corner

مجلة الإنسان العدد الثاني - مايو 2019

هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي ، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، و إنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك. إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي ، حرية وشرف ، سعادة ووجدان الإنسان.

العدد الثاني مايو 2019

هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي ، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، و إنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك.
إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي ، حرية وشرف ، سعادة ووجدان الإنسان.

في هذا العدد

د. حسن حماد: إفتتاحية العدد.

الأنبا مكسموس: من العقاب إلى العلاج.

د. خيري فرجاني: مناهضة العنف الديني.

م. محمد العبد: ظاهرة العنف.

د. عبد الله شلبى: مناهضة العنف.

أ. حسن اسماعيل: هل كُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟

د. سامح الطنطاوى: دور الفن فى نبذ العنف والإرهاب.

الشاعر خالد النشوقاتي: الفرد والسلطه.

الفنانة هالة طوبار: الخروج للحرية.

د. محمد السيد: الطريق إلى العنف مفروش بالتعصب!

د. سامية عبد الرحمن: الفكر والحوار في مواجهة ثقافة الإرهاب.

م. منال محمد: لوحه وفنان.

د. نبيلة تاجر: مناهضة العنف ضد المرأة.

د. مرفت العماري: علاج العنف الدينى.

أ. ابتهال عبد الوهاب: التكيف ليس حلا .

م. منى توفيق: بذور العنف.

م. محمدالشناوي: سمات العقلية الخرافية.

د. بهي الدين: قبل محاربة العنف، هل الأزهر: "جامع" أم "جامعة"؟

د.سمير فاضل: كاتب وكتاب - لابد من مجاوزة السلفية .

ماريا: لوحات فنية .

إفتتاحية العدد

د حسن حماد
ﺩ ﺣﺴﻦ ﺣﻤﺎﺩ

              أعزائي القراء هذا هو العدد الثاني من مجلة الإنسان وقد خصصنا العدد الأول لموضوع الإرهاب الديني وآمل أن تكون المادة الصحفية التي قدمناها لكم قد حازت رضاكم وإعجابكم وهانحن نواصل إصداراتنا لنقدم لكم العدد الثاني حول مكافحة الإرهاب، ، ولقد حاولنا في العدد السابق أن نقدم تشخيصا لهذه الظاهرة التي باتت تهدد ليس أمن الوطن فحسب بل أمن العالم أجمع ، ولاشك أن التشخيص ، تشخيص الظاهرة هو خطوة علي طريق الحل .
              فإذا كان الإرهاب الديني هو إرهاب يستند إلي سلطة المقدس والتي تعني توظيف النصوص واستخدامها كمبرر لممارسة العنف في كافة أشكاله الرمزية واللفظية والمعنوية والجسدية، لذلك فإن مواجهة الإرهاب لا ينبغي أن تقف عند حدود المواجهة الأمنية فقط ولكن يجب ان نتصدي للإرهاب بالفكر وبالإبداع الثقافي.
              وهذه الأدوات تتطلب نوعية خاصة من المثقفين المقاتلين الذين لا يرضخون للمزايدات ولا للمهادنات ولا الحلول الوسط. مواجهة الإرهاب تقتضي مثقفا مقاتلا واستشهاديا ليس بالمعني الذي يستخدم به الجهاديون هذا اللفظ ولكن بمعني امتلاك صفتي العناد والجسارة وعدم اللجوء الي المواءمات التي تفقد المثقف أرضيته الصلبة.
              من المهم جدا أن يكون لدي كل مثقف الجرأة علي إعلان الحقيقة للجماهير وان نوضح لهم زيف عبارة أن الإرهاب بلا دين .
              لا أيها السادة إن الإرهاب له دينه وله فقهاؤه وله مرجعياته المقدسة. ومن هنا نبدأ ... نبدأ من فضح الأكاذيب وكشف الأوهام وتعرية كل مظاهر القبح في تاريخنا وفي ثقافتنا ثم نقوم بعد ذلك بتفكيك وهدم كل الأفكار و كل المسلمات التي يوظفها أنصار الإسلام السياسي في دعوتهم مثل حلم الخلافة والحاكمية لله والتكفير للمخالفين وامتلاك الحقيقة المطلقة او امتلاك اليقين...إلخ لا شك أن مقاومة الإرهاب ليست أمرا سهلا وتحتاج لوقت طويل وإلي تكاتف لجهود كل الشرفاء وكل من يتطلع إلي الحرية وكل من ينشد عالما يسوده الحرية والحب والسلام.

اﻟﺤﻮاﺭ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ

الانبا مكسيموس

اﻷﻧﺒﺎ ﻣﻜﺴﻴﻤﻮﺱ ﺣﻨﺎ | ﻳﻜﺘﺐ: من العقاب إلى العلاج.

              وصف برتراند رسل المسيحية بالعقيدة التي أدخلت العنف الي العالم ؛ وربما كان حادثا عنده هذا الخلط الحادث عند الكثيرين و الناتج عن طباعة العهدين القديم والجديد معاً في مجلد واحد هو الكتاب المقدس؛ لأن المسيحية تقوم علي الإيمان بالمسيح الذي قدمه الإنجيل! ومسألة ضم العهدين في مجلد واحد حدثت تاريخيا بعد إختراع الطباعة ؛ وإذا صححنا المعلومة لبرتراند رسل فلن نستطيع فعلياً إنكار أن التدين علي منهاج الشريعة حول العنف من كونه صراعا عدائيا بين الأفراد أوالشعوب؛ الي كونه قانونا للحياة والمجتمع من خلال فكرة الشريعة والعقاب وصيرورة العنف العقابي آداة وحيده لتطبيق الشريعة والحفاظ علي المجتمع والإيمان والدولة! فضلا عن ما يستتبع هذا المنهج العنفوي الديني من إهدار لكرامة وحقوق الانسان المخطيء و دمه إذا اقتضت العقوبة قتله.
              أيضا من المفزع حقا أن موروث العنف الديني طفح علي البشرية لأجيال كثيرة وصار مطبقا في الحياة الاجتماعيه والأسريه. وأيضا في تربية الابناء! فبناء علي آلية الجريمة والعقاب التي رسختها الشريعة في المجتمع المتدين ؛ صار الخطأ سببا كافياً ومشروعاً لمواجهته بالعنف الأمر الذي أثمر أشكال العدوان علي المرأه والطفل من قصص تدمي القلوب لمآسي حدثت لأطفال وزوجات وباقي معايير التربية في البيت والمدرسة.
              المأساة هنا أن من يدرس الشريعه بتأمل لا يجد مساحة للعلاج أو التوبة والتعليم والتقويم والتأهيل أو المساعدة علي التغيير قبل توقيع العقوبة التي تصل أحيانا الي حد الإعدام، وكل هذا العنف باسم الله والشريعه والإيمان والتقوي.
              ومن هنا يبدأ الحل وهو تحول ثقافي ،فكري،مجتمعي ، وديني من أسلوب الجريمة والعقاب الي فكر التنوير والتعليم والتثقيف والعلاج والتدريب قبل اللجوء الي العنف العقابي كحل فاشل لمشكلات الانسان.

