هو خطاب يشكل ضغطا كبيرا علي المجتمع المصري وتتزايد ضغوطه يوما بعد يوم بعدما حصل علي مكانة كبيرة في صفوف وعقول المصريين علي مدي زمني تجاوز القرن من تاريخنا المعاصر ، ساعده علي الانتشار قوي سياسية كانت صاحبة مصلحة في وجود هذا النوع من الخطابات المتعددة للدولة المصرية ، والذي أيضا قدم خدمات لقوي إقليمية تلاقت مصالحها مع هذا الخطاب ، والذي تحول إلي ثغرة خطيرة جدا في جسد المجتمع المصري بعد التفتيت والانقسام وروح التشرزم التي أحدثها وسط المصريين دون اكتراث من الكثيرين حولنا بكل اسف ، سواء كانوا " مثقفين ، كتاب ، صحفيين ، رجال سياسة !!!!" بكل اسف حصل تواطؤ كبير خلال فترات طويلة مع هذا الخطاب الذي تحول إلي خطاب ثروة وقوة اعتمدت عليه إدارة الدولة المصرية في فترات كثيرة، لضمان السيطرة على عقول المصريين الذين دخلوا أسرى هذا الفكر في غياهب التاريخ.
لا يمكن لنا الحديث عن السلام الاجتماعي ونحن نعاني من خطاب الكراهية الديني ، وبما أننا نتكلم عن السلام الاجتماعي وتأثره الشديد من خطاب الكراهية، نكون أمام محطة شديدة الخطورة في مواجهة أي تهديد خارجي وما أكثره هذه الأيام حيث الصراعات الإقليمية والدولية ، كيف يمكننا أن تواجه هذه المخاطر في ظل تهديد الخطاب الديني المستمر للسلام الاجتماعي، هذا غير المخاطر الشديدة علي المشترك العام بين أبناء الوطن الذي ضرب في مقتل بفضل خطاب الطائفية الزاعق من خطاب الكراهية، والذي يشكل مقدمة خطيرة لتفتيت المجتمع المصري في حال تأخر المواجهة معه من قبل إدارة الدولة والتي تمتلك كل الأدوات القاهرة لوقف هذا السرطان في جسد المصريين .
هذا الموضوع أيضا يأخذنا إلى نقطة هامة وهي التنمية التي تسعي كل دول العالم اليوم إلى حدوثها للحفاظ علي جودة الحياة فيها، فكيف ستحدث التنمية في مجتمع لا يزال خطاب الكراهية يتمدد داخلها، الحديث عن تنمية هنا أمر محير، هل القوي الدينية المتناحرة هذه سوف تساعد في حدوث تنمية لهذا المجتمع، وهي تعرف ان هذه التنمية تشكل اول مسار في نعشها، هي تعيش على افقار الشعوب وتغييب عقولها لكي تنتفخ جيوب رجالها.
مواجهة هذا الخطاب أصبح ضرورة لنجاة هذا الوطن من الوقوع في فخ الصراعات والتخلف.
بقلم / د سمير فاضل
قبل ان نتكلم عن السلام الاجتماعي لا بد لنا اولا ان نعرف ما هو السلام عامهً..
السلام ببساطة شديده هو الانسجام.. الهدوء.. الاتفاق هو غياب العنف
أي انعدام الارهاب او التطرف العرقي او الطائفي وكذلك الديني..
انعدام الحروب تلك التي تنشأ بهدف السيطرة على فكر او ثروات البلاد..
نري هنا ان السلام الاجتماعي هو أيضا الاستقرار.. الهدوء.. التفاهم..
الانصياع للواجبات واحترام الحقوق
الانسانيه واحترام القانون بصرف النظر عن المعتقد او العرق او غيرها...
ولكي ننعم بالسلام لابد من ان تتمتع
كل فئات المجتمع بحقها في التعبير.
لابد من انتشار وترسيخ حريه التعبير ف الفن؛ الادب؛ الثقافه؛ الموسيقي وغيرها من الفنون التي من شأنها رفع الذوق العام وأنتشار الجمال كذلك تساهم في أنحسار القبح والعنف.
كذلك لا يجب علينا ان نغفل ادراج
مفهوم العداله الأجتماعيه فلا يصح مثلا أحتكار بعض الفئات للثروه واعلان ذلك بصوره مستفزه في حين نترك بعضاً أخر او فئات اخري
تعاني صعوبه العيش فهذا سيخلق مناخاً من الحقد والحسد والكراهية
مما يؤدي الي ظاهره العنف..
