من زمن طويل جدا اعتاد أصحاب الفكر الأصولي من اتباع ما يسمي بالأديان استخدام المرأة في كل معارك محاولة بسط السيطرة علي المكان الخاضع لهم بسلطة القبيلة أو العشيرة ثم الدولة الآن، وسوف أطرح هنا المرأة كأحد أدوات السيطرة لأن الأدوات تزايدت في الآونة الأخيرة بفعل التقدم العلمي والتكنولوجي، المرأة هي الطرف الأضعف في المعادلة المجتمعية كما هو ظاهر لهم في الكثير من أركان الدولة والأغلبية من النساء لديهن ثقافة الخضوع والخنوع للرجل وأن كان هذا السلوك ظاهريا فقط ، ولكن في واقع الحال هي أيضا تشكل ركن هام في التربية والسلوك في هذا الاتجاه الموروث من الجدات ومن جيل إلي جيل ، و في الوقت الحالي لعبت القوانين والتشريعات دورا هاما في ترسيخ هذا الوضع المهين انسانيا، مما جعل استخدام المرأة هو عنوان الحضور والسيطرة والهيمنة علي المجتمع ، وخاصة أن الأزمات الاقتصادية والسياسية لا تنتهي في تلك المجتمعات ، ولابد من وجود قوي مجتمعية تستطيع ضبط سلوك الأفراد وترويضهم ، ونجحوا في إكساب قطاعات كبيرة من المجتمع لحالة "الرضا" باعتباره قيمة إيمانية عظيمة ، وأصبح حال المجتمع راضي عن أي وضع كان اقتصاديا او سياسيا مهما كانت الصعوبات ، وأدرك أعضاء هذه الاصوليات قوة المهمة التي يقومون بها وبدأوا في مساومة الدولة علي كم المكاسب والأوضاع الاجتماعية ، وهنا تكمن الأزمة الحقيقية والمعضلة التي تواجه أي تطوير او تحديث لأن هناك طرف في المعادلة الاجتماعية أي تطوير او تحديث سوف يكون علي حساب هيمنة هذه الاصوليات ، علاوة علي تطور خطير حدث علي مر الأيام وهو تسلل أعضاء من هذه الاصوليات إلي دولاب إدارة الدول وفي مواقع بالغة الحساسية والخطورة ولها حق الموافقة او الاعتراض .
ارجو ان تكون الرسالة واضحة جدا، وأرجو أن يتوقف الكثيرين عن ضرب البردعة الجماد الذي لا يشعر بما فعل، وتعرف انه المكان الخطأ للضرب، وأن يصنف هذا السلوك بسلوك العجز.
نهارك سعيد يا اكسلانس.
بقلم / د سمير فاضل
من ملامح العار أن بعض المتعلمين وأرباع الفاهمين يظنون أن لفظ "الاغلبية" مرادف للتفوق العددي بين فصيلين او أكثر.
أدى الفهم الخاطئ لهذا المصطلح الى تغول واستقواء الفئة المميزة عدديا مما تسبب في الظلم المجتمعى وافتراس حقوق الأقليات.
بداية، دعوني اوضح ان الأغلبية لفظا (وعكسها الأقلية) تشير الى التفوق العددي، اما اصطلاحا فقد ذهب البعض بالمصطلح إلى دائرة النفوذ والتسلط والفوز ترجيحا لمطلب "الاغلبية" مقابل "الاقلية".
الأغلبية العددية لا تمنح تفوقا امام الاقلية العددية، ومن ثم لا يجب ان تتمتع بمزايا أكبر او بنفوذ او صلاحيات إختيار يحرم منها في المقابل فريق الأقلية.
لفظ الاغلبية في التصنيف الحقوقي يعنى اتاحة مساحة اوسع للأغلبية للتمتع بالاختيارات، ولكنه لا ينفي ابدا او يتجاهل مساحة تناسب الاقلية، وتعال لنأخذ بعض الامثلة:
1 -يمثل الأصحاء من البشر اغلبية امام القلة التي تستخدم كرسي الاعاقة، ومع ذلك لدي تصميم الارصفة وارتفاعاتها وتصميم بوابات الدخول للمرافق العامة، لا بد من تحديد مسار للكرسي المتحرك حتى وان تضاءل عدد مستخدمي كرسي الاعاقة.