image

اﻟﺤﻮاﺭ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ

د خيري فرجاني

ﺩ ﺧﻴﺮﻱ ﻓﺮﺟﺎﻧﻲ | ﻳﻜﺘﺐ: مناهضة العنف الديني

              ﻻيمكن الحديث عن مناهضة أي ظاهرة سلبية في مجتمع ما ، دون البحث أوﻻ.. عن أسباب هذه الظاهرة ، وظاهرة العنف الديني ليست ظاهرة حديثة ، وإنما هي ظاهرة قديمة لكنها تتطور بتطور المجتمعات ، ومما لا شك فيه أن مجتمعاتنا العربية واﻹسلامية اصبحت بيئة حاضنة وصالحة ﻹنتاج وتفريخ العنف واﻹرهاب بشتى صوره ، وذلك نتيجة طبيعية لما تمر به هذه المجتمعات من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ، فضلا عن التراجع الثقافي والحضاري ، كل هذا خلف صراعات دموية ومفاهيم رجعية تحاول أن تعود بنا إلى العصور الوسطى.. نحن نعيش واقع مأزوم ﻷننا مجتمعات مستهلكة غير منتجة، مستهلكة لكل شئ حتى المعرفة، نحن في واقع الأمر لا نقدم شئ للحضارة اﻹنسانية المعاصرة سوى أفكار رجعية ونظرة ماضوية واستعلاء واستعداء (غير مبرر) تجاه اﻷفراد والمجتمعات المختلفة. فارق كبير بين من يصنع الحضارة وينتجها ، وبين من يستهلك الحضارة دون أن يساهم في إنتاجها. والواقع الذي لا مجال للهروب منه أننا نعيش على هامش الحضارة، خارج إطار المنظومة الحضارية المعاصرة ، وإن شئت قل خارج إطار التاريخ.
              هذا الانعزال والانزواء لم يكن وليد اللحظة ، وإنما هو نتيجة قرون عدة من العزلة والانزواء على الذات واﻹنكفاء على الماضي وغلق باب الاجتهاد . والسؤال الحاكم هنا.. لمن ينادون بما يسمى أستاذية العالم - على حد زعمهم - ماذا قدمتم للعالم حتى تطالبوا بسيادة هذا العالم . قدمتم آيات الله الكريمة بفهم مغلوط ، فالعاقل هو من يتبرأ من جرمه أما أنتم فقد أقررتم بجريمتكم التي صدرتموها للعالم باسم اﻹسلام ، ماذا ينتظر العالم منكم بعد أن يعلن أحد قادتكم المدعو عبد الله عزام قائد فصائل الإخوان المسلمين في افغانستان في أحد خطبه المتداولة على مواقع التواصل اﻻجتماعي يقول مفسرا اﻵية الكريمة (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة... ترهبون به عدو الله.. اﻵية) نحن إرهابيون واﻹرهاب فريضة في كتاب الله ، وكل مسلم إرهابي.. وإننا مرعبون والرعب فريضة ورسول الله أول مرعب .. مشيرا للحديث النبوي نصرت بالرعب مسيرة شهر .. نحن غلاظ متوحشون وكلما توحشنا اقتربنا من الصراط المستقيم.. وقتال النصارى واليهود فريضة في دين الله ، ويشير إلى الآية الكريمة (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر... حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فيجب ان يدفع الجزية وهو منحني الرأس ولا يجوز أن يدفعها وهو واقف.انتهى.
              والسؤال الحاكم هنا.. كيف يمكن مناهضة العنف ونحن نرى أمثال هذا وأتباعه وأذنابه من جماعات أصولية وسلفية وجهاديه وتكفيرية يكتسبون الشرعية في مجتمعاتنا المعاصرة ويمثلون داخل المجالس النيابية والنقابات المهنية ، ويتصدرون المشهد السياسي واﻹعلامي ويشاركون في وضع الدساتير وسن القوانين ، ولهم منابرهم وقنواتهم ويتم استضافتهم في مختلف البرامج ليبثوا سمومهم وأفكارهم وفتاويهم الشاذة التي تمثل اقصى درجات الهوس الجنسي من نكاح الموتى ونكاح الصغيرات وإرضاع الكبير ، وأخيرا ما ينسبوه إلى النبي بهتانا وزورا قوله (جئتكم بالذبح.. أنا الضحوك القتال..جعل رزقي تحت ظل رمحي) أي صورة يصدرها هؤﻻء عن اﻹسلام وهو دين السماحة ، وعن النبي وهو نبي الرحمة.. وما أرسلناك إﻻ رحمة للعالمين.



م. محمد العبد

م. محمد العبد | ﻳﻜﺘﺐ: ظاهرة العنف.

              تمارس جميع طوائف الشعب المصري العنف تجاه بعضها البعض، سواء كان هذا العنف إرهابا أو تنمرا أو عنفا معنويا و عنصرية و طبقية..... و تتم مارسة كل هذا العنف إنتصارا لدين و عقيدة كل طائفة أو مذهب، بالمخالفه للحقيقة و لأوامر الأديان و نواهيها. أعمال الإرهاب ضد الكنائس لا تقل خطورة –في رأيي- عن تنمر أطفال المسلمين على أقرانهم المسيحيين، ولا عن عنصرية أهل شمال مصر على أهل الجنوب ولا عن رفض الأرثوذكس الحاد للبروتستانت ولا عن وصف أبناء المحافظه الفلانيه بالبخل أو المحافظه الأخرى بالغباء، إلخ.
              و قبل أن نناقش –في مقالات قادمة- طرق وقف العنف، دعونا نطوف بالدينين الرئيسيين في مصر لنرى بم أمرا في هذه الأطر.... و نبدأ بدين الأغلبيه العدديه، الإسلام.
              يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ الممتحنة: فرب الإسلام و رب العالمين لا ينهى المسلمين عن أي شخص أو مجموعه من الناس أن نبرهم و نقسط إليهم.... و زادنا رب العالمين بالبشرى أنه سبحانه يحب المقسطين.... فإن أقسطنا إليهم كنا ممن يحبهم الله!
              و يقول سبحانه في محكم التنزيل: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ العنكبوت: 46 .... طيب إن كان الأمر صادر لنا بألا نجادلهم إلا بالحسنى، فكيف تكون معايشتهم؟؟؟ أبالحسنى أم بالذبح؟؟؟؟ و لننظر إلى عمل رسولنا و قدوتنا عليه أفضل الصلوات و التسليم.... سمى أهل الكتاب أهل الذمة، لأنهم أهل ذمة رسول الله، ثم جاء في الحديث : (مَن آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومَن كنت خصمه خصمته يوم القيامة ) وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن قتل رجلًا من أهل الذمة، لم يجد ريح الجنة) رواه الإمام أحمد و رواه النسائي بسند صحيح. مما سبق نرى أن الإساءة لأهل الكتاب و إيذائهم عصيان لأوامر الله و رسوله.... و نكمل في المقال القادم إن شاء الله.

اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

د عبد الله شلبي

د عبد الله شلبي | يكتب: مناهضة العنف.

              إرتهن تطور الحضارة الانسانية ،ابتداءا، بقدرة البشر على مواجهة العنف ، وتجفيف منابعه ، وتقليص آثاره إلى أدنى الحدود الممكنة ومن ثم تنظيم مجتمعاتهم وفق أساليب ووسائل غير عنيفة . واليوم يعد العمل على مناهضة العنف وكف قدراته ومحاصرته هاجسا يؤرق كل المجتمعات المعاصرة وعلى اختلاف مستويات تطورها ، وباعتبار أن هذا العمل يعتبر منطلقا استراتيجيا في اتجاه بناء السلام والأمن وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية. إلا أن مواجهة العنف لا يمكنها بحال أن تأتي عبر القرارات النافذة ، والقوانين الضاربة ذلك أن العنف لا يواجه بعنف مثله ، وإنما يتم مواجهته بإعادة بناء أنساق القيم الحاكمة والموجهة للبشر والتي تحقق إعادة النبل إلى طبيعتهم الإنسانية المتحضرة والمناهضة للعنف وبحيث يكون رفض العنف ونبذه نابعا من داخل الافراد أنفسهم في المقام الاول .
              ويقتضي هذا الأمر أن يتوافر لدى هؤلاء الأفراد إيمانا صادقا برفض العنف وبمختلف تجلياته ومصادره ، ويتشكل هذا الإيمان ويترسخ في وجدانياتهم عبر عمليات التأصيل لكل القيم الدينية والإنسانية النبيلة المناهضة للعنف إجمالا، كما يتطلب وبنفس القدر من الأهمية تحديد طبيعة ونطاق العنف الذي ستتم مواجهته ومناهضته ، أو الكشف عن النتائج المترتبة على التعرض لهذا العنف بكل أنماطه ودرجاته. تفرض أيضا ضرورة تحديد الأسباب المسؤولة والعوامل المرتبطة التي تعمل على انبعاث العنف ويكون بمقدورها زيادة أو تقليل خطر حدوثه ، وبيان العوامل التي يكون التدخل فيها ضروري ا لتعديل سلوكيات أعضاء المجتمع . وفي هذا السياق تطرح الاستراتيجيات والخطط والبرامج والتدابير والإجراءات الفعالة وذات الجدوى لمناهضة العنف وتقليل معدلاته أو خفضها .
              ويكشف استقراء التراث النظري والعملي المتراكم بشأن مناهضة العنف ، أن مناهضة العنف تمثل حقلا بحثيا جديدا منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين المنصرم ، كما يمثل في الوقت ذاته حقلا ناشئا في مجال الصحة العامة للمجتمع والتي تهدف إلى الحد من العنف وتخفيف آثاره ، وكان ذلك مردودا إلى ما يشهده العالم في السنوات الأخيرة من تصاعد في وتيرة وأعمال العنف داخل كل المجتمعات الإنسانية المعاصرة ، وبين هذه المجتمعات بعضها البعض وإلى حد أن أصبحت ظواهر العنف من أهم سمات العصر الراهن ، وإلى الحد الذي يدفع إلى تسميته ، ودون مبالغة ، بأنه "عصر العنف" ،
              لقد أصبح العنف سمة من السمات البارزة لعصرنا ، فهو يحاصر البشر من كل اتجاه ، ويكاد يشكل طابعاً غالباً لا يمكن تجاهله بحال ، فنحن نراه ماثلاً أمام أعيننا يومياً فيما تبثه وتقدمه وسائل الإعلام المتنوعة ، وفي المقدمة منها الإعلام الفضائي ، من مواد إعلامية متنوعة تحمل في طياتها كلمات وتعبيرات "العنف" ، "وأحداث العنف" ،"وظواهر العنف" ، "ووقائع القتل والتدمير والتخريب والتفجير" ، "والجماعات الإرهابية" ... ، وهي الكلمات والتعبيرات الأكثر تداولاً ، ووصل الأمر إلى حد أن "القتل" صار لعبة يلهو بها الأطفال عبر الألعاب الإلكترونية الشائعة. بل إن الأمر بلغ حداً في بعض المجتمعات جعل الناس يتوقعون العنف على قارعة الطريق . لقد ملأ العنف دُنيا الناس وشغلهم ، وسيطر على اهتماماتهم ، واقتحم بيوتهم ومؤسساتهم .
              وتتنوع وتتباين مظاهر العنف وأنماطه ، فضلاً عن أسبابه ، بداية من الانتحار واعتداء الإنسان على حقه في الحياة ، والحروب واسعة النطاق ، والحروب المحدودة ،وإساءة معاملة الأطفال ، وعنف الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين (10 ـ 29) عاماً والتي تتراوح ما بين البلطجة ، والقتل مروراً بالاعتداءات الجنسية والجسدية ، والعنف المدرسي ، والعنف في أماكن العمل ، وعنف الجماهير في الأندية الرياضية ، أو العنف الأسري المتبادل ، والعنف الجنسي ، وإساءة معاملة المسنين ، واستهداف جماعات بشرية بعينها ، لاعتبارات دينية ومذهبية وعرقية، بالتصفية الجسدية و التفجيرات و الاغتيالات ، ومحاولات القتل وإطلاق النار من الأسلحة النارية داخل المدارس والجامعات وأماكن العمل ، وعنف الحياة الاجتماعية اليومية ، والجرائم الجنائية ، والأعمال الإجرامية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية والتي يتجلى فيها وبصورة كبيرة مدى القسوة والوحشية والرغبة في الانتقام التي وصل إليها البعض ممن يدعون أنهم إخواننا في الدين ، أو الوطن ، أو الإنسانية التي استباحوها بجرائم عنفهم . لقد صار العنف في المجتمعات المعاصرة إحدى المشكلات التي انتشرت في الكثير منها سواء كانت مجتمعات متقدمة أم نامية، ويتفاوت حجم هذه المشكلة من مجتمع إلى آخر تبعًا لثقافة وخصوصية هذا المجتمع أو ذاك ، بحكم أنساقه القانونية أو الشرعية الحاكمة داخله.
             

