corner

العدد الخامس - التنوير

هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، وإنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك. إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي، حرية وشرف، سعادة ووجدان الإنسان.

في هذا العدد

د. حسن حماد: إفتتاحية العدد

الأنبا مكسيموس:العلمانية والتنوير

د. عبد الله شلبى: قولٌ مشكوكٌ في صِحَتِه

د. خيري فرجاني: مفاهيم ينبغي أن تصحح: "التنوير"

القس رفعت فكري سعيد: التنوير

د. سامية عبد الرحمن: التنوير... إعلاء لسلطان العقل وحرية الفكر

أ. حسن اسماعيل: الخلاص المزيف

الشاعر خالد النشوقاتي: حكايه سخيفه

م. منال محمد: المدرسه التكعبييه

د. مرفت العماري: المرأة والتنوير ثقافة التحرير

أ. ابتهال عبد الوهاب: بين التنوير والظلاميه

م. منى توفيق:نور العقل و ظلام الجهل

د نبيلة تاجر: المراة والتنوير

د.سمير فاضل: كاتب وكتاب - ثورة الفكر في عصر النهضة الأوربية

ماريا: لوحات فنية

إفتتاحية العدد

ﺩ ﺣﺴﻦ ﺣﻤﺎﺩ
د حسن حماد

      ها هي مجلتنا الواعدة "الإنسان" تواصل مسيرتها وتواصل طريقها الذي اختارته، وهو النضال من أجل ترسيخ قيم الحرية والعدالة والسلام والتسامح والمدنية، وبعد ليس التنوير مجرد مشروع فكرى بدأ في أوربا في القرن الثامن عشر، ولكن التنوير عملية إبداعية وثقافية مستمرة تبدأ ولا تتوقف، فلا يرتبط التنوير بحقبة زمانية ومكانية محددة، ولكنة مسألة ترتبط بالواقع الحضاري للإنسان، وبقدرته على تحسين وتطوير وضعه في الكون. ومع ذلك لا يمكن لنا أن ننكر أن ميراث التنوير يرتبط بصورة مباشرة بمشروع التنوير الذى تبلور في أوربا على أيدى بعض المفكرين من أمثال "جان جان روسو" "وديدرو" "وفولتير" "وهلفشيوس" "ودى هولباخ" .. وغيرهم هؤلاء ممن كان لهم الفضل الأكبر في ترسيخ ونشر تعاليم وقيم التنوير. لكن هذا الاعتراف لا يعنى أن مشروع التنوير هو ملكية خاصة للأوربيين وحدهم، وإنما هو مشروع إنساني كان يستهدف تحرير الإنسان من كافة القوى السياسية والاقتصادية واللاهوتية التي تحد من قدرته، والتي تحاول مصادرة حقه في الحياة والوجود والعيش الكريم. وعبر هذه الرؤية نتحدث عن التنوير والإبداع.
      والتنوير أو الأنوار كإحالة إلى النور هي عكس الظلام والظلامية فإذا كان العصر الوسيط في أوربا يُشير إلى عصر الظلام حيث تم إقصاء العقل واستبعاد الإنسان وسيطرة اللاهوت والكهنوت فإن التنوير يُشير إلى الحضور الطاغي للعقل وإلى تسيد الإنسان للمشهد الثقافي والحضاري، ولذلك فإن كانط الفيلسوف الألماني يحدد التنوير بأنه الجرأة على استخدام عقولنا بلا حدود في كل الجهات وفى كل الموضوعات. قاعدة أن نفكر دوماً بأنفسنا هي الأساس الذي عليه يتأسس كل تنوير حقيقي. الفكرة الرئيسية لفلسفة التنوير بشكل عام هي: أن العقل منذ الآن أصبح حاكماً لهذا الوجود حتى في الجانبين الأخلاقي والديني، علينا أن نسلك بحسب القاعدة التي بمقتضاها يصبح العقل هو القاعدة أو القانون الأخلاقي.
      وتنطوي معضلة التنوير على مفارقة مؤلمة. ففي الوقت الذي تنتشر فيه على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات ترفع لافتة التنوير وتدعو لإعمال العقل في الواقع وفي التراث الديني، وفي الوقت الذي يخصص فيه معظم مفكرينا حالياً كتاباتهم للدفاع عن التنوير نجد أن التنوير في أوروبا أصبح شيئاً ينتمي إلى الماضي، ففي الستينيات من القرن الماضي كتب "ماكس هوركهيمر" بالاشتراك مع "تيودور أدورنو" كتاباً بعنوان جدل التنوير، وخلاصة ما يقدمانه في هذا الكتاب هو أن مشروع التنوير في أوروبا قد أفلس، وأن حلم التحرر تحول إلى كابوس حقيقي مع ظهور النازية وقيام الحربين العالميتين الأولى والثانية. وأن العقل الذي كنا ننشد من خلاله الخلاص تحول إلى عقل قمعي ومستبد يبرر الطغيان والاستعمار واستغلال الشعوب الفقيرة، والبورجوازية التي على أكتافها قام عصر التنوير تحولت إلى رأسمالية بغيضة لا هدف لها سوى امتصاص دماء الفقراء.
      وهكذا ففي الوقت الذى تغرب فيه شمس الاستنارة في الغرب تصبح الحاجة إلى التنوير حاجة ملحة وضرورية لدينا، وفي الوقت الذي سقطت فيه السرديات الكبرى كالاشتراكية والقومية والليبرالية ويبحث فيه الآخر عن سرديات جديدة ومغايرة، نفتش نحن لأنفسنا عن مكان وعن دور نمارسه على الخريطة الكونية للعولمة !!! وبينما يتحدثون في الغرب عن نهاية الأيديولوجيا وما بعد الحداثة، وما بعد العلمانية، وما بعد الليبرالية نتطلع نحن في الألفية الثالثة إلى الحداثة ونشر الليبرالية، ونناضل من أجل تأسيس الدولة المدنية، ولا نكف عن المطالبة بتطبيق مبادئ عصر التنوير المتمثلة في إعمال العقل وتقديس كل ما هو إنساني والتحرر من أصنام الماضي ومن سلطة الاستبداد الديني والسياسي.