2 -في المطاعم هناك كرسي مرتفع مخصص للطفل بحزام حافظ يتيح للأم التمتع بالوجبة (Baby seat) بينما يجاورها الطفل ويحظى برعايتها هو الاخر دون تعطيل ليديها اثناء تناول الطعام. بالرغم من قلة هذا الاحتمال، لا بد من تخصيص وإتاحة هذا المقعد.
يتبنى الفهم الراشد لمعنى الأغلبية إتاحة المساحة الأوسع دوم المساس بمتطلبات الأقلية.
التصويت الاستفتائي في البرلمان هو نوع من الافتراس الحقوقي للبشر، فهو لا يمثل سوى الاستجابة لرغبة "العدد الاكبر" دون التمييز بين صواب الاختيار وسوء الفهم، رأينا في برلمان السلفيين والاخوان في اوج كثرتهم كيف ان التصويت العددى يفوز وهو خال تماما من المنطق.
وجود شخص واحد مريض بالصرع مع اسرة من خمسة اشخاص يتفوق عليهم حقوقيا في ضرورة وضع قيود تؤمن حياته.
وجود مريض بضغط الدم المرتفع وسط عائلة من الأصحاء يمنحه الحق في طهى الوجبة بدون ملح، وعلى كل متذوق ان يضيف الملح لاحقا.
انظر لتخصيص عربتان في مترو الانفاق للسيدات مقابل اثني عشر عربة للرجال والخليط وفق فقه الاغلبية.
في شوارع لندن، يمكنك تجميد حركة الحياة من حولك بالضغط على ذر تبديل اشارة السير لتقطع الطريق على مهل عندما يعوزك الهمة او سرعة الحركة.
لا وافق على فكرة "الكوتة" الفئوية، اذ لا يصح اتاحة الحقوق وفق الاعداد، فالحق منزه عن أعداد المطالبين به.
بقلم د.بهي الدين مرسى
الواقع أن هناك ثمة صراع حقيقي بين الدين والتنوير. ومن هنا، يظل السؤال مطروحا وبقوة حول مدى إمكانية التعايش ومحاولة التوفيق بين الدين والتنوير. ويعتبر هذا السؤال المحوري الهام هو أبرز ما شغل عقول المصلحين والتنويريين والنهضويين على مر العصور ، خاصة منذ بداية عصر اﻷنوار في أوروبا ، كما عرفت المجتمعات العربية واﻹسلامية هذه اﻹشكالية منذ وقت مبكر، وتحديدا منذ ظهور فرقة المعتزلة ، والتي عرفت كحركة عقلية تقدم العقل على النقل ، ومرورا بظهور ابن رشد بأفكاره التأويلية للنصوص الدينة التي قد تتعارض مع العقل ، وانتهاء بحركة التنوير التي ظهرت ملامحها مع بداية مطلع القرن التاسع عشر تأثرا بالفكر الغربي ، وقد رأينا كيف فشلت كل هذه المحاولات والتجارب الإصلاحية وعدم القدرة على إعمال العقل ومواكبة العصر .
ورغم هذه اﻹخفاقات المتتالية على مر العصور وفي مختلف البلدان اﻹسلامية، إلا أن هناك ثمة تحولات حقيقية وهامة قد طرأت على تلك المجتمعات سواء كانت هذه التغيرات بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي والعسكري والاقتصادي.. إلخ.