              وتتناثر وقائع وأحداث العنف على الساحات العالمية والإقليمية والدولية الأمر الذي يقرر واقع أن العنف أصبح يحيط بنا من كل اتجاه وجانب؛ فعلى الصعيد العالمي تشير المؤشرات الإحصائية الصادرة من قبل منظمة الصحة العالمية على شبكة المعلومات الدولية إلى أن أعمال العنف قد أسفرت عن مقتل ما يقرب من (1,13) مليون نسمة في عام (1990م) ، ثم يرتفع هذا العدد في عام (2013) ليصل ما يقرب من (1,28) مليون نسمة .كما سجلت في عام (2013) ذاته ما يقرب من (842000) حالة انتحار ، و(45000) قتيلاً نتيجة لوقائع العنف بين الأشخاص ، و(31000) ضحايا للعنف الجماعي أو الحروب . كما تشير الإحصائيات أيضاً إلى أنه من بين كل (1000) نسمة في أفريقيا يموت منهم ما يقرب من (61) فرداً بسبب العنف سنوياً (تقارير منظمة الصحة العالمية 2014 ) .
              وتشير التقديرات العالمية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أيضاً ، أن العنف يكبد الدول خسائر مادية ضخمة، فالإصابات التي تنجم عنه تكلف الدول ما لا يقل عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة للمعاناة الجسدية والنفسية المريرة، أيضًا جاء في التقرير الذي صدر بمناسبة اختتام مؤتمر فيينا لمكافحة العنف أن نحو( 1.6 ) مليون شخص يموتون سنويًا بسبب إصابات ناجمة عن العنف، كما يشير التقرير إلى أن العنف يعد من أكثر العوامل المسببة للوفيات في الفئة العمرية ما بين ( 15: 44 )عامًا، كما أوضح التكاليف المادية لمعالجة آثار العنف لدي عدد من الدول، حيث أقر أن السلفادور تنفق (4.3% ) من ناتجها الإجمالي القومي على التكاليف الطبية المرتبطة بالعنف، بينما تنفق البرازيل( 1.9% ) وبيرو( 1.5%، ) أما في الدول الصناعية فالتكلفة مرتفعة للغاية فأستراليا مثلًا تتكبد خسائر مالية لا تقل عن ( 837 ) مليون دولار سنويًا، أما في الولايات المتحدة فتبلغ الخسارة ( 94 ) مليار دولار سنويًا. (تقارير منظمة الصحة العالمية: دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية حول الخسائر المادية للعنف 2004، مركز أنباء الأمم المتحدة) كما أن واحدة من كل (3) نساء في العالم أي ما يقترب من (35%) من النساء في أنحاء العالم كافة يتعرضن في حياتهن للعنف على يد شركائهن ، وأن هناك ، وعلى الصعيد العالمي ، نسبة تصل إلى (38% ) من جرائم قتل النساء يرتكبها شركاء حميمون (منظمة الصحة العالمية ، نوفمبر 2016م) . كما تشير دراسات من عدة بلدان في جميع مناطق العالم أن ما يتراوح بين (80% ) إلى (90% ) من الأطفال يعانون من العقوبات البدنية في منازلهم ، مع معاناة الثلث منهم أو أكثر من العقوبة البدنية القاسية الناتجة عن استخدام أدوات بعينها لإنزال العقوبة والإيذاء البدني (الجمعية العامة للأمم المتحدة ، تقرير حقوق الأطفال وحمايتها ، أغسطس 2006م)
              ومن ناحية أخرى ، فإن ثمة مؤشرات دالة على ارتفاع حجم الجرائم العنيفة ، خاصة جرائم القتل ، وقد بلغ معدل القتل ذروته في المجتمع الأمريكي حيث كشفت بيانات مقارنة بين (15) دولة عن أن معدل القتل بين الشباب (وهو معدل يتم حسابه من خلال عدد القتلى لكل ألف من السكان في الفئة العمرية من 15 إلى 24 سنة) ، قد وصل إلى 22 قتيلاً تقريباً ، تليها أسكوتلندا بمعدل (5) قتلى ، ثم إسرائيل بمعدل (4) قتلى تقريباً ، ثم النرويج بمعدل (3) قتلى تقريباً ، وتأتي اليابان في ذيل القائمة بمعدل قتيل واحد تقريباً لكل ألف نسمة في هذه الفئة العمرية .
              وعلى الصعيد الإقليمي ، يجتاح العالم العربي وعلى امتداد الفترة من بداية العقد الأخير من القرن الماضي إلى يومنا هذا ، موجات عنف متتالية ومدمرة تهز، وبعنف بالغ ، أمن المجتمعات العربية كافة ، وتزعزع استقرارها ، وتنذر بتفتتها على أسس دينية ، ومذهبية ، وعرقية . وعلى صعيد المجتمع السعودي ، يمكن ملاحظة تزايد ملحوظ في نسب العنف تدعو إلى القلق والى المزيد من الانتباه والجدية في التعامل معها، وهو عنف يمس جميع الشرائح الاجتماعية من المواطنين والمقيمين على حد سواء ، ولأسباب متنوعة ومتباينة ، وإلى الحد الذي صار معه هذا العنف ، وسيلة البعض من أعضاء المجتمع لحل مشكلاتهم في الحياة اليومية. وذلك لأن هذا البعض لم يتعلم منذ بدايات حياته وتنشئته الأولى كيف يحل مشكلاته بسبل أخرى غير العنف بكل أنماطه ومستويات وجوده . وشاهد على ما تقدم ، ما تذكره تقارير الهيئات والمنظمات المصرية الحكومية والأهلية المعنية بحقوق الإنسان من تصاعد لمعدلات العنف في المجتمع المصري.
              ما الذي تشير إليه هذه البيانات والإحصائيات في مجموعها ؟ إنها تشير أولاً ، إلى أن العنف لا ينتمي بحال لحضارة بعينها ، أو دين ، أو مذهب ، أو لغة ، أو عرق ، أو جماعة إنسانية محددة ، وإنما هي ظاهرة عالمية ، وكونية ، وأن أخطارها صارت تحيط بالدول والشعوب كافة ؛ وهو أمر يطرح ضرورة التصدي لها والعمل على نشر ثقافة اللاعنف ومناهضة العنف وهي في جملتها مهام لا تقتصر على مجموعة معينة ، أو فرد ، أو دولة أو عرق بعينه ، وإنما تقع مهمة مناهضة العنف والتصدي له على عاتق المجموع الإنساني والمجتمع الكوني بكامله.
              وهذه المؤشرات بدورها ، هي مؤشرات دالة على انتشار العنف واتساع نطاقه في المجتمع وتحوله إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية ، كما أنها تشير إلى أننا بصدد واقع اجتماعي يشيعُ فيه العنف بكل أنماطه ومصاحباتها ولوازمها ، عنف أسري ، عنف مدرسي ، عنف الحياة اليومية ، تطرف ، إرهاب ، تعصب ، عدوان . وهي تشير أيضاً إلى حجم الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن هذا العنف ، وهي مؤشرات في جملتها تقرر أن العنف صار عقبة أمام بناء السلم المجتمعي ، والمجتمع الآمن المتصالح ، وهو واقع يطرح ضرورة تكاتف المجتمع وتكافله ومشاركة جميع مؤسساته المعنية ، وفي المقدمة منها مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، لمواجهة هذا العنف بكل صوره والحد من انتشاره وتجفيف منابعه ومصادره ، وتقليص آثاره إلى الحدود الدنيا ، وتشير العديد من المصادر إلى أن العمل على مناهضة العنف ومواجهة مصادر قوته قد أصبح مطلبا ضروريا لكل المجتمعات التي تسعى إلى الأمن والاستقرار والتقدم .
              وفي تقديري، أن مناهضة العنف تمثل نوعاً من الوقاية الاجتماعية القبلية في المقام الأول . وقاية تعمل على أن يبقي البشر الأسوياء على حالة السواء بإكسابهم المناعة والمصل الواقي ضد العنف وعلى المستويات الفكرية والثقافية والقيمية ، مع الاجتهاد للكشف عن الميول والنوازع العدوانية التي تدفع إلى السلوك العنيف ومعالجتها وتحييدها من خلال استراتيجيات ، وخطط ، وبرامج ، وتدابير ، ووسائل اجتماعية وثقافية متنوعة قبل ظهورها في شخصياتهم ومسار حياتهم . وتؤكد هذه في مجموعها على قيم مغايرة للقيم العنفية الحاضرة ، قيم تؤكد على السلام ، ونبذ العنف ، والتسامح ، واحترام الآخر المختلف ، واحترام القانون ، والطيبة ، والصبر ، والنظام ، والحوار ، والعقلانية... ، وغيرها من القيم المطلوب ترسيخها وإشاعتها لتصبح إطاراً موجهاً لسلوكهم وتصرفاتهم . فضلاً عن مواجهة العوامل والظروف والشروط الاجتماعية المؤدية أو المساعدة على ظهور شخصيات تتسم بالعنف في سلوكها وتصرفاتها ، مع تشكيل وتطوير إرادة مجتمعية فعالة مضادة للعنف ومناهضة له على المستويات الفردية والاجتماعية.
              وفي هذا السياق تطرحُ قضية مناهضة العنف باعتبارها فريضة اجتماعية وثقافية واجبة في مواجهة العنف بكل صوره ومستويات وجوده في المجتمع ، وهي محاولة لأجل ترسيخ وإشاعة القيم المناهضة للعنف أملاً في أن تتحول هذه القيم لتصبح إطاراً ضابطاً وموجهاً لحركة المجتمع ، ولإيقاع الحياة الاجتماعية اليومية داخله.