ولا يجب ان نغفل الي حريه المعتقد
وعدم ازدراء الاديان واتهام من يعتقدون بغير معتقدك بالكفر والألحاد وهذايقع على عبء الاعلام
الذي يتعين عليه الا يُصدر خطاب الكراهيه ونجد هذا واضحاً في الاونه الاخيره.. أيضاً ما تقوم به بعض دور العباده من تحريض علي
الاخر وازدراء معتقده وتكفيره و نجد التحريض أيضا ضد المرأه و اتهامها والدعوه بطريقه غير مباشره للممارسه العنف ضدها ونري ما يحدث الان من حوادث قتل ضد الفتيات لمجرد انها تمارس ابسط حقوقها في العلم او العمل وأيضا لباسها وابداء رايها في أدق تفاصيل حياتها..بدعوي انهم فقط من يملكون الراي السديد هذا الذي يمنع الفتاه من ممارسه حريتها الشخصيه.
لابد ان يعي المجتمع اهميه الحريات الشخصيه للافراد كذلك على الاعلام
مجابهه تلك الجرائم الانسانيه.
لابد من أرساء قواعد المواطنه والعداله على اساس انساني وليس طائفي أو عقائدي.. على اساس المواطنه وفقط مع احترام القوانين التي تدعم حريه الافراد وابداعاتهم
وعقائدهم المختلفه.
لانتشار السلام المجتمعي وتفعيله لابد اولا من ارساء السلام النفسي لكل أفراد الوطن. والتأكيد على تفعيل دور القانون لمن يخالف ذلك بالقول او بالفعل...
لننعم جميعنا بالسلام في دار السلام.
بقلم م/ منال رؤوف
يُعرف خطاب الكراهية بأنه سلوك يحرض على العنف، ويقوض التنوع والتماسك الاجتماعي، ويهدد القيم والمبادئ المشتركة التي تعمل على الترابط المجتمعي، كما أن خطاب الكراهية يثير العنصرية وكره الآخر ، ويجرد الأفراد من الإنسانية، ويؤثر بالسلب على الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والأمن وحقوق الإنسان.
وللكلمات وقع خطير على أمن وسلامة المجتمعات. حيث ان الكلمات يمكن أن تكون سلاحا خطيرا وقد تسبب أذى جسديا جسيما؛ فالكراهية تؤجج الأعمال العدائية وقد لعب خطاب الكراهية دورا هاما في تصعيد حدة العنف والإرهاب والتطرف، وكان له دورا رئيسا في ارتكاب العديد من الجرائم المروعة في العصر الحديث .
فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في تعظيم خطاب كراهية؛ بحيث أصبح منتشرا بشكل خطير عبر الحدود، كما أظهر انتشار خطاب الكراهية ضد الأقليات أن العديد من المجتمعات معرضة بشكل كبير للوصم والتمييز والتنمر .
ومن ثم، أطلق السيد غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية من خلال دعم الدول الأعضاء في مكافحة هذه المشكلة في ظل احترام حرية التعبير والرأي. وقد تم ذلك بالتعاون مع المجتمع المدني ووسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.. فإن العَداء مستمر في العالمين الواقعي والافتراضي، كما أن حملات التّشهير والمعلومات المضلّلة منتشرة بلا هوادة ، حيث يجتاح خطاب الكراهيةُ جميع أنحاء العالم، وتسللت لغة الاستبعاد والتهميش إلى وسائط الإعلام والمنصات الإلكترونية المتعددة.
وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان لمواجهة خطاب الكراهية، وأعلنت يوم 19 حزيران/يونيو يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية. وقال الأمين العام: "ان خطاب الكراهية خطر محدق بالجميع ومكافحته مهمة منوطة بنا جميعا.. وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع خطاب الكراهية والقضاء عليه من خلال تعزيز احترام التنوع والشمول.. وعلى الجميع أن يحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وخطاب الكراهية يغذي الصراع من خلال تفاقم انعدام الثقة بين المجتمعات ويقوّض التماسك الاجتماعي بين المجتمعات التي عاشت معا في السابق في سلام. حيث واجهت مجتمعاتنا أهوالا لا يمكن تصوّرها على أيدي الجماعات الأصولية المتطرفة التي استخدمت أساليب دعاية متقنة وخطيرة لحشد الكراهية.
