الشعور بالانتماء والتواصل هو التعبير الذي يدل على وجود تجربة مشتركة.
إن الشعور بالانتماء وما يصاحبه من قدرة على التواصل مع النفس والمجتمع هو حاجة إنسانية، تماما مثل الحاجة إلى الغذاء والمأوى.
وتعتبر مرحلة المراهقة المبكرة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة المراهقة، وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً لشخصيته.
وفي ظروف الانفتاح بكل أنواعه فُرض على الكثير من دول العالم تحديات كبيرة استدعت ضرورة إعادة النظر في أساليب وطرق تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة. فلذلك أصبح التواصل وغرس الانتماء ضروري لما له من مردود ملموس في تنمية حبهم لبلدهم.
يجد البعض الانتماء إلى دور عبادة، وبعضهم مع الأصدقاء، مع العائلة، والآخر على وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك من يروا أنفسهم على اتصال فقط لشخص أو شخصين.
آخرون يعتقدون ويشعرون بصلة لجميع الناس في جميع أنحاء العالم وكأنه يتواصل مع البشرية.
ويوجد من تجده يكافح من أجل إيجاد شعور بالانتماء والوحدة وهو مؤلم بالنسبة لهم.
ولمن الغريب ان يسعى البعض إلى الانتماء من خلال استبعاد الآخرين. وكأنه غير قادر علي الشعور بالانتماء والتواصل فيستبعد من الدوائر التي حوله من هم قادرون على الشعور بالانتماء والتواصل ويبقي الفرد وحيداً وغالبا ما يخلق هذا الفعل جواً من الألم والصراع والغضب.
على النقيض، فالشعور بالانتماء إلى مجتمع أكبر يحسن من نفسية الفرد، وصحته، وسعادته. الشعور بالانتماء لمن حولك وإمكانية التواصل الفعّال معهم لهو بمثابة مشروع للبناء!
الشعور بأنك تنتمي هو الأكثر أهمية في رؤية القيمة في الحياة وفي التعامل مع المشاعر المؤلمة بشكل مكثف.
فالشعور بالانتماء يتطلب جهد نشط وممارسه وطرق للعمل على زيادة إحساسك بالانتماء مثل:
-البحث عن طرق تتشابه مع الآخرين.
-العمل على قبول الآخرين.
-قبول الآخرين والآراء التي ليست هي نفس آرائك او قناعاتك.
-كما قد تتطلب منك أن تفتح أفكارك لفكرة أن هناك قيمة في التفكير الجماعي.
-وضع حدود تحميك وتحمي من حولك.
التواصل لا ينفصل أبداً عن الانتماء لان كلاهما ينظم الاخر فلا يمكن ان يتمتع الفرد بانتماء بدون قدرة على التواصل.
للوصول لأفضل الطرق للتواصل لابد ان يعي الفرد:
- مبدأ القبول المبني على المصادقة
- وأيضاً التحقق من صحة الرأي الاخر مما يبني شعورا بالانتماء ويقوي العلاقات.
وتلك المصادقة هي الاعتراف بأن تجربة شخص ما مفهومة ومقبولة مما يقوي الشعور بالانتماء لذا يجب ان نسعى لا نتمنى فقط ان نحقق هذا كله من خلال الناشئين من الشباب كما يلي: -
1 - تفّهم طبيعة مراحل النمو في التواصل، باعتبارها خامة قابلة للإرشاد والتوجيه والصياغة والتشكيل.
2 - عمل لقاءات حوارية، وإفساح المجال للتعبير عن ما يجول في خاطرهم.
3 - غرس وتنمية روح الإبداع والابتكار وتنمية قدراتهم للإسهام في صنع درجات الصعود إلى المستقبل.
4 - إكسابهم مهارات التفكير الإبداعي.
5 - تشجيع على المشاركة.

بقلم ا. ريهام الفريد

-->

ورقة من كتاب:

img

الفلاتي لابن الشرابيه ..
كان الشارع..وكانت
خارجه من بطن عجوز
بتمارس عهر سنين
بتخطي
فيغطوا الدنيا بخور
وتخش الحمام قدامهم
ضحكتها بصوت مبلول مية محياه
كانت بتطير بجناح
تسند رجليها علي باب النصر
والرجل التانيه علي بوابة المتولي
واحد شافها في جامع
ضهرية ما الجعانين اتلمت علي واحد ميت
فاكلوه
وليلتها شافوها في حضن الوالي
كان الشارع
وكان..احمد عرابي
فاكر لما اتغدي برجلين
بعد ما شربوا الشاي والشيشه
اهي عدت في اليوم ده وطلعت عالخواص
طرحتها الخضره لحد كعوبها
كان الخواص قاعد بيبيع الخوص
والناس ثايرين
جايين..شايلين مشاعلهم
خباها الخواص تحت الخوض
سألوه
تحت الخوص
فسابوه
لمت قلبها من تحت الخوص..جريت
لازم بنت الزانيه تموت
وسخت الحسينيه
في ميدان فاروق الأول
قصدي ميدان الجيش
كان لسه عرابي بيخطب في الناس
احمد كخه- فتوه – بسيفه
البططي - شيخ الحاره - شايل كشف الجهاديه
وواقف
نسوان
خارجين لابسين قمصان النوم
وعيالهم بلابيص
الرجاله
عين لعرابي
وعين عالنسوان
ثم الاتنين عالنسوان
وعرابي بينبح حسه
المشهد
ان الرجاله وقفوا جنب النسوان
ووراهم
رغم البرد
عرابي وصلت له حراره
فاستأذن منهم يطلع بيته
احسن مزنوق
فلقاها علي سريره اجمل ما تكون
اللون البمبي الغالب تحت الشفاف
وعيون مليانه برغبة كل النسوان
وصوابع عارفه طريقها
وشفايف
لا في داق ولا حا يدوق
ما فضلش في صوته كلام
واتمني ما تتكلمش
الناس حرارتهم طالعه له
وحرارته خارجه من الشباك
فخرج عريان
وحلف بطلاق نسوانه
وكل الايمان
انها لسه شريفه
اطهر من كل النسوان
وانها حا تعدي عليهم واحد واحد
سقفت الرجاله
وسمعنا الله اكبر ولاول مره
بره الجامع
لكن لما عرابي
ما قدرش يكون راجل
بعد ما حاولت مره واتنين وتلاته
اصبح بهلول
بيحارب كل الدنيا
علي صدره
نياشين
من غطيان لقزايز فاضيه.......انتهي
المصدر: من كتاب الفلاتي لابن الشرابيه
تعليق:ويقال ان المصدر مش مظبوط
علشان ابن الشرابيه..اهله
انضربوا في خناقه مع الحسنيه
فشوه في عرابي
اما في مصدر تاني مجهول الاسم
ان عرابي اتجوزها
وخلف منها كتير
واحد منهم باع القهوه بتاعته
اللي نجيب محفوظ
كان بيحب القعده عليها
وباع صوره لعرابي علي حصان
اما كبار الحي فقالوا:
قتلناها
وعرابي ما خلفش
رغم انه اتجوز اكتر من واحده
بس ما خلفش
اصله ولامؤاخذه كلمه في سرك
عرابي
كان لمؤاخذه
مالوش في النسوان