اﻟﺤﻮاﺭ اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ

الأنبا مكسيموس
العلمانية والتنوير
الانبا مكسيموس

     :الله هو نور السماوات والأرض ؛ هو النور الحقيقي ؛ وهو المصدر الحقيقي لإنارة عقل الإنسان الذي خلقه علي صورته.
كافة أشكال الغباء والجهل وقمع حرية العقل والنفس؛ إنما هي أدوات المشروع الظلامي المنظم لإطفاء هذا النور في عقل الإنسان وقلبه. علي مدي التاريخ إشتركت أو إتحدت ديكتاتورية السلطه مع غطرسة رجال الدين في قمع عقل الإنسان وحرية ارادته ؛بغية السيطرة عليه وإدارته تحت سيطرتهما ؛ كل بأدواته وأهدافه!
الأشر من هذا هو عمليات غسل الأدمغة التي تبدأ منذ الطفولة بالعملية التعليميه التلقينية التي تقتل حرية العقل! مصحوبة بأساليب تربوية تمحو الشخصية الإنسانية وتمتهن المرأة؛ إنتهاءا ببرامج إعلامية تافهة ومغيبة للوعي! وكل هذا كان مصبوغا بالدين!
الحل في رأيي في كلمة واحدة هي العلمانية!
لان العلمانية ببساطة هي إنهاء ديكتاتورية السلطة ؛ ورفض غطرسة رجال الدين ! وليس رفض الدين كما يكذبون!
وهذا هي بداية الطريق الصحيح للتنوير