فلم يعد خافيا مدى تأثير جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش المدمر على المنطقة، وذلك من خلال اللجوء إلى خطاب مليء بالكراهية والدعاية ضد أالمجموعات العرقية والدينية المختلفة، مثل: مجموعات الإيزيدية والمسيحية بل وضد المسلمين وغيرهم من المكونات الدينية الأخرىواضطهادهم حيث تواجه المجتمعات العربية والإسلامية مستويات معقدة من التعصب وتصاعد الكراهية.
ولطالما استُخدم خطاب الكراهية؛ لتحقيق مكاسب سياسية من خلال نشر خطاب معادٍ موجه ضد المكونات الدينية والعرقية والنساء .. إلخ، حيث إن خطاب الكراهية يضعف المجتمعات ويدمرها، كما يعمل على زرع بذور الخوف والكراهية وانعدام الثقة في نفوس الأفراد والجماعات. فإذا ترك دون رصد ومراقبة، يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف وربما يساعد في تهيئة الظروف الملائمة لإرتكاب جرائم إبادة جماعية كما فعلت تنظيمات داعش وغيرها.. وعادة فإن خطاب الكراهية والعنف ينتشي في سياقات الأزمات المتتالية، فالمسائل مترابطة ومتشابكة، ولا أعتقد أن خطاب الكراهية منفصل عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتكلس الجانب الفكري والمناخ الثقافي الذي يسمح بالحوار والتعدد وقبول الآخر.
وهو ما يتطلب استجابة سريعة ومنسقة من القيادات الدينية وصانعي السياسات والإعلاميين والمثقفين بل وعامة الناس، للعمل على مواجهة خطاب الكراهية والبحث عن الدوافع الرئيسة لخطاب الكراهية، وتقديم كل الجهود لدعم حقوق الإنسان الأساسية ورفض كل أنماط التعبير التي تنشر الكراهية أو التمييز أو العداوة أو تحرض عليها أو تروج لها أو تبررها ضد شخص أو مجموعة، بناءً على الدين أو الأصل العرقي أو الجنسية أو اللون أو النسب أو الجنس أو أي عامل هوية آخر.
وما لم يتم التصدي بحزم لهذا الخطاب، فإنَّه قد أن يؤدي إلى وقوع أعمال عنف وجرائمَ كراهية ضد الجماعات المختلفة. ومع أن بعض التصريحات قد لا تحرض على العنف مباشرةً، فإنها يمكن أن تنشر بذور التعصب والغضب التي تؤدي إلى إضفاء الشرعية على أعمال الكراهية، مثل تكفير الآخر فإنه يعتبر تحريضًا على العنف، فإنه لا يلزم أن تكون الدعوة صريحة إلى استخدام العنف أو التسبب فيه. ولكن أيضًا إلى احتمالية أن يؤدي هذا الفعل إلى العنف.
وتعتبر القيادات الدينية عنصر جوهري في اشعال حرب خطاب الكراهية، وهو مكا يقوض قيم التنوع الديني والتعددية. ومن المؤسف أن نرى مظاهر إساءة استخدام الدين في بعض الأحيان لتبرير الأعمال العدائية والتحريض على العنف. وعلى هذا، فإنَّه من الأهمية بمكان أن تلتزم القيادات الدينية كافَّة على إظهار روح المحبة والتسامح التعاون . ومن الأهمية بمكان أن تضع الحكومات أطرًا قانونية سليمة ومحددة بشأن خطاب الكراهية لمساءلة مرتكبيه، واحترام الكرامة الإنسانية، وحماية الجماعات المهمَّشة، وتحقيق التوازن بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، فرغم ضمانات حرية التعبير إلا ان المجتمع الدولي وضع بعض القيود، مثل: خطاب الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية, أو ما يشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف.