بقلم الشاعر: خالد النشوقاتي



دقات الطبول وهاتف قلبي

كلما علت اصوات دقات الطبول، ونشيج النايات، وارتعاشات الأوتار؛ وجدت صوت هتاف قلبى أعلى منها جميعا ....
وأدركت حينها إنما رفع داقوا الطبول، أو الآلات الوترية، أيديهم، ولا تجهزت كل أعضاء أجسادهم للعزف، واستجمع عازفوا آلات النفخ أنفاسهم ليخرجوا لنا تلك الأنغام التى نسبح فيها بكل حواسنا، خروجا من عالمنا الذي ربما نستطيع وصفه بالكلمات، إلى عالم لا مجال لوصف لحظة من التواجد فيه، ولا بلغات العالم، ولو أتينا بأخبرنا غوصا فى بحار الوصف؛ إلا بتلك الطاقة الصادرة من معزوفات كونية تحتضننا..
حالة الإستماع الى الموسيقى التى يتم عزفها بالفعل، ويتفق الأغلب على أنها موجودة، هى طاقة حركية تسببها موجات اهتزاز الأسطح، والأوتار، مما يتسبب بالتالى فى اهتزاز الهواء حولها فى موجات دائرية تشبه إلى حد كبير تلك الموجات التى يسببها قذف جسم صلب فى بركة ماء راكد، وهذه الموجات الهوائية التى تحمل الكثير من التخلخلات، والإنضغاطات تهز طبلة الأذن لدى كل منا، فتنقلها للمخ، مستشعرات عصبية خاصة بالجهاز السمعى لدينا، وتفسرها خلايا المخ السمعية إلى تلك الأصوات التى نعرفها.
هذه الأصوات يمكن قياس قوتها، وكذا اختلافها عن بعضها البعض بأجهزة وآلات مختصة بذلك نسبة الخطأ فيها غاية فى الضآلة ...
هذا من ناحية الشكل الفيزيائى الميكانيكى..
أما ما تفعله تلك النغمات فى كل منا فهو بالطبع يختلف من شخص إلى آخر وفقا لعدة أسباب، أبسطها وأكثرها تفصيلا وعمقا؛ ألا أحد فينا يشبه الآخر بأى حال ...
فكما أن بصمات الأنامل، والأقدام، والصوت، وكذا بصمة بؤبؤ العين مختلفة من شخص إلى آخر، كذلك لكل منا قسماته الخاصة به، وكذلك ملامح شخصيته، وبالتالى، مستقبلاته ...
وعلى ذلك، فإن اختلف المُسْتَقْبِل، اختلفت الإستجابة ...
وحتى فى الشخص الواحد، قد تختلف درجة استقباله لنفس الأمر من وقت إلى آخر!!
وفينا من يستمع إلى الموسيقى، فلا تحرك فيه هدبا واحدا، وفينا من إذا استمع اليها حركت كل ذرة فى كل خلية من جسده، وكل ومضة من روحه ...
بل الأشد من ذلك، مما يدعو البعض منا للعجب، أن بعضنا يستمع إلى الموسيقى، دون آلات أو عازفين!!
أن يستمع لموسيقى؛ فيما لا يستطيع غيره كثير، الإستماع إليها، كما وجد مولانا جلال الدين الرومى صوت الموسيقى الخاص به، والذي دعاه للدوران رقصا فيما نعرفه برقصة المولوية، فى صوت دقات العاملين على طرق بعض المعادن!!
سمع الموسيقى من موضع لم يسمعها كما سمعها سواه!!
نعم، كمن يرى الجمال فى كيفية تراص شوكات الصبار، أو فى انهمار المهل من فوهات البراكين ...
يستمع إلى موسيقاه التى تشبه نفسه، وروحه فيهتز لها جسده كله، تلك الموسيقى لا تخاطب الجسد، ولا تطرق عليه، وإنما تخاطب الروح فتهتز، ويهتز لها الجسد، فالجسد وعاء الروح، ان ثقلت تثاقل، ودهمته جحافل ماديته إلى الأرض، وان خفّت؛ طارت، وارتقت به إلى السماوات العلا ...
حين تنساب تلك الموسيقى الخاصة بكل منا، معزوفة كانت بالفعل حيث تختلف، وتختلج فى النفس والروح درجة التلقى، أو غير معزوفة إلا فى داخلنا فإنها تحرك الجسد بشكل ما حسبما تحركت الروح، وحين يتحرك الجسد فى شكل دائرى فإنه بذلك يحاكى حركة الكون التى لا تفتأ تتحرك بأشكال أقرب ما يكون إلى الدائرة..
لماذا الدائرة..
أكمل الأشكال كما اتفق العلماء منذ القدم، بل اتفق على ذلك الصوفية أيضا ...
وهكذا كل الكون،
كل شئ ينتهي إلى حيث بدأ..
والدائرة، والنقطة كما قال محيي الدين ابن عربى ...
لوعلمته لم يكن هو،
ولو جهلك لم تكن أنت:
فبعلمه أوجدك،
وبعجزك عبدته!
فهو هو لِهُوَ: لا لَكَ
وأنت أنت: لأنَت ولَهُ!
فأنت مرتبطٌ به،
ماهو مرتبطٌ بك.
الدائرة مطلقةً
مرتبطةٌ بالنقطة.
النقطة مطلقةً
ليست مرتبطة بالدائرة
نقطةُ الدائرة مرتبطةٌ بالدائرة..
الدوران فى الرقص ، دوران مع كل كوكب ، و نجم ، و جرم فى الكون ، بل يتعدى الأمر ذلك إلى ذرات خلايا أجسادنا التى تشبه تركيب الكون ، حيث نواة فى المركز تدور حولها إلكترونات ، مثل نجم مركزى كالشمس مثلا ، تدور حوله كواكب متعددة فى مدارات غير متداخلة ، و لولا دوران كل كوكب حول نفسه ليكتسب قوة طرد مركزية خاصة به ؛ لإبتلعته الشمس بقوة جاذبيتها التى تبقيه فى مدار شبه ثابت حولها ، قوة الدوران الذاتية هذه ، تشبه لعبتنا حين كنا صغارا ، و التى تسمى (النحلة) ، أو (الدبور) حينما كنا نلف حولها حبلا ، ثم نشده ، فيكسبها ذلك قوة دوران ثابت متجانس ، لا يوقفها غير فقدانها لتلك الطاقة ، ولعبة أخرى تشبه المروحة مصنوعة من البلاستيك ، نضعها على مركز ملفوف عليه خيط ، عند شده تطير تلك المروحة الدائرية فى الهواء أيضا ، نفس فكرة اللعبة السابقة ، لكن ليس على الأرض و إنما فى الهواء ، ولا يوقعها على الأرض ، إلا توقفها عن الدوران .
الدوران يكسبنا قوة ذاتية تبقينا فى ثبات، وتبقينا حول مركزنا، كل ما حولنا، وما فينا يدور فى تناغم آسر، ولا يتوقف، إن توقف خرج من حيز التجانس والإمتزاج بما يجاوره، أو يتكون منه فى ذلك البناء الذي لم نعرف وقد لا نعرف مداه..
حين تتملكنا حالة الموسيقى تلك التي تجعلنا ندور، وندور فإننا نطفو عن تلك المادية الأرضية، ونوشك أن نطال السماوات، وتتخفف الروح من ذلك الجسد الذي يقيدها إلى الأرض فتكاد تأخذه إلى الأعلى، تلك القوة التي نكتسبها بالخروج عن رتابة المألوف من السير باستقامة؛ نظنها كذلك، ولكنها فى واقع الأمر دوائر نسير فيها لكن، بلا قوة نكتسبها من السماح لموسيقى الكون أن تتوغل فينا، وبنا؛ وتأخذ منا عوارض الماديات التى تثقلنا، وتمنحنا الخفة اللازمة للإرتقاء؛
الارتقاء، إلى ملكوت الله سبحانه الذي خلق الكون كله وخلقنا، وإلى الحقائق العليا، لو سرنا في مسارات مشابهة لمسارات ذلك الكون الفسيح، جعلنا مكوناتنا من ذرات تشبهه؛ جزءا متناغما معه، وبه، وفيه، كمثل المنشور الزجاجي الذي يدخله الضوء الأبيض، فيحلله إلى جميع ألوان الطيف السبعة.