ويعزى ذلك إلى الاحتكاك والتأثر بالقيم والممارسات الحديثة والمعاصرة ، سواء كان ذلك في التعليم والصناعة والثقافة ونظم الحكم الديمقراطية الحديثة ووضع المرأة والقوانين بصفة عامة ، وتعتبر الحملة الفرنسية التي قادها بونابرت على مصر التي تعتبر بحق بوابة الشرق ، هي حملة تعددت أهدافها ودوافعها وتراوحت ما بين الجيوسياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والعلمي ، وكان من ثمرة هذا الاحتكاك اﻷول منذ عدة قرون من العزلة التامة للبلاد اﻹسلامية في ظل الحكم العثماني الغاشم ، أن تعرف المسلمون وﻷول مرة على الكثير من جوانب الحضارة الغربية وما شملته من علوم وفنون وإدارة حديثة ، هذا الحدث التاريخي شكل الدافع الحقيقي لظهور حركة التنوير في المجتمعات العربية واﻹسلامية التي بدأت تأتي ثمارها في حركة التحديث والتجديد واﻹصلاح التي بدأت في الظهور مع بداية القرن التاسع عشر كنتيجة طبيعية للتأثر واﻹعجاب بما وصل إليه الغرب من تقدم عسكري وفكري وثقافي واجتماعي ، فقد أحدثت تلك الحملة صدمة ثقافية وفكرية في العالم الإسلامي . ومن ثم، بدأت تظهر شخصيات رائدة في شتى المجالات المختلفة من كتاب ومفكرين وأطباء وقادة سياسيين وعسكريين.. إلخ، حيث تبنى هؤلاء جميعهم جوانب من الفكر والثقافة والتكنولوجيا الغربية وشجعت على اﻷخذ بها ومحاكاتها، ولكن دون أن تتخلى عن تدينها التقليدي فهي ارادت الحداثة والتجديد والإصلاح من خلال القواعد واﻷفكار السلفية، وقد وصف ذلك الجبرتي خليط الصدمة والانبهار الذي أصاب المجتمعات اﻹسلامية بقدوم نابليون مرفوقا بفريق من العلماء والخبراء في معظم المجالات، وكان الفكر التقليدي السائد آنذاك لدى هذه المجتمعات أنها تؤمن بأن تفوق الإسلام يفترض أن يضمن لهم النصر في الحرب على الغزاة.
لكن جاءت الطامة الكبرى والهزيمة النفسية الساحقة والانهيار العسكري الرهيب مخيبا لكل آمالهم في النصر ، هذه الصدمة وهذا الاحتكاك أيقظ العقل الإسلامي من ثباته الذي استمر لعدة قرون ، وأدرك لاحقا أن القوة العسكرية والعلوم المتقدمة التي يملكها الغزاة هي اﻷكثر فاعلية ، وأنه يتعين على المسلمين محاكاة هذه العلوم وتعلمها والسير على منهاجها وطريقها ، وكان في المقدمة بلدان ثلاث هي مصر وتركيا وإيران ، حيث بدأت هذه البلدان الثلاث بالفعل خطوات جادة نحو التنوير والتجديد والإصلاح ، ولكن سرعان ما تراجعت هذه التجربة وفي انعطافة راديكالية خطيرة بدأت في مصر بظهور حركة اﻹخوان المسلمين ثم تبعتها إيران فيما عرف بالثورة اﻹسلامية واخيرا تركيا بوصول حزب العدالة والتنمية للحكم ، وتراجع مشروع التنوير بشكل جد خطير أمام ما عرف بالصحوة اﻹسلامية .
بقلم د/ خيري فرجاني
بتأثير مرحلة تاريخية عاشها الغرب (من القرون الخامس عشر حتى التاسع عشر) والاعتياد من العرب على النقل الأعمى من الغرب، اعتقد البعض من العرب- وخاصة ممن رأوا في أنفسهم "دعاة للتنوير" - أن الدين والتنوير يجب أن يكونا قطبين متقابلين، يبحثون عن انتصار أحدهما ويتمنون انتصار الأخر.
التأسيس على هذه البداية غير الصحيحة تاريخيًا جعل بقية الحِجاج يسقط من نفسه لانطلاقه من مسلمة خاطئة كالبيت المؤسس على قواعد غير سليمة، لا تنتظر منه الثبات.
لم يفرق هؤلاء بين الدين كنسق إنساني يضع قواعده بشر يؤسسونه على كتابهم المقدس ويجتهدون في وضع قواعده، وبين ممارسات معينة (التدخل في شؤون السياسة رغبة في السيطرة على شؤون الحكم والانفراد بالحكم على ظواهر الطبيعة دون امتلاك الأدوات التي تؤهلهم لهذا) تمت في مرحلة تاريخية معينة ( وهي العصور الوسطى) شابها ما شابه من أخطاء أدت بالمفكرين في الغرب لوضع الدين جانبا في محاولات فهمهم وإدارتهم شؤون الحياة. راح هؤلاء يعتقدون أن أي ممارسة انطلاقاً من خلفية دينية لن تختلف عن لاهوت الغرب في العصور الوسطى.