بقلم د/ خيري فرجاني
البشر لكي يشعروا بالسلام الاجتماعي لا بد من توفر الاحتياجات الأساسية من هذه الاحتياجات الأمن والأمن الغذائي والحصول على سكن أمن وعمل مستقر وانتماء لمجموعة والحب المتبادل والشعور بالإنجاز والرغبة في أن يراهم الآخرين أي الاعتراف بالوجود
عندما يشعر الإنسان أنه مرغوب في وجوده مرحب به مقدر يستطيع أن يطالب بحقوقه ويحصل عليها في إطار من المساواة و العدالة الناجزة ويرى أنه يمارس حرية الاعتقاد و التفكير سي وف يشعر بالألم الاجتماعي وعندما يحدث ذلك سوس تتغير علاقة الإنسان بنفسه من حيث التقدير الذاتي مما يؤدى إلى العطاء والبذل لمجتمعه لمعرفته انه سوف يعود بالنفع عليه وعلى أسرته مما يشعره بالرغبة في البقاء و الاستقرار و الانتماء الحقيقي المبنى على أخذ وعطاء أخذ الحقوق وعطاء الواجبات فهكذا تبنى المجتمعات فالأخذ فقط يهدر الإمكانات والعطاء يرث الإحباط فلا يستطيع الفرد تكملة المسيرة فالبشر يحكمهم قانون المصلحة إذا لم يحصل عليها لا يستطيع تكملة الطريق حتى التقدير المعنوي هو أخذ وإحساس أن الإنسان تم رؤيته وتقديره فما بالك لو كان هناك تقدير معنوي ومادى وكذلك تحديد الحقوق والواجبات مما يشعر الفرد أنه محاط
بمؤسسات تشعره بأنه هو الأساس الذي بنى عليه المجتمع فكل شيء نسهر لخدمة إنسانيته واحتياجه ومن ثم يحل السلام الاجتماعي
بقلم / د. ميرفت عماري
السلام الإجتماعى فى المجتمع هو الهدف الرئيسى لأى نظام حكم وطنى فبتحقيقه تتحقق أهداف أخرى كثيرة لذا يمكننا القول أنه القاطرة التى تجر جميع الأهداف الوطنية الأخرى لتحقيقها توجد عوامل كثيرة تؤثر على السلام الإجتماعى سلبا وإيجابا أهمها العدالة الإجتماعية والتى تتمثل فى الحد قدر الإمكان من التفاوت الطبقى ثقافيا واقتصاديا وعرقيا ودينيا وكذا محاربة الفساد ثقافيا بالدور الرئيسى الذى تقوم به منظومة التعليم فى الدولة بالحد من الأنواع المختلفة من التعليم حيث يجب أن يقتصر الى نهاية المرحلة ما قبل الجامعية على نوع واحد من التعليم ينخرط فيه كل أبناء الدولة يدرسون مناهج واحدة تعمل على ترسيخ الإنتماء الوطنى بما تحتويه محتوياتها من مادة علمية تضع فى اعتبارها التعددية فى المجتمع سواء كانت عرقية أو دينية كما تنشأ علاقات معرفة بين طلابه تتحول الى صداقة بين مكونات المجتمع المختلفة تستمر عقودا طويلة اقتصاديا بالحد من نسب الفقراء وعدم تركهم تحت ضغط الحاجة الى أساسيات الحياة مع عدم استفزازهم بمناظر وتصرفات ذوى الثراء الفاحش لعدم دفعهم الى الحقد على المجتمع ومن فيه والإنحراف سلوكيا بما يبرر لهم الخروج على القانون بكافة صوره حيث فى النهاية يدفع المجتمع والدولة ككل ثمن هذا الإنحراف ويمكن تحقيق ذلك بإتباع سياسات مختلفة مالية واقتصادية واجتماعية عرقيا ودينيا باتاحة الفرص فى النشاط اليومى الخاص والعام بعدم التمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين وتكون الكفاءة والإمكانيات الشخصية والعلمية والخبرات هى المعيار والمعيار الوحيد لتولى المناصب المختلفة ولا تكون جهات معينة مغلقة أمام فئات بعينها على نفس الدرجة من الخطورة على السلام الإجتماعى الفساد الذى يمكن أن يصل الى درجة يصعب التخلص منه والقضاء عليه عندما يكون فسادا مقننا هذا الفساد يهدم كل شئ ويحول الدولة والمجتمع الى غابة يأكل فيها القوى الضعيف ويخرب كل شئ ولاسيما إذا طال السلطة القضائية هذا باختصار ما يخص السلام الإجتماعى فماذا عن الخطاب الدينى ودوره فى كل ما سبق؟ المفروض أن الدين أى دين حتى الأديان الوضعية تدعو الى السلام والإستقرار والى ما ينفع الناس وييسر لهم حياتهم ويجعلها أكثر راحة وأمانا .. يدعو الى التكافل والتضامن والى كل المبادئ الإنسانية .. لكن كيف نتصور الوضع لو دعا الخطاب الدينى الى الكراهية؟ الدين فى أساسه نصوص تحتاج تفسير وشرح لتطبيق مبادئها فى الحياة اليومية والتفسير والشرح عمل بشرى يتأثر بثقافة وبيئة وشخصية المفسر وتوجهاته الفكرية والثقافية وهذا التفسير والشرح الذى هو الخطاب الدينى له تأثير شديد سلبا وايجابا عندما يكون حول علاقات المؤمن مع الآخر المختلف عنه دينيا أو حتى مذهبيا التفسيرات الدينية التى تنحو نحو الكراهية لها تأثيران تأثير رسمى قانونى وتأثير شعبى مجتمعى ففى حالة الدول التى تستمد قوانينها من نصوص دينية أو النصوص الدينية تتدخل بطريق ما سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فى إنتاج قوانينها ينتج خطاب الكراهية الدينية قوانين تمييزية عنصرية تفرق بين مواطنى الدولة وتحول المخالفين فى الدين الى رعايا وليس مواطنين يتم التفرقة بينهما فى كل شئ فيؤثر هذا التمييز بداية من المنظومة التعليمية فنجد المؤسسات التعليمية الدينية تنال دعما من الدولة فى حين أنها لا تقبل فى صفوفها جميع أبناء الدولة ومن هنا يبدا التمييز أقلها تأثيرا إختلاف تكلفة التعليم طبقا للديانة والاسوأ أن هذه المعاهد تكرس التفرقة حيث يشب طلابها لا يعرفون شيئا عن الآخر الدينى فلم يزاملوه وتزداد المأساة أو المشكلة بإحتواء مناهجها التعليمية على الإساءة الى الآخر والحض من قدره وتصويره على أنه كافر مآله جهنم مما يولد الشعور باحتقاره والآستهانة به الأمر الذى يعمق الفصل والتفرقة بين مكونات الوطن ويحولهم من مواطنين متضامنين لهم رؤية مشتركة الى فرق متنافرة تصل العلاقات بينهم الى حد العداء تظهر أيضا المشكلة فى مناهج التعليم العام حيث تسود رؤية ليست فقط أحادية ولكنها معادية للآخر فجزء يشب على أنه الأعلى قيمة ومقدارا فعليه أن يسود بحق أو بدون حق والجزء الآخر يشب على أنه ظلما أقل شأنا لا يجد فرصته التى يستحقها فى وطنه فيتحول الى الشعور بالكراهية للآخر وتتضائل لديه قيمة الوطن وقدره فإما يتركه الى بلد آخر فتخسر الدولة مواطنا كان يمكن أن يكون مفيدا أو يتحول الى شخص سلبى لا يشارك فى أى نشاط فتخسر الدولة مجهود جزء من مواطنيها ناهيك عن التوترات بين مكونات المجتمع التى تتحول الى صراعات تصل فى أحيان كثيرة الى الإقتتال بينهم خريجى هذا النمط من التعليم سواء الخاص الدينى أو العام يؤثر فى أفكار وثقافة المجتمع فبدلا من مجتمع مترابط ينتج مجتمعا مفكك منقسم يستعدى بعضهم البعض فتنشأ توترات تتحول الى قلاقل واعتداءات بمجرد وجود سبب ولو بسيط خريجى هذا التعليم بثقافتهم التمييزية وشعورهم بالإستعلاء على جزء من مواطنيهم له مردوده اعلاميا وثقافيا فنسبة