نصوص إبداعية

image


حسن إسماعيل

الأستاذ حسن إسماعيل | يكتب:
     هل كُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟

في العصور المظلمة
كانت الكنيسة الغربية تسيطر وتحتكر الحقيقة والسلطة والمال
كانت تحمل كل الإجابات لكل الأسئلة
الدنيوية منها والآخروية
العلمية والخرافية
التاريخية منها والفلسفية
كانت تجيب في كل الاختصاصات بفتاوى متكبرة بلا أدنى بحث متخصص وبلا أدنى شعور بالذنب
كانت تغتال مئات الأسئلة كل يوم بدم ديني بارد
بإجابات مزيفة مطلقة معصومة لا يأتيها الباطل .. وطبعا لم يأتيها الصواب
حاولت أن تمسك كل خيوط المسرح الأرضي وتحركه لمصالحها من الكواليس الضبابية
تحركه بالترغيب مرة وبالترهيب مرات ومرات
فالشهوة يمكن أن تجذبك والخوف دائما يسجنك
كانت تخاف من العلم والعلماء لأنهم يحمون الأسئلة
ولا يقبلون بإغتيالها بإجابات ساذجة غير مثبتة
يحترمون أنفسهم وعقولهم فيحترمون السؤال ويحترمون الإجابة
ما الفائدة لو ربحت الإجابة الزائفة وخسرت السؤال الحقيقي
ستظل صفري التطور وصفري الوجود
ستصبح ظاهرة صوتية فقط
وكم هائل من الإفيهات
وستزيد العالم فسادا وقبحا وتوحشا
لأنك تدعي أن الله خلق كل الكون العظيم هذا وخلق الإنسان صاحب العقل المعقد هذا وبعد كل هذا .. تغتال السؤال
وتصنع له إجابة بلا بحث
إجابة هي العربة لتضعها أمام حصان السؤال
فتتعرقل مسيرتك وتخرج من ماراثون الحضارة الإنسانية فتعود إلى ماضيك لتحتمي من طوفان العلم والأنسنة والتطور والفن والتحضر
لتعود بدائي وحشي لا تحمل للعالم غير حجارة الرجم وصفارة إنذار تسبق يوم القيامة التي تصنعها يوميا بتفخيخك للحياة
عصور مظلمة كانت أكبر عائق في وجه قطار البحث العلمي
فتأخرت البشرية قرونا
كان هذا في الغرب قديما
والآن نعيده بأبجدية مختلفة
بسور وسجن وعقال مختلف
بصحراوية تأكل الأخضر واليابس بضمير صالح
هل نتوقف
هل ننتبه
هل نحذر
من اغتيال السؤال بدم ديني بارد
فنسقط في فخ الهاوية التي هي أضيق من عنق الزجاجة والشلموه
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
والله الموفق والمستعان
- سلام يا جدع –



د. سامح الطنطاوى

د. سامح الطنطاوى | يكتب: دور الفن فى نبذ العنف والإرهاب.

              الإرهاب والعنف عدوان للحياة وللفن وللحضارة الإنسانية, كما أنهما فى نفس اللحظة عدوان لنفسهما أيضًا، وما أصاب الإرهاب عقل وجسد ثقافة إلا وقضي علي سائر تجلياتها الإنسانية، وأصبحت موبوءة بالكثير من الأمراض الفكربة والجسدية التي تقضي عليها، وهنا يأتى دور الفن فى الأمم المتحضرة من أجل بناء إنسان واعى بقيمة الحياة ولديه رغبة قوية فى أن يعيش حياة إنسانية.
              إن للفن دوراً مهمًا فى إذابة العنف والإرهاب الذى نعانى منه على كافة الأصعدة، وهذا هو ما حاولت الفيلسوف "الايطالية المنشأ الأمريكية الجنسية" "جيوفانا بورادورى" "Giovanna Borradori" (ميلانو 1963- ) )أستاذة الفلسفة الأوروبية وعلم الجمال في جامعة فاسار الأمريكية) تأكيده من خلال كتابها المهم والذى ترجم إلى العديد من اللغات "الفلسفة فى زمن الإرهاب" عام (2003) الذى ترى فيه أن دور فلسفة الفن اليوم مهم للغاية فى إتساع لغة الحوار والتسامح الدينى، وبناءً على ذلك تنادى بما يسمى بفكرة "المواطنة العالمية"، التى لا ترتبط بدولة عظمى واحدة تفرض سيادتها على العالم أجمع, ولتحقيق ذلك يجب الاستمرار فى المطالبة بقيم الديمقراطية ونبذ العنف والإرهاب، وترى "بورادورى" أنه بداية من أحداث سبتمبر 2001 زادت قوى الإرهاب فى العالم بأشكاله المختلفة، والتى إنعكست بشكل سلبى على تراجع قيم الديمقراطية والإحساس بالمواطنة العالمية.
              لقد اعتاد فلاسفة الفن أن يكتبوا عن جماليات الإبداع وعبقرية الفنان على مر العصور, ولكن فى هذا العصر تم إضافة مهمة كبيرة على عاتقهم فى ظل التحولات التى يمر بها العالم اليوم من صراعات وعنف أدت إلى أن العالم يعيش الإرهاب بكل تفاصيلة وبأشكال وممارسات متعددة أن يقدم للعالم تأويل وتحليل يجسد فيه مدى بشاعة وقبح الإرهاب, من هنا فالفنان سينتقل من تقديره للفن "بوصفه فن" إلى بعد أخر وهو النظر لدور الفن من منطلق دوره تجاه وطننا ومجتمعنا, وهنا من الضروى أن يكون فيلسوف ورجل الفن لديهما من الحماس والأمل فى كتابة أعمال هدفها توعية المجتمع بأهمية قيم عديدة مثل الإنسانية , حب الحياة, الأمل, المواطنة, السلام, الاهتمام, الاستمتاع ...الخ.



الشاعر خالد النشوقاتي

الشاعر خاد النشوقاتي | يكتب: الفرد والسلطه .