الممارسات الدينية التي حدثت في العصور الوسطى بالتدخل في شؤون الحياة والعلم، لا يمكن أن تؤدي لآي تنوير. وقد برهن التاريخ على ذلك عندما دخلت أوربا عصر الظلمة، فلا إنتاج علمي أو فكري ولكن تسلط كنسي عن جهل لا يبغي سوى السيطرة. قامت مرحلة الحداثة على فصل الدين عن الدنيا والاكتفاء بالعقل. ولكن فصل الدين عن الدنيا لا يؤدي بالمثل لتنوير وقد برهن التاريخ على ذلك عندما تحول الإنسان في ظل الحداثة وبدعم قيم الرأسمالية إلى شيء، إلى سلعة، تقاس قيمته بمدى منفعته الاقتصادية مثله في ذلك مثل بقية أشياء العالم. فلا تدخل رجال الدين ولا إبعاد الدين أدى أو يؤدي إلى تنوير.
الدين كنسق إنساني يضع قواعده أهل التخصص لتطبيقه على شؤون الحياة والعلاقات الانسانية يؤهل لتحقيق التنوير. ما يجعله يحقق التنوير أن المرجعية مرجعية إلهية قصد بها أن تكون هادية للبشر. الأخذ بها لا يعني ممارسة لاهوتية بالمعنى القديم ولكنه احترام للعلم والعقل معًا، احترام للمنهج التاريخي الذي بالاعتماد عليه (وهو منهج علمي) نبرهن على واقعة أن هناك كتابًا مقدسًا، واحترام للعقل لأنه استخدام للعقل في استخراج القواعد التي نسير عليها وتغييرها مع كل زمن بحيث لا تتعارض مع هذا الكتاب المقدس.
فللمدى الذي لا يلغي فيه الانسان عقله، ويجتهد مخلصًا ويجدد القواعد في كل عصر بحيث تتفق مع عصرها ولا تخالف أسس الشريعة التي وضعها الكتاب، فهو تنوير وهداية.
وللمدى الذي لا يقصد من ورائه أية مصلحة دنيوية او توظيفًا سياسيًا فهو تنوير وهداية في ذاته.
بقلم / د.بهاء درويش
يا له من صراع خفي مرير بين آلية ثابتة تحفظ ظاهرة الحياة من الفناء، وهي ظاهرة التكرار الآلي، وإعادة الخلق واستمراريته دون أدنى توجيه أو تدخل من الكيانات الواعية، إنه تكرار يتم غالبًا في غياب الوعي وخارج سيطرته، فعندما يتكاثر الكائن الحي لا يتدخل وعيه في تحديد شكله أو صفاته إنما يخضع لقوانين الحفظ والوراثة... وعلى المستوى البيولوجي يتم هذا التكرار في شكل إعادة صورة الحياة بعد اكتمال دورتها كي تبدأ دورة حياة أخرى لنفس النوع من الكائنات تحت مسميات جديدة.. فظاهرة النسخ التي تتم للمادة الوراثية هي آلية لتكرار نفس الكائنات على مدى زمني جديد.. فالنبات يتكرر والحيوان يتكرر والإنسان يتكرر بيولوجيًا بآليات نسخ وتكرار متشابهة وتخضع لنفس المنطق الذي تحكمه معادلات كيميائية.. هذه الآلية من التكرار والتي تدير نفسها بنفسها هي ما ضمنت استمرار الحياة على وجه الأرض لملايين السنين.. ورغم أن قوة ومتانة الآلية التي ينبني عليها ظاهرة التكرار إلا أن الكائنات الحية عمدت إلى آلية أخرى للحفاظ علي استمرارية حياتها وتأكيد وجودها عبر الزمن وهي ظاهرة الإكثار.. فالكائن الحي لا يضمن فقط بديلًا وحيدًا أو وارثيًا واحدًا له بل عدد من البدلاء والورثة.. فالأسماك تضع آلاف البيض لضمان الاستمرارية تحسبًا لعوامل الافتراس والاندثار..