كبيرة من من شبوا متأثرين بهذه الأفكار ينعكس هذا فى تحليلاتهم وآراءهم وأبحاثهم وتناولهم لأى حدث فينحرفوا عن إيجاد الحقيقة لو كانت لا تتفق مع أفكارهم وثقافتهم التى شبوا عليها فلا يمكن الخروج بدروس مستفادة حقيقية من اى مشكلة فتزداد الحالة العامة تدهورا خطاب الكراهية يبدأ بسيطا غير ملحوظ ولكنه مع الوقت يزداد حدة وينتهى الى أن قتل الآخر هو أسهل الطرق الى الجنة كما وأن خطاب الكراهية يتم توجيهه ولو بشكل غير مباشر الى الفقراء ولكن بشكل عكسى ليرضوا بفقرهم ولا ينظروا الى من يمتلكون كل شئ طالما كانوا من نفس ديانتهم لإمتصاص غضبهم من تردى أحوالهم المعيشية وإقناعهم بعدم ثورتهم عليهم والاسوأ يتم توجيهه الى الأثرياء والفقراء من منطلق أن العدالة الإجتماعية منحة وصدقة من الغنى للفقير وليس حق الفقير فى حياة كريمة لأنها فى الحقيقة ليست منة من أحد بل هى مسؤولية الدولة ولأنه خطاب إنتقائى نجد عكسه فى تحريضه ضد الأثرياء الآخرين المختلفين دينيا والإيحاء للفقراء وبشكل مبالغ فيه أن فقرهم راجع الى سيطرة مخالفينهم الدينيين على مصادر الثروة وحضهم بشكل غير مباشر وفى بعض الأحيان بشكل مباشر على نهبهم حيث أن أموالهم حلال لهم مما يزيد من حالات الإنفلات الأمنى وأعمال السرقة والبلطجة
خطاب الكراهية يستخدم فى بعض الدول لتحويل اهتمام المواطنين بشؤن حياتهم اليومية ومتابعة أداء سلطاتهم المختلفة ومراقبتها ومحاسبتها وتغييرها إن لزم الأمر الى انقسام وتناحر بتفتيت مكونات المجتمع وبدلا من محاسبة الحكومة يحاسب المواطنين بعضهم البعض وبدلا من تغيير الحكومة يحاولون تغيير بعضهم فتتحول الحكومة من مقصرة ومدانة الى وسيط بين مواطنيها فيستمر الحال على ما هو عليه
اللواء م/ نصري نسر
"عُري أسفل خط الذات"
كُلما رصدت لنفسي توقفاً أو رجوعاً
أو هروباً أو اختفاء او اختباء
أنتظر إلي أن يأتي المساء
لأكون خالية من العالم
وأُحادثها
ما حجتك الآن
ألم تكتفي من الإبحار حول ذاتك
من الدوران حول ذاتك
من الإلتفاف حول ذاتك
من الإجترار منها
من الإختيار المُتفق عليه
من بين مخزونك غير المُعتق
أجدُها نَفسها
الإجابة البائسة
من أين أبدأ وألي أين سأنتهي
ميزان توقيتي المُزمن
قعيد الماضي يأبي إلا أن يكون اسم علم في القادم
لا يرضي أن يجمع اشياؤه وآلامه
من صوري الجديدة
وكساد الحاضر مُمدد علي جسدي
راغباً في تأجيل مُفرغ الدوائر
وألوان المستقبل المبهجة
تتراقص علي حوافي
تتراقص علي كل الحواف من حولي
هكذا أنا
مزمنة الانتظار
والترتيب
والتأجيل
والتأخير
والتعطيل
والتغفيل أيضاً
كُلما حاولت أن أخرج من كل هذه الدوائر
أُحرز نجاحاً لا يأوي تغييراً جوهرياً
نجاح بطعم الساعات والدقائق
لا الأيام والشهور
نجاح بطعم النُزهة
لا متعة السفر
ولكي لا أكون قاسية علي نفسي
فأنا امتلك بعضاً من سوء الحظ
يتحمل معي تقييمي واخفاقي
ولكن ....
لم يعد يُفيدني مُقاسمة الإخفاق أبداً
ولن يُساعدني حتي إن حَمله القدر كله عن مسئوليتي
أصبح الخروج مهمتي وحدي
حتي إن تأكدت من وجود مؤامرة كونية
وامسكت كل ملابساتها الأجرامية في يدي
أصبح الخروج من دوائر الضياع واجب جسدي وروحي وقومي واجب النفاذ وممهوراً بخط يدي أنا
أتذكر منذ فترة ....