              نحن شعوب تعشق السلطه،ونتمسك بيه،ولا نستطيع الاستغناء،عنها بسهوله. فالام تتمسك بالخرافه،كسلطه في مواجهة تربية ابناءها،مين فينا ما نامش بدري علشان خايف من ابو رجل مسلوخه،او اسمع الكلام احسن اجيبلك العسكري. هيه بتستخدم العفاريت والعسكري، لإحكام السيطره علي ابناءها،فيسمعوا كلامها بديلا عن الحوار والاقناع.
              كلنا مش حا ننسي، اللجان الشعبيه في الشوارع،وازاي اطفال مارسوا علينا سلطتهم الغاشمه،بطريقه فجه،برغم انهم ثاروا في ٢٥ يناير وكسروا الداخليه،اعتراضا علي ممارستهم، فمارسوها بشكل قبيح،ويثير السخريه،وكلنا عندنا من المواقف والبراهين الكثير،احنا بنمارس السلطه الغاشمه علي بعض،من منا لم يسأل من صاحبه،انت بتصلي،او انت صايم،طول الوقت نمارس السلطه،بدون حدود. حتي احنا الاباء،كثيرا ما نستخدم سلطتنا كأباء، علي اولادنا دون الحوار. مافيش حد فينا،ما شافش في الشوارع والطرق،راجل مختل يمارس السلطه،بعصايه او صفاره في تنظيم المرور.
              اذن الدين والخرافه والعصايه والصفاره،ما هي الا ادوات لممارسة السلطه. كذلك رجال الدين،كلما كان الترهيب شديد،كانت السيطره،ولانك بتخاف من المجهول،فتروح تسأله،وهو ما بيبسطح الموضوع،بل بيزيده تعقيد،لكي يمارس سلطته في طاعتك ورضوخك،وبكده من السهل،املائك بكل ما يعتقد. حتي رئيسك في العمل،يمارس سلطته بما يملك من جزاءات،ليفرض الطاعه الكامله عليك. لا تخلو حياتنا،من مشاهد سلطويه غاشمه، تخلق من الفرد،شخص فاقد الثقه بنفسه،جاهز للسيطره عليه، واملائه بما يريد من يملك السلطه، فلم يعد للعقل والتفكير، مكان بيننا. انت مشاهد، وبالكتير مستمع،يعني مش مشارك، ورأيك بلا قيمه،بيحكمنا قيم القطيع.
              ينادي واحد في قريه،ويقول احنا حا نسيب النصاري يبنوا كنيسه في بلدنا، ده ما نبقاش رجاله،ويقوموا فعلا وراه ويكسروا الكنيسه،بدون عقل بدون تفكير،لانه اتعود يسمع ويطيع،ما اتعودش يفكر،وزي ما بيقولوا السلطه المطلقه،مفسدة مطلقه. الخرافه سلطه،الدين سلطه،العصايه سلطه،الصفاره سلطه،ادوات من الصعب الاستغناء عنها،من الافراد، فما بالك بالانظمه.
              في حد فينا مش متأكد،ان الارض كرويه،لكن لامؤاخذه الشيخ ابن باز وهو كفيف،يقول ان الارض مسطحه،ممارسا سلطته الدينيه،او ان الكعبه هي مركز العالم،ومن المعروف،ان اي نقطه تقع علي الكره هي مركز،فمركز الكره في عمق قلبها !!. عندما فكر احد رجال الدين اخيرا،وقال ان الجنه ليست حسيه،اي ليس بها تلك الممارسات مع حور العين،تخيل معايا لو التفسير ده حصل من زمان،ما كانش بقي عندنا شباب،في عمر الزهور بيفجروا انفسهم،طمعا في حور العين ،اللي بالآف،حتي ان واحد منهم فجَّر نفسه،بس كان مغطي عضوه الذكري بحديد. حتي دكتور الازهر،لكي يؤكد سلطته وطاعته،امر الطلبه بأن يخلعوا سراويلهم، لتفتضع عوراتهم طمعا في النجاح.
الازمه كبيره، فيجي السؤال،مين فين ممكن يستغني عن ادواته السلطويه، ليتحرر هذا المجتمع، ويخطو للامام.

رسالة الفن

الفنانة هالة طوبار
الفنانة التشكيلية هالة طوبار لوحة "الخروج للحرية "

              حالة استشراق لوعي كان مفقودا علي مر الزمان. الضوء الداخلي الذي يسطع ثم يشع وينبعث من الروح إلي الجسد مطلقا هذا الجسد ف اتجاه الافق في اتجاه ضوء الشمس بكل حراره الحياة خارجا من بين أشجار الغابه منطلقا من أعماق المحيط بكل زرقة مياهه وركودها الي أعلي فى اتجاه سماء الحرية والبصيرة مسقطا كل الاقنعة العجوز ومحطمها بطلي هنا هو جسد المرأه بكل أنوثتها الصارخة والتي هي متحف للتابوهات القديمة فهو البطل هنا المنتصر المحقق لحالة الادراك والمنطلق كينبوع تفجر ليحتضن ضوء الحياة فى الأفق الممتد .
العمل انتاج. ٢٠١٤



العمل ٢متر في ٨٠

image


د. محمد السيد
د. محمد السيد | يكتب :الطريق إلى العنف مفروش بالتعصب!

              ترتبط الاتجاهات السلبية نحو الأقليات بفكرة الوصم stigmatization والذي يعد –في جوهره- تحد لإنسانية الفرد سواء أكان موصوماً stigmatized أم واصماً stigmatizer. فالشخص الموصوم هو شخص هويته الاجتماعية أو انتمائه لفئة اجتماعية ما تدعو إلى التساؤل عن كامل تمتعه بإنسانيته؛ حيث يصبح هذا الشخص قليل القيمة، أو معيب في عيون آخرين". ومن منظور الواصم فإن الوصم يتضمن تجريد من الصفات الإنسانية، وتهديد، وبغض شديد، وأحياناً تجريد الآخرين من شخصياتهم ووضعها في قوالب نمطية كاريكاتيرية. ولذلك فإن الوصم يمثل خسارة على المستوى الشخصي، وعلى مستوى العلاقات بين الأشخاص، وعلى المستوى الاجتماعي. وتعد القولبة النمطية stereotyping، والتعصب prejudice الأساس الذي يتم من خلاله وصم الآخرين، والتي ينظر إليها كانعكاس لمجموعة واضحة من خصائص الشخصية (التسلطية authoritarianism، والتعصب العرقي ethnocentrism، ... وغيرها)، ومن ثم يمكن النظر إلى الوصم كمشكلة موجودة في أفراد محددين. فبالإضافة إلى اعتبار أن التعصب هو انعكاس لسمات شخصية راسخة بعمق في بنية الشخصية، نتيجة لصراعات نفسية لا شعورية، يري علماء النفس الاجتماعي أن تعميم الوصمة الاجتماعية، ربما يكون لها قيمة وظيفية للشخص الواصم أو للجماعة أو للمجتمع الذي ينتمي إليه، أو لكل ما سبق. إن وصم الآخرين يمكن أن يخدم وظائف عديدة للفرد، والتي قد تتضمن زيادة تقديره لذاته، وزيادة التحكم في الآخرين، وتخفيف حدة القلق. فالوصم يمكن أن يؤدي إلى زيادة تقدير الفرد لذاته من خلال عملية المقارنة غير المتكافئة بينه وبين آخرين. وعلى العكس من ذلك يرى البعض أن وصم الآخرين يستثير القلق، ويستثير أيضاً مشاعر التهديد لدى الواصمين. فعملية الوصم تؤدي إلى تأثير سلبي في كل من المشاعر والأفكار والسلوك لدي كل من الواصم والموصوم، ويقود الوصم كليهما إلى التجنب الاجتماعي، والتعصب ضد. وفي إطار مثل هذه الميكانيزمات وغيرها يحدث تهديد للصحة النفسية لكليهما.
              وقد ربط بعض الباحثين بين الاتجاه والتعصب، أو ما يمكن أن يطلق عليه الاتجاهات التعصبية، كما تم –أيضاً- الربط بين التعصب والوصم. فالتعصب هو اتجاه يتسم بعدم التفضيل ضد جماعة معينة، يحط من قدرها، ومن قدر كل أعضائها. ولعل أوجه الشبه بين مصطلحي التعصب والاتجاه تتمثل في أن كليهما يشتمل على مكونات وجدانية ومعرفية وسلوكية، وكلاهما يتسم بالثبات النسبي، ويكتسب كل منهما عن طريق العوامل الثقافية والاجتماعية. أما أوجه الاختلاف فتتمثل في أن الاتجاه ينطوي على تفضيل أو عدم تفضيل للموضوع المرتبط به، أما التعصب فإنه يخلو في الواقع من الثنائية الموجودة في الاتجاه، إذ ينحصر في كراهية أو عدم تفضيل الموضوع المرتبط به، وبذلك فإن التعصب يقتصر على الجانب السلبي فحسب. وهناك وجهة نظر أخرى ترى التعصب عبارة تحيز مع أو ضد بعض الناس أو الآراء أو الأفكار، وبذلك فإن التعصب لا يتضمن فقط عدم التفضيل، بل يمكن أن يتضمن أيضاً تفضيل يتسم بالتحيز للموضوع المرتبط به. ويمكن الربط بين الوصم والتعصب prejudice ، فالشخص الموصوم دائماً ما يكون هدف للتعصب، وأن التعصب هو اتجاه سلبي، وأن أي اتجاه سلبي نحو جماعة ما يمثل تعصباً بشكل أو بآخر.
              فالتعصب إذن هو اتجاه سلبي، يحمل في طياته تحيزاً وتمييزاً ضد جماعة معينة، نتيجة لفكرة شائعة عن هذه الجماعة. وهذا جوهر ما يمكن أن يطلق عليه الوصم أو القالب النمطي. فالقالب النمطي هو نمط مكرر مبتذل، أو فكرة شائعة أو تقليدية، في طريقة تصرف أو تفكير بعض الناس من طبقات معينة. والنمطية أو التعميم الجامد سلوك عصابي يسمى أحياناً الغباء العصابي، حيث يبدو الفرد وكأنه عاجز عن تعلم وسائل جديدة يتوافق بها مع مشاكل حياته، متمسكاً بأنماط جامدة يستخدمها بطريقة مرضية في مواقف كثيرة مختلفة، مبدياً نفس الاستجابة غير الملائمة باستمرار. ويرجع السبب في هذا السلوك النمطي إلى عدم استجابة الفرد لعوامل الواقع المتغيرة، واستجابته بدلاً من ذلك للحاجات اللاشعورية المعقدة داخله والتي يحملها معه في كل مواقف حياته. ونظراً لأن الوصمة هي بناء اجتماعي بدرجة كبيرة، فإن خاصية أو صفة ما يمكن أن تكون وصمة في لحظة تاريخية معينة، وليست كذلك في لحظة تاريخية أخرى، أو في موقف ما، وليست كذلك في موقف آخر في نفس الفترة الزمنية... وفي جميع الأحوال يؤدي التعصب إلى العنف بكافة أشكاله، والتي يمكن أن تبدأ بظرة احتقار، وتنتهي بممارسة القتل دون أيه مشاعر للذنب!!