وعلى المستوى السلوكي والتفاعل الحيوي مع البيئة يسعى الكائن الحي للتعلم من تجاربه، ثم يحتفظ بالمسار الذي يراه صحيحًا كي يكرره آلاف المرات دون وعي.. ومن هنا تتكرر أفعال الإنسان في صورة معتادة يطلق عليها ظاهرة العادات.. فمن يتعود على الاستيقاظ مبكرًا نجده يكرر هذا الفعل دون جهد منه حيث يتم حفظ الأمر في العقل الباطن أو اللاوعي والذي يوجه الإنسان في تصرفاته ربما أكثر كثيرًا من العقل الظاهر أو العقل الواعي.. حياة الإنسان تسير في جزء كبير منها عجلات قطار العادة والاعتياد.
ورغم هذه الآلية التي تحافظ على وجود واستمرار الحياة إلا أن هناك آلية لا تقل أهمية وهي آلية الارتقاء بنمط الحياة بالتغيير إلى الأفضل.. وهذه الآلية هي من أنتجت ظواهر ونواتج التطور على الكائن الحي.. فكل الكائنات تتطور من أصغر شكل إلى أكبر شكل.. فما يتم من طفرات فيروسية هو دليل على استمرار ظاهرة التطور.. فما ينشأ من سلالات فيروسية جديدة هو آلية للدفاع عن الوجود.. الإنسان أيضًا يتطور فقد كانت ظاهرة العبقرية تظهر في أشخاص محدودين في الأزمنة الماضية لكن عدد العباقرة يزداد بشكل متزايد..
وآلية التغيير أو التطور التي تتم بيولوجيا دون وعي منا هي آلية مبهرة وسر دائم الإلغاز لمعني وكنه كلمة الحياة..وهكذا تسير الحياة في قطار التكرار ولكنها تتوقف في محطات عديدة لتغير المسار..وكلا من التكرار والتغيير ضروري وأساسي لإستمرار مسيرة الحياة..وتتحكم هاتان الآليتان في تشكيل سلوك وتفاعلات الإنسان..فكثيرا ما يركن إلي التكرار والتقليد ولكنه سرعان ما يلجأ إلي التغيير والتطوير في مسارات حياته..والفاظ عي التوازن بين آليه التكرار وألية التغيير هو ما يضمن السلامة العقلية والنفسية والإحساس بأصالة وتجدد الحياة..أما الإستسلام لآلية واحدة وخاصة إذا كانت التكرار فهي تؤدي إلي تقويض ركن أساسي من ميكانيكية وفعل الحياة الإنسانية وهو ركن التغيير والتطوير..كما أن الإستسلام فقط لآلية التغيير لن يعطينا الفيصة كي نستفيد مما تم تغييره..فبين كل تغيير وتغيير نحتاج فترة من الثبات والتكرار كي نجني ثمار التغيير..
وتطل فترات مضيئة في تاريخ الشعوب تشكل تغييرات وتطورات يطلق عليها الحضارة وهي كلها نواتج تنشيط آليات التغيير والتطوير..وقد تغرب شمس هذه الحضارات عندما تعود مرة أخري للتكرار الأعمي بعد إغلاق منافذ التغيير..أيضا الإستراتيجية التعليمية التي تعمد إلي بناء عقول تعتمد النسخ والتكرار هي إستراتيجية عقيمة تؤدي إلي إفول شعلة العقل الذي يقف خلف التغيير والتطوير..
وليس معنى أهمية التغيير والتطوير أن نقلع فورًا عن التكرار... فما نكرره اليوم ربما كان تغييرًا بالأمس.. لكن علينا أن نفحص كل شيء بمجهار العقل فلا بد أن نتأكد من منطقية وسلامة ما نكرره من حين لآخر... فإذا تأكدنا علينا البحث عن الجديد وعندما يصل الجديد إلى مرحلة الثبوت فيمكننا أن نكرره للاستفادة من جدواه دون بذل مجهود كبير في اكتشاف مسارات جديدة.. التوازن بين آليات التكرار وآليات التغيير ضرورة هائلة في تشكيل العقول والحفاظ على سلامتها وفاعليتها.. لا خوف من التغيير إذا تم باستمرار تقييمه وتصويبه ولا خوف من التكرار إذا حرصنا دائمًا على تحجيمه وتوظيفه..