قررت بيني وبين نفسي أن مساعدة خارجية ستوفر بعض الوقت
ربما حدثت نفسي أني غير قادرة علي السير وحدي بعد الآن
بدون عراب أو حامل مشعل أو حتي نافخ للأتربة معه ملمع للزجاج
ولكنها كانت محاولة مُحبطة جداً
فقد عولت زيادة المتبقي بإضافة العامل المساعد
فأخذ هو مني المتبقي
ولأني كنت كبطارية مفرغة من الطاقة
أصابني الحزن جداً
ثم
وأما بعد
وكالعادة
فقد لاحظت أن هناك خطوات للأمام جلية أمامي
وأن وعيّ يستجيب لإرادتي ومحاولاتي السلحفائية
فالآن أواجه أكثر وأهرب أقل
لا بأس
اُحاول أكثر واصمت أقل
لا بأس
أنزل من بيتي أكثر
أتخيل أقل
أقف مع نفسي أكثر
أقف أمام نفسي أقل
أشاهد أكثر
اختفي أقل
أتجرأ أكثر
أخجل أقل
أعلم جيداً أن انتظار الصورة الكاملة عبث
أعلم أن العمر لم يعد يتحمل المزيد من حملات التوجيه والتوعية
أعلم أن سيناريو الترتيب المنطقي ربما لم يعد له وجود
أنا بعيدة عن العالم منذ فترة
حتي وإن لم يُلاحظ أحد
أنا أفهم وأَعَي ذلك جيداً
ولذلك مؤخرا قَبلت أن أقبل ....
أن اختبر
أن اتنحي عن كل مناصبي الداخلية
أن أكون مُربعة الأيدي من الداخل
أن أرفع كل الحظر
وأجعل الدخول بدون كلمة سر
منذ أيام وبالفعل
واجهت علي الأرض هذه الكلمات القوية التي هتفت بها داخلي وأمامي
فحاولت ألا تكون مرسلة
وكان ذهابي وإيابي بينها مثيراً للسخرية
وكان سكوني واضطرابي
و قِصر أنفاسي واختراقي
كأن بوابات حجرات قلبي الأربعة
فُتحت علي مصراعيها
لقد كانت من ضمن ارسالاتي
ألا أتوقف بالسؤال أو المراوغة
حتي لا أُعيد عصور استبدادي وظلامي
ألا اندهش
ألا أفتح نافذة للمنطق أو الإجتماع !
ألا أقارب من أزرار إرادتي
فكل الأوعية بالداخل يعلوها الريم
وملحوظتي التي أُسجلها هنا
أن هذا جعلني انقسم والتحم في متواليات لولبية
جعلتني كشريط كاسيت صوته متقطع
لا تستطيع معه منع الإنتباه
فأنا لم أتعود علي التعامل مع جسدي بهذه البوهيمية من قبل
لم أتركه لحظةً متسكعاً أو متشرداً أو حتي لاجئاً ...
هذا من أأتي عنده وأقف صارمة في تحدي ...
لم يكن للأمر علاقة بسطر في عقيدة أحد غيري
إنها كانت عقيدتي وحدي
أن جسدي لن أتركه منفصلاً عني وعن جميع اختياراتي
لن يكون مُجرد
مهما تَمرد
أنا أحفظ له تمرداً يُرضيه
كدست نفسي بين وساداتي
أحاول أن أفهم أو استرق السمع لباطني
قلتُ قبلاً أني عزلتُ نفسي عن الأسباب
وعن الدهشة وعن السؤال
ولكن في هذا
وجدتني من المفترض أن أقف علي بعض معلومات ضرورية
فأنا أريد أن ابني للمعلوم وليس للعشوائية
كنتُ أنظر له ولا أريد أن يري علامات التعجب والإستفهام
واختبئ منه في صدره ربما استوعب تسارع الاحداث
أُسجل لنفسي نَقاط في خانة الصواب
لقد سخر مني ونعتني بالطفلة ولا يعلم أني كُنت أمرق وأنا معه بين الشقوق في ظلام تام ..
كُنت أتلوي في مساحات ضيقة من الاستيعاب والانتزاع
حتي غلق فمي التام
لم يجعل جسدي يصمت عن الكلام
هذا وقبل أن أترك قلمي من يدي
اسألها وتسألني
هل عليّ كي أكون في حضرة أحدهم أن يحتضن معي كتابي من التاريخ والجغرافيا ليحمل يدي
ويتم العبور
فيُسْكب الحبر السري ويقرأ كُل ما دُفن بين السطور ....
من فضلك ..
واجهني معي
بقلم أ/ أسماء عوض