د. سامية عبد الرحمن
د. سامية عبد الرحمن | تكتب : الفكر والحوار في مواجهة ثقافة الإرهاب .

              نواجه اليوم كثير من المتغيرات التي طرأت على حياتنا اليومية وثقافتنا العربية والمجتمعية، ظواهر مخيفة.. إبتداءً بالسرقة والقتل والفساد، وانتهاءً بالعنف والتطرف والإرهاب... كان العنف مجرد حوادث فردية،واليوم نشاهد كوارث يومية لحوادث قتل في الأسرة الواحدة ، ولم يعد الأمر مقصورا على الأحياء الفقيرة والعشوائيات ، ولكنه انتقل إلى الأحياء الراقية فما .
       أسباب كل هذا العنف والتطرف الذي بات يهدد كيان الإنسان وثوابت المجتمع ؟ هل هو الفقر أم المال أم متغيرات الحضارة أم التكنولوجيا التي تحولت إلى آداة تدمير بفعل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة، وبذاءات تدمر الكيان الأخلاقي. ... كل هذه المتغيرات السلبية، إضافة إلى الغلو الديني، والتطرف الفكري أفرزت لنا هذا الإرهاب الذي تفحل وتوغل وأصبح ظاهرة خطيرة تهدد عالمنا المعاصر،وتؤرق مجتمعاتنا العربية،وخاصة حينما يتحول التطرف من طوره الفكري والاعتقادي إلى الممارسة والسلوك، وهنا يتواءم الإرهاب مع ثقافة الدكتاتورية والقمع ، وأحادية الرؤية وإقصاء الآخر.
      . كيف الخروج من الأزمة؟ ..الحل يكمن في معرفة جذور وأسباب هذا الفكر ،ومعرفة الأطر والأيديولوجيات وخاصة الجماعات الدينية المتطرفة التي تدعي امتلاك الحقيقة ، وتكرس لثقافة العنف والتعصب.
     علينا أن نولي اهتماما أكبر بقضية الوعي..ولا أقصد هنا الوعي السياسي الموجه من قبل الدولة ،ولكن الوعي الفكري والثقافي،والأخلاقي والديني. الفراغ الفكري ،والتوقف عن الإبداع الثقافي أحد أسباب الأزمة ، إضافة إلى صعوبة الحياة الاقتصادية التي تعاني منها معظم البلدان النامية، والتي تفرز مزيداً من القهر والإحباط الذي يؤدي بدوره إلى العنف والتطرف.
     لابد من تصحيح المفاهيم المتشددة الخاطئة، وغربلة عقول شبابنا من هذه الأفكار ،لأن الجانب الفكري والثقافي في قضية الإرهاب هو أخطر ما فيها وإذا كان الإرهاب ينشط في مجال التدمير والتخريب،فعلينا مواصلة بناء الإنسان لمواجهة هذا الفكر.وإذا كان الإرهاب يتحدث باسم الدين ،فالدين لا يعرف الكراهية ..كل الأديان تدعو إلى المحبة والأخوة الإنسانية والتسامح والعيش المشترك بين الشعوب.
     وأخيراً فإن مواجهة هذا الفكر لا تؤتي ثمارها إلابالنهوض بالعقل ،ومزيد من الوعي الفكري في إطار من الحرية .

لوحة وفنان

م. منال محمد
م. منال محمد | تكتب :الفنان العالمي... فان جوخ


              يعتبر من أعظم الرسامين في كل العصور وهو من أتباع المدرسة (ما بعد التأثيرية) والتي ظهرت في القرن 19 وهي تتميز باستخدام الألوان المشرقة الزاهية وضربات الفرشاة الثقيلة وعدم التقيد بالواقع..ولد فان جوخ عام 1853م
     وقد ورث حب الألوان والرسم عن والدته.. ولكنه عاش حياة مضطربة مليئة بالمصاعب والمشاكل، وقد لجأ الي الكنيسة في أول حياته هربا من مشاكله ولكنه لم يُكرس حياته لها.. انتقل الى بلجيكا وقام برسم عمال المناجم و أسرهم...
     وكان قد قام بدراسه الفلسفة مع إتقانه عدة لغات بجانب الهولندية, انتقل فان جوخ الي إقليم دوريث وقام برسم الطبيعة وساعده ذلك على استعادة توازنه العاطفي والنفسي مع احتفاظه بحدة الطباع، وتتميز اعماله بالألوان المشرقة والجريئة. قام فان جوخ بإنفاق أمواله كلها على الرسم.
     تعرض فان جوخ لكثير من نوبات المرض العقلي مما دفعه الي قطع جزء من أذنه وقدمها هديه الي حبيبته.. وكان يرسم نهارا ويعود للمشفى ليلا حتى يستكمل علاجه، وللأسف لم يعش ليري نجاحه وشهرته فقد مات إثر طلق ناري أطلقه على نفسه بعد رسم آخر لوحاته
حقول القمح والفرسان.. ومن أشهر أعماله..
آكلوا البطاطا 1888
عباد الشمس 1888
ليلة النجوم 1889
حقول القمح 1889
و لوحه زهره الخشخاش
تلك اللوحة التي تم سرقتها من متحف محمود خليل
والي لقاء آخر مع لوحة وفنان



image

سيدتي

د نبيلة تاجر

د نبيلة تاجر | تكتب: مناهضة العنف ضد المرأة.


              العنف هو عدم تكافؤ الفرص بين طرفين أحدهما قوى والآخر ضعيف. اذن عند مواجهة العنف ضد المرأة فلابد من تحقيق هذا التكافؤ، وهنا أرى انها حلقات متشابكة أهمها دور الأسرة فى تنشئة البنت والولد على المشاركة وتقسيم العمل داخل الأسرة دون تمييز.
      أخاطب فى مقالى هذا الرجل المتحضر الواعى. وأطلق دعوة للمشاركة بين الرجل والمرأة وأقول لقد تشاركنا فى تكوين أسرة فتزوجنا وأنجبنا فلا يستطيع واحد بمفرده تحقيق هذا بل لابد أن يدخل فى شركة مع آخر. ولكن تنتهى المشاركة عند هذا الحد. وأتساءل هنا لماذا لا تستمر الحياة بين الرجل والمرأة على نفس النطاق من المشاركة والتعاون فى كل شىء فى تربية الأبناء والمذاكرة لهم والترفية معهم ، فى إعداد الطعام، فى ترتيب المنزل. إن إلقاء كل المسؤوليات على عاتق المرأة بحجة أنها أعمال تختص بها المرأة لا الرجل يؤدى إلى عدم التكافؤ الذى بدوره يؤدى إلى النظرة الدائمة للمرأة على أنها مقصرة.
      فمن إذن المسؤول عن تقسيم الأدوار ألا وهو النظام الابوى الذى يضع الرجل فى مكانة أعظم من المرأة وبالتالى يكون من حق الرجل ممارسة العنف بصوره المختلفة سواء العنف اللفظى أو الجسدى على المرأة. تشارك المرأة فى الإنفاق وربما فى كثير من الأسر تكون هى المسؤول الاول.
      ورغم ذلك تحتمل كل الأعباء فى غياب دور الرجل داخل الأسرة وتواجه بالعنف. والحلقة الثانية هى الإعلام ودوره فى تغيير النظرة إلى المرأة فهى ليست مجرد جسد يتم استغلاله وإهانته فى الإعلانات التى تجعل المرأة سلعة، أو حتى الدراما التى تكتفى بعرض المرأة كزوجة وأم وربة منزل وتؤكد على الجمال و الإغراء. الأمر الذى يقلل من مكانة المرأة فى نظر المجتمع، ولا يعرض نماذج من القيادات والناجحات فى المجتمع.
      والحلقة الثالثة هى إعادة احترام المرأة الذى يبدأ بالخطاب الدينى خاصة بعد المرور بفترة تاريخية أهانت المرأة وارتدت بها إلى عصور سابقة على يد جماعات متشددة أكدت على زواج القاصر فى سن الرابعة والخامسة عشر، والتبريرات المتعددة لرجوع المرأة إلى المنزل حتى يقضى على كل ما حققته المرأة من انجازات. الحلقة الأخيرة هى سن قوانين تنصف المرأة وتساوى بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات.
      لان هناك قوانين أكدت على التمييز بين الرجل والمرأة أشهرها أحكام الخيانة الزوجية التى تعتبر قتل الرجل لزوجته الخائنة دفاعا عن الشرف وأما قتل الزوجة لزوجها الخائن لها عقوبة جنائية. نحتاج إلى قوانين رادعة تدفع العنف والأذى عن المرأة وتفعل فى الواقع.