بقلم د. محمود سطوحي
ثمة تقدير في العالم المتحضر
في الإنسان الواعي
لا أراه هنا
لا أحد هنا يفكر فيما يملك
لا أحد هنا يمتن لما يحصل عليه
لا أحد هنا يعطي اهتماما للأشياء التي يسعي لتحقيقها
الإهمال هنا سيد كل شيء
عندما اري الوقت والحماس والطاقة المبذولة للحصول على الشيء
لا اري في المقابل وزن ربع هذا محبة وامتنان
لا توجد في بلادي نظرات امتنان
لا توجد في عيون الرجال والنساء نظرات:
" اشكر الرب كل يوم اني هنا في هذا الذي أردته ....."
النساء تعمل عمليات خطرة والرجال ربما تضطر احيانا أن تدفع مبالغ طائلة للحصول على أطفال
ولكني لا اري بعد تحقيق أحلامهم أنهم يجلسون معهم بنصف مقدار الوقت الذي جلسوه حزانا يدبرون الحصول عليهم
الرجل يلهث للفوز بجلسة مع انثي
بلمسة مع انثي
ثم يفضل بعد ذلك عليها مجالسة صبي القهوة
أن اخلف أصدقاؤه الحضور
المرأة تمضي عشرون عاما تفكر في حضن رجل عاشق ثم تمضي العشرون عاما الثانية معه في أي مكان غير أحضانه
هدفنا الأول والأخير ما بعده هدف
أن نكون أسرة ومنزل انيق
ولا أحد يجلس فيه إلا لتنظيفه أو القيام بمهامه كأنه مقر العمل الثاني ولكن بداخله سرير
نقاتل من اجل انثي لا نهتم بالنظر في عينيها
نتسابق للفوز برجل لا نعرف حتى يموت أتفه اسرار حياته
لا أحد قبل أن يموت يتذكر أنه سيترك شيء عزيز
ربما يترك في اخر فرطة نفس رسالة لصديق قديم
أو أمه التي عرف في هذه اللحظة أنها أكثر انسان احبه
الكل عندما يجلس مع جنسه لا يذكر أنه
يحب شريكه جدا وأطفاله جدا
وأنه ممتن لأنه فعل حياة صغيرة
لأنه باختصار فعل الشيء ولم يقدره
وربما أيضا فعله ولم يكن يريده
ولكنه ربما يتباهى بمركزه أو سيارته أو مقدار ما جمع من أموال
او حتى أنه يأخذ هذه الأسرة التي وضعها بمكان هنا
إلى مكان فاخر هناك
الجميع هنا غير مقدرين
غير ممتنين
الجميع هنا فقط متباهون
وبالطبع لا يعرفون معني أن يفقدوا هذه الاشياء
فيتنازلون عنها بأسهل الطرق
وربما يدخلون المعارك ليتنازلون عنها!!
الجميع هنا فقط مستهلكين
للمشاعر
للنوع
للمتعة
للمرح
حتى لجلسات التأمل
عندما اشاهد انسان في العالم المتحضر يقول في لحظاته الأخيرة:
"انا رجل استطعت أن يكون لي اطفال احبهم
ولي زوجة لا تستحق أن اتركها وحدها فهي جميلة جدا "
اقول من هنا يفكر قبل أن يفارق الحياة أن هذا اشياء يقدرها
انها قيمة وصل إليها
انها أجمل ما عنده حقا
أنه كان يراها طوال الوقت
البعض هنا سيقول لا
الأب والام هنا يضحون بحياتهم من أجل أولادهم
اقول لأنها المسؤولية الأخلاقية
لأنه التماهي مع ادوارنا ولأن قيمتنا نحن من وجودها
وانا اتكلم هنا عن الحب
الحب يا سادة
عن "ما بعد انا"
و "مسئوليتي"
وما "يقول المجتمع عني"
وما "اساوي"
انا اتكلم عن نظرة امتنان حقيقية
عن احساس حقيقي في يدك وانت تلمسه
انا اتكلم عن نظرة انظرها انا لكل من أحببتهم
ولوردتي هذه التي زرعتها بيدي وانا اتذكر أحدهم
بقلم أ/ أسما عوض