بقلم أ/هناء شوقي

كاتب وكتاب

الكتاب: - مسجد في ميونيخ

الكاتب: - إين جونسون

ترجمة: - أحمد جمال أبو الليل

الكتاب يستعرض بزوغ نجم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، ودور وكالة الاستخبارات المركزية، ورحلة البحث عن الجذور التاريخية لهذه الفكرة، وكيف زحفت إلى الغرب، كيف خططت هذه الجماعة للسيطرة على الغرب، وكيف سمحت أمريكا ودول أوربا أن يحدث هذا التمكين لتلك الجماعة على أرضهم، وأن تقوم بأخطر عملية إرهابية في العصر الحديث وتضرب برج التجارة العالمي في سبتمبر 2001، في جريمة هزت أركان العالم.
الباحثين في هذه الواقعة في الغرب عادوا إلى الوراء قليلاً فقط للبحث عن جذور هذه الجماعة وكيف استطاعت أن تنفذ هذا العمل الإرهابي وتخطط له من فوق الأراضي الأوربية والأمريكية، في الوقت الذي كانت تقوم فيه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتقديم كامل الدعم والمساندة للعناصر الإرهابية في أفغانستان لصد الخطر الشيوعي، ولم يعرفوا أن السرطان سوف يزحف على أراضيهم وسوف يدفعون الثمن غاليًا.
الكاتب ذهب بعيدًا عن نهج الباحثين والذي يرى أنهم كانوا يبحثون تحت أقدامهم في رحلة البحث عن أسباب هذه الجريمة، حيث كشف عن قصة الجريمة من البداية والتي بدأت من أحد المساجد في مدينة ميونيخ الألمانية، ذلك المسجد الذي كان بمثابة أحد المحطات الهامة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في رحلة تجنيد العناصر الإسلامية والتي كانت تستخدم لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في أفغانستان وغيرها في البلاد في إطار الصراع في ذلك الوقت مع توحش الشيوعية في العالم، والتي كانت تهدد مصالح الغرب وأمريكا، ولم تجد هذه الدول الحل سوى في تنظيم إرهابي إسلامي يتم برعايتهم وتمويل عدد من الدول العربية، وبدأت قصة التنظيم والجماعة من هذا المسجد.
الكتاب يقع في حوالي 440 صفحة من القطع الكبير، ويستعرض أحداث القضية في ثلاثة أجزاء تضم ستة عشر فصلاً، تتناول بداية رحلة التنظيم في أوربا من البداية وكيف تغولت هذه الجماعة في كل أوربا عبر سلسلة كبيرة من المشروعات الاقتصادية المشتركة.

بقلم / د سمير فاضل

صفحة الحوار الإنساني

يمكنك متابعتنا علي الفيسبوك


اعداد سابقة

يمكنك تصفح الاعداد السابقة من هنا


شارك العدد

شارك علي فيس بوك