د مرفت العماري

د مرفت العماري | تكتب: علاج العنف الدينى.


              كل مرض يجب تشخيصه بدقة حتى يكون التدخل فعال ،لذا لابد من تحديد التشخيص من خلال متخصص . الحديث هنا بصدد مرض عضال هو العنف و التعصب الدينى و المرض العضال نتعامل معه و نحاصره من كافة الجوانب ، قد نعطى مضاد حيوى قوى و التعرض لإشعاع و الحقن بالكيماوي و مراجعة الحالة كل فترة حتى نسيطر و لا نسمح له بمهاجمة الجسم مرة اخرى ، ولابد من عمل دراسة حالة عمن قام فعلا بالعنف فيقوم متخصص فى علم النفس الاكلنيكى " السريرى " برسم صورة نفسية للقائم بالعنف و معرفة تاريخه العائلى والشخصي والتعليمى وعلاقاته وفهمه عن الله والآخر المختلف وعن المجتمع ودوره ، حتى نسبر أغوار نفسه. .
      وبعد معرفة الدوافع وما يتبعه من عنف الدوافع نستطيع ان نقوم برسم خطة علاجية وهذه الخطة تساعد فى فهم أكثر من جانب اولا : فهم ومعرفة لماذا يقوم بالعنف و ما هى صفاته . ثانيا : حماية من يمكن ان يكون فى منطقة الخطر فالتشخيص جعلنا نفهم السمات النفسية لمن يزج به فى أتون محرقة العنف الدينى و بالتالي نستطيع أن نقدم علاج ووقاية لآخرين .، فالعلاج يكون بعد فهم الأسباب و من اهم الأسباب عدم المرونة .، تأصيل لفكرة اللون الواحد والفهم الأحادي لأى قضية و أن من ليس معى فهو ضدى .، هذه الجماعات الراديكالية تقوم متعمدة بفعل من يديرها بشيطنة الفن و تحويل الشخص الى جماد يسهل السيطرة عليه فالفن من اهم الأدوات التى تساعد على فهم الذات و تحمل الغموض و كذلك طريقة التفكير تكون بطريقة مكسب مكسب وأن ليس هناك حل صحيح واحد ولكن هناك حل مناسب الآن بحسب الظرف الحالى . ،
      كل شىء يمكن التعامل معه وفهمه بشكل ما و ما لا يدرك كله لا يترك كله .، لكن عقلية المتعصب لا تتحمل الاختلاف ويرى أنه فى وضع تهديد و يعمل كل جهده الى إزالته بكل الطرق المختلفة العنيفة . ، ولذا لابد من تقديم أعمال درامية تتسم بالجذب للمشاهد تحمل فى طياتها قيم قبول الاخر وأن الحقيقة نسبية وأن هناك معلومات تضاف دائما وأن ملاك الحقيقة المطلقة واهمون.
      هذا ما يفعله الفن والقوة الناعمة بشكل عام من رسم ومسرح وتصوير .، فالفن هو الطريق الحريرى لتحرير الذات من قيود الواقع المؤلم ويساعد فى رفع كفاءة البشر ليصبحوا اكثر فاعلية وتأثيرا.

عقول راقية

ا ابتهال سامي

الأستاذة ابتهال سامي | تكتب: التكيف ليس حلا.


              مابين تغير الواقع والتكيّف يعيش الإنسان معظم محطات حياته نحتاج للتكيف مع ما لانستطيع تغييره؟؟ لاشك أن جميعنا يحتاج ذلك كي يضمن نوع من الاستقرار والاستمرار في حياته التكيف مرحلة تتبعها أخرى ننتقل فيها إلى ما نعتبره فعل أكثر صحة مما سبقه.
لكن أن يتحول التكيف إلى خيارات نهائية لا ننفك عنها، هو خطأ جسيم نرتكبه في حق ذواتنا بالتكيف نضيق الخناق على أنفسنا بالتكيف نكتفي بالمتاح ونرضى بالواقع ولا نسعى للتغيير.
بالتكيف نقتل فينا حس المحاولة والقدرة على الخروج من الإطار بالتكيف نصبح نسخا مكررة بالتكييف نموت موتا بطيئا من حيث أننا نفقد الرغبة في الأشياء ونصبح لا نتمنى إلا ان نعيش بسلام لذا من الشجاعة أن يواجه الإنسان ذاته ..فلا يخدعها.. ولكن كيف يخدع الإنسان ذاته؟
عندما يعتقد بصواب قراراته حتى عندما ترتد عليه سهاما قاتلة ويخدعها حينما يقنعها بضرورة التكيف مع تلك القرارات وإن بدت غير صائبة لابأس أن نتكييف مرحليا لكن في ذات الوقت نتحين الفرص للانتقال إلى واقع أكثر صحة يستدعي هذا الانتقال من الواقع السيئ الى إحداث فعل اكثر صحة بدايته مواجهة الذات ومن ثم مواجهة الآخر
ومواجهة النفس أشق وأصعب يسهل دونها كل أمر ويستدعي أيضا الاعتراف منا في دواخلنا بسوء التقدير واحتمال الخطأ ويستدعي أيضا خلع الأوهام عن عقولنا بقدرتنا على إقناع ذواتنا وإقناع الآخرين بواقعنا الهش القابل للانكسار في أي لحظة التغيير قد يبدو للوهلة الأولى أمر عسير وشاق لأنه يخالف ما اعتدنا عليه لكن ما أن ننخرط فيه حتى نطوي المسافات ونندم على الأيام التى تأخرنا فيها عن اتخاذ قرارنا بالتحول.
أن تعرف خطأ تقديرك وتغيره لهو أشرف ألف مرة من الاستمرار في تكيفك مع خياراتك التي قد تهدد سعادتك حياتك لن تعيشها سوى مرة واحدة ..فلتكن حياتك أكثر سعادة وسلام ..... تقبلوا محبتي