image

اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﺠﺘﻤﻊ

د عبد الله شلبي
قولٌ مشكوكٌ في صِحَتِه:
د عبد الله شلبي

      العرب تأثروا بالتنوير الأوروبي وشهدوا عصر تنوير. كان جوهر الإصلاح الديني الذي خبرته المجتمعات الأوروبية، هو الدعوة لإعادة فحص وتقييم الكتاب المقدس، وتأويله تاريخياً اعتماداً على إعمال العقل في فهم النص الديني، ودون سندٍ من أي سلطان سوى سلطان العقل ذاته، والهدف هو كشف جذور الأوهام والمحرمات الثقافية المسيطرة والضابطة للبشر والمكبلة لطاقاتهم الإبداعية والمعطلة لقدراتهم الإنسانية، وهي الأوهام والمحرمات التي تحول دون التقدم الإنساني، فكانت العلمانية خطوة البداية، وتلاها العقد الاجتماعي وإنكار الحق الإلهي للملوك في حكم البشر وقهرهم والاستبداد بهم، ثم تأسيس حكومات علمانية وشيوع العلمانية كمعتقد وأسلوب حياة، جوهره التفكير في أمور الطبيعة والمجتمع والمعاش الإنساني من خلال ما هو إنساني نسبي، وليس من خلال ما هو إلهي مطلق، وتُوجت العلمانية بالتنوير؛ وفي جوابه عن سؤال مصيري: ما التنوير؟ يحدد فيلسوف التنوير "عمانويل كنط" ماهية التنوير بأنه هجرة الإنسان من اللارشد إلى الرشد، واللارشد هو عجز الإنسان عن الإفادة من عقله دون معونة الآخرين، فكانت دعوة التنوير الأساسية ولكل البشر كُن جريئا وجسوراً في استعمال عقلك في فهم ذاتك والعالم الاجتماعي والطبيعي من حولك ثم في مسعاك لتغيير هذا العالم، ولذلك كان اعلان فلاسفة التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي أن تقدم البشر وسعادتهم رهينة بسيادة العقلانية، وهي بدورها تعني ضرورة القطع مع كل ما يناقضها، ويقف بالتالي في وجه التقدم العقلاني، ومن ثم كانت القطيعة الحاسمة، المعرفية والوجودية، لتقويض النظام القديم كلية ومن الجذور، وكان المدخل لإحداث هذه القطيعة هو القطيعة مع النظام الديني كلية وانعكاساته على أنساق الأفكار والقيم والسلطة والطبقات الاجتماعية والمجتمع بكامله.
      يتلخص شعار التنوير في فكرة جوهرية واحدة هي، أن سيادة العقلانية وحدها كافية لفتح طريق التقدم والسعادة أمام الإنسانية جمعاء، فالعقلانية لدى التنويريين كانت تعني التحرير الشامل للإنسان من قهر الطبيعة والمجتمع، فإذا كان ثمة قوانين موضوعية تحكم ظواهر الطبيعة، وأخرى تحكم حركة المجتمع وتنظم علاقاته؛ فإن الإنسان بوسعه اكتشاف هذه القوانين، وبالعلم يمكنه أن يسيطر على الطبيعة والمجتمع وأن يعيد تنظيمها بما يخدم أهداف التقدم ويحقق سعادة الإنسان، وذهب فلاسفة التنوير إلى أن المدخل الأساسي الذي لابد منه لإنجاز تلك المهمة؛ هو إحداث قطيعة مع النظام اللاهوتي وانعكاساته الهرمية على أنساق الأفكار والقيم والسلطة والطبقات، بحيث يتم تقويض النظام القديم كلية ومن الجذور.
      والذي أود التأكيد عليه هنا من التذكير بمسار الإصلاح والنهضة والتنوير الأوروبي، هو أن التنوير لم يهبط من السماء، ولم يكن مجرد تأملات عقلية، وإنما كان التنوير تاريخاً اجتماعياً متصل الحلقات، وفعالية اجتماعية كفاحية، فكان ثمة كيانات اجتماعية فاعلة ذات هُوية طبقية محددة تحمل التنوير وتناضل من أجله وتحيله إلى تيار ساري في المجتمع وإلى قوة مادية قادرة على تحطيم كل ما تيبس وتكلس في أذهان الجماهير وأصبح أشبه بالدروع الصخرية التي تختفي وراءها كل الأوهام والمحرمات الكابحة للتقدم والتي تقعدهم عن التغيير والثورة، ولذا استشهد من أجل التنوير موكب طويل من العلماء والمفكرين، أيضاً ارتبط التنوير الأوروبي بعوامل مادية موضوعية تمثلت في التحولات والثورات العلمية والصناعية الكبرى التي عرفها تاريخ الإنسانية لأول مرة، كما كانت تواكبه تحولات في بنية الطبقات الاجتماعية وعلاقات القوة داخل المجتمعات الأوروبية، والأهم من ذلك كله، أن الانتقال والتحول النوعي الذي حدث في تلك المجتمعات كان مشروطاً بإحداث قطيعة معرفية ووجودية مع الماضي، ومرد ذلك إلى الطابع المميز لتطور نمط الإنتاج الرأسمالي الذي سعت البورجوازيات الأوروبية إلى تأسيسه على أنقاض النظام الإقطاعي، وهو أن تطوره المتوسع كان يميل، في قانونه العام، نحو ضرورة القضاء على علاقات الإنتاج السابقة على الرأسمالية، وما يحمله ذلك من ضرورة القضاء على مختلف الأيديولوجيات السابقة على الأيديولوجية البورجوازية.