أطفالنا

 م مني توفيق

المهندسة مني توفيق | تكتب: بذور العنف


              من الأخطاء الشائعة في طرق التفكير عدم البحث عن الأسباب و العوامل الأساسية و الأولية المتسببة في مشكلة ما. قال لى أب متسول أن لديه أربع فتيات و يريدون أن يأكلوا دجاجا. فقلت له و لماذا أنجبت أربعة؟ قال لى "ربنا عاوز كده"! وفقا لهذا الأب المشكلة هي أنه لا يستطيع أن يوفر لأبنائه حياة كريمة، في نظرى المشكلة أنه إنسان منخفض الوعى و غير مسؤول هو و زوجته.
      كثيرون يعتقدون أن من حقهم أن ينجبوا كما يشاؤون و من واجبنا أن ننفق على أبنائهم! فهل فعلا ربنا عاوز كده؟ نحن نبحث عن أسباب العنف في المجتمع و يتصور البعض أنها الفقر أو البطالة و غير ذلك و لكن بذور العنف تزرع في مرحلة الطفولة ، في اللحظة التي تصيح فيها الأم في طفلها الصغير أو تضربه و تبث فيه غضبها و إحساسها بالقهر، في اللحظة التي يرفض فيها الأب إبنته الأنثى مع أنه هو المتسبب في نوع المولود.
وأحيانا يبدأ عندما يتم الطلاق و يستخدم كل طرف الأبناء لتحقيق مكاسب أكبر أو العنف الممارس من زوجة الأب أو زوج الأم ، حرمان الطفل من احتياجاته الأساسية كالتعليم و اللعب . كل ذلك يشكل وعيه و كيانه ، ذلك بالإضافة للعنف اللفظى و الجسدى الذى يتعرض له في المدرسة أو في العمل. فكيف نتوقع أن يكون سويا بعد كل ذلك؟ قرأت على مواقع التواصل الاجتماعى نصائح لأم تشكو من ابنها ، أكثر من أم نصحتها أن تربط يديه و رجليه و تحبسه في غرفة ! و قالت إحداهن افعلى ذلك و اخرجى مع إخوته و عندما ترجعون احكوا له كم استمتعتم و قولى أن إخوته أفضل منه لذلك استحقوا الخروج و الترفيه. إنها جريمة تعذيب فمن يحمى الأطفال من هكذا أمهات؟
      إذا أخطأ طبيبا يتم إيقافه بقوة القانون عن ممارسة المهنة و لكن عندما يتعلق الأمر بالأب أو الأم فلا حساب و لا رادع. نزرع بأطفالنا العنف و نجعلهم مجرمين ثم نحاسبهم بعد ذلك. في دولة أوربية تجرأ أب على ابنته و ضربها لأنها تأخرت ليلا فاتجهت إلى الشرطة و تم سجنه ثلاثة أشهرفشعرت هذه الفتاة أنها إنسان له كيان و تعيش في دولة تحترم الإنسان أما في مصر فحدث و لا حرج.
      من يريد أن يمارس مهنة ما عليه أن يدرس سنوات قبل ذلك، و لكن من تريد أن تكون أما فلا تأهيل و لا تدريب، فقط تتزوج من أي ذكر و ينجبون أبناءا يرضعونهم عنفا و قسوة و بعد ذلك نتساءل و نبحث لماذا العنف؟ لماذا الإرهاب؟ لماذا رفض الآخر؟ إذا كنا نريد التصدي لظاهرة العنف فعلينا أن نوفر حياة كريمة لأطفال مصر و علينا أن نتصدى لظاهرة الإنجاب العشوائى

نحن والعالم

م محمد الشناوي

المهندس محمد الشناوي | ﻳﻜﺘﺐ: سمات العقلية الخرافية


      تتسم العقلية الخرافية في التفكير والشائعة بين أفراد الشعب المصرى خاصة والشعوب العربيه عامة بالسمات التالية
1- خلط الاماني والتمنيات بالواقع الفعلي.
2- الإيمان بالأسطوره واعتبارها حقيقة.
3- التفكير العقائدى المتزمت.
4- عدم القدرة علي التكذيب من خلال التفكير النقدي.
5- الإيمان بالغيبيات.
6- تغليب العاطفة والوجدان علي العقل.
7- روح القطيع اتباع القطيع أينما ذهب.
8- إحترام الفكره بسبب قدمها وتقديسه لقائلها.
9- اللعب بالالفظ لاثبات فكرته والمرواغه للهروب من الإثبات والبرهان.
10- عدم احثرام المنطق والعلم.
العقل هو القدره علي التجريد تجريد المحسوسات مثلا الشجرة جذر، ساق، أوراق ، ثمارالتعقل هو دراسة التجريدات للوصول لعلاقة بينهم لنظريه أو قانون علمي المعقولية هي مطابقة نتائج النظريه للواقع الخارجى وحسن تفسيره وصحة التنبؤ به والتحكم فيه.
الخرافه والأسطوره تضرب العقل والتعقل والمعقوليه في مقتل.
الإبداع العلمى يحترم العقل و التعقل والمعقولية.

حركة الحياة

د بهي الدين

د بهي الدين | يكتب: قبل محاربة العنف، هل الأزهر: "جامع" أم "جامعة"؟


      عندما نتحدث عن جامعة، نعني مؤسسة تعليمية بحثية، وفق الأعراف الأكاديمية المتفق عليها عالمياً، وبالطبع لها رسالتها ورؤيتها. والمعروف أن جامعة الأزهر تضم كليات لدراسة الطب والهندسة وغيرهما. إذن نحن بصدد جامعة تتبع مؤسسة عالمية، ولا تحتكرها الهوية المصرية وحدها.
      أتعجّب لماذا لا تقبل جامعة الأزهر الطلاب الأقباط المصريين أوحتى غير المسلمين من جنسيات أخرى؟ أليست جامعة السوربون فرنسية، تخرج فيها عميد الأدب العربي حاملاً شهادة الدكتوراة في الأدب العربي؟ هل سمعتم عن جامعة أوكسفورد أو كيمبردج أغلقت أبوابها في وجه أي عربي أو مسلم؟ جامعتا بريستول وجلاسكو ببريطانيا وغيرهما أفردتا كلية للدراسات الإسلامية وكلها جامعات متاحة لكل جنسيات العالم. عندما نتكلم عن "جامعة الأزهر"، فنعني مؤسسة تعليمية ولا نعني "جامع" ، وحتى الجامع (المسجد) لا يصح أن يغلق في وجه غير المسلم؟ أليس متاحاً جامع الأزهر نفسه لزيارة السائحين الأوربيين؟ ربما كانت تلك هي الفرصة لفهم الإسلام.
      تفرد جامعة الأزهر بالطلبة المسلمين دون غيرهم أدى الى قتل روح المنافسة، والنمو البحثي والعلمي. ألم تحرم جامعة الأزهر وفق هذا العزل من فرصة دخول المستشرقين للدراسة وإثراء فقه العقيدة ودراسة الأديان المقارنة؟ ومع ذلك، بهذا الإنغلاق، ألا يستوقفكم مستوى التعليم بين خريجيها؟ قبل سنوات، وضع سوق العمل بدول الخليج قيوداً على التحاق الأطباء خريجي الأزهر بهذه الدول، والسبب تدني المستوى المهنى وفقر اللغة الإنجليزية للخريج. بل إن جامعة الأزهر نفسها تداركت الأمر واشترطت حصول طالب الدراسات العليا المتقدم للدراسة بها على شهادة تفيد إجادته للغة الإنجليزية. لا يزال الطلاب هناك يتحدثون الإنجليزية الهزيلة "بتاعة اولى اعدادي" أي على شاكلة (I drink cigarette) .
      "وطبعا يقصد "أنا باشرب سجاير أعيدوا النظر في سياسة التعليم بالجامعة، وأذكركم بأنها جامعة، وليست بـ "جامع"، وأن جورج المسيحي يشارك فى مدفوعات الضرائب و بالتالى في ميزانية الازهر الذى قبل مساهمته المالية ورفض مصافحته!!

كاتب وكتاب

د سمير فاضل
د سمير فاضل | ﻳﻜﺘﺐ: لابد من مجاوزة السلفية.

الكتاب :- لابد من مجاوزة السلفية
الكاتب :- الأستاذ / جمال البنا
الكتاب صادر عن دار الفكر الإسلامي سنة 2012
      هذا الكتاب هو أخر ما كتب الأستاذ جمال البنا ، وكان يلح بشدة في مرضه الأخير أن ينتبه المصريون إلي الخطر القادم عليهم ، وكان يقصد صعود نجم الجماعات السلفية في ذلك الوقت ، ولم يمهله القدر لكي يتحدث ويري مساحات النجاح لهذا العمل .
      الكتاب من القطع المتوسط ويقع في 222 صفحة ، تناول الكاتب موضوع الكتاب في ثمانية فصول . يقول الاستاذ جمال البنا " فوجيء المجتمع المصري عند إجراء انتخابات مجلس الشعب سنة 2012 بظهور السلفيين كقوة جماهيرية اسلامية كبري تاتي بعد الإخوان المسلمين.
      وقد ظهرت السلفية في مصر في أوائل القرن العشرين عندما ظهرت جمعيتان هما " الجمعية الشرعية " سنة 1912 وكونها الشيخ محمود خطاب ، وجمعية " أنصار السنة المحمدية " سنة 1926 والتي كونها الشيخ حامد الفقي الذي كان له علاقات بالسعودية وبمذهبهم الفكري ، وظهر فيهم كبار شيوخهم .
      ظلت السلفية خاضعة لأحكام الأمن العام ، حتي حدثت فرصة الخلاص مع ثورة 25 يناير عام 2011 ، فانطلقت كالإخوان المسلمين بقوة بعد أن كبتت عشرات الأعوام ، واكتسبت السلفية انتشارا وذيوعا بين سكان الأحياء العشوائية ، كما ظهر فيهم شيوخ يستطيعون دغدغة عواطف ومشاعر الجماهير الشعبية .
      هذا الكتاب يعرض السلفية من أصولها وتطوراتها حتي بدأت مع دعوة محمد بن عبد الوهاب عهدا جديدا واكتسبت قوة وشهرة بحكم ارتباطها بالسعودية .
      لهذا الكتاب قيمة " مستندية " لأنه في فصله عن الصحافة المصرية والسلفية استشهد بوقائع ومواقف ما كان يمكن أن تحفظ لولا إيراد الكتاب لها .
      كما يلاحظ أن الكتاب عني عناية خاصة بفتاوي السلفية لأنها تعرض وجهة نظر السلفية في كافة مجالات الحياة .

اﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ

Website: www.alensan.org
E-Mail:info@alensan.org

رأيك يهمنا

"Show Menu"