      وعلى نحو مغاير تماماً للمسار الحضاري الإنساني للإصلاح والتنوير الأوروبي الذي سعى لإسقاط العالم القديم بأسسه الأيديولوجية الدينية، نجد أن تيار الإصلاح الديني، في التاريخ الحديث والمعاصر للعالم العربي، قد أعلن منذ ولادته وبوضوح تام، معارضته لكل محاولة تحط من قيمة الدين، وتنال من قدره، فقد أسس رواد الإصلاح الديني في مجتمعاتنا العربية وعلى امتداد القرنين التاسع عشر والعشرين وحتى اللحظة الراهنة؛ نظرياتهم الإصلاحية على مقدمات تتعارض جذرياً مع تلك التي قام عليها الإصلاح الديني وتأسس عليها التنوير في الغرب، فدعاة الإصلاح والنهضة عندنا ارتأوا أنه ينبغي الذهاب أكثر في اتجاه الدين، وليس العكس، وأن تقويض الدين يعني المضي في اتجاه معاكس للحضارة، وعليه فانحطاط العرب وتخلفهم وعجزهم ليس ناجماً عن مرض داخلي عضال وإنما بفعل الاعتداءات الخارجية، وطغيان الحكام، ثم التأويلات والتفسيرات الخرافية والوهمية للدين، وعلينا، إن أردنا النهضة، العودة إلى الأصول النقية للدين نحتمي بها، ونناضل تحت راياتها، ولذلك غابت مسألة نقد الأصول والجذور، فهي مقدسة لا تمس في حين أن نقدها كان مطلباً لتجاوز الماضي والحاضر معاً إلى المستقبل، وانتفت الجرأة والجسارة على اقتحام محرمات العرب الثقافية وانتهاك قدسيتها المزعومة والتي كانت، ولا تزال، واحدة من بين عوامل أخرى، عديدة، تحول بينهم وبين استيعاب وتمثل ما قامت عليه الحضارة الحديثة من استنارة وعقلانية ونقد صارم لكل ما هو موجود.
      كانت المهمة الأساسية لرواد الإصلاح الديني في مجتمعاتنا هي العمل على رد القيم والمنجزات الغربية الحديثة إلى جذور إسلامية" بضاعتنا وقد رُدت إلينا"، وهم وإن كانوا قد انتقوا من الغرب كل ما بدا ظاهراً وباهراً من أوجه حضارته في مناحي الحياة المادية والفكرية كافة، إلا أنهم لم ينفذوا إلى ما وراء ذلك من غايات ومنطلقات ومن نظرة كونية مادية علمية جديدة للطبيعة والمجتمع والإنسان، مباينة للنظرات الأخرى غير العلمية والأسطورية التي سبقتها، ومن ثم لم يشهد تاريخ الإصلاح الديني في العالم العربي منذ القرن التاسع عشر وإلى نهاية العقد الثاني من القرن الحالي مواجهة صادقة للظاهرة الدينية وانعكاساتها السلبية على مناحي الحياة الأخرى، كما لم يشهد صراعاً حاداً من أجل العقلانية، ولذلك بقيت النواة الدينية بما تحويه من أفكار وتصورات ومعتقدات وغايات وعادات وما تفرزه من إنتاج فكري، ومزاعم وتفسيرات وأساطير للظواهر والأحداث، في موقع مقدس لا تمس، بعيدة عن المراجعة العقلانية.
      واستناداً إلى هذه الرؤية التي قدمتها يصبح القول بأن العرب تأثروا بالتنوير الأوروبي، وبأنهم شهدوا عصر تنوير، قولاً مشكوكاً في صحته، فالصحيح في رأيي، هو غياب التنوير لغياب العقل الناقد القادر على كشف جذور الأوهام والمحرمات التي يزعم بأنها ذات أساس ديني، والتي تتضافر مع عوامل أخرى عديدة في تكريس التخلف، وفي إعادة إنتاجه، وشاهد على ما ذهبت إليه أن دعاة التنوير في العالم العربي منذ على عبد الرازق، وطه حسين، مروراً بلطفي السيد، وسلامة موسى، وشبلي شميل، وفرح أنطون، وصولاً إلى لويس عوض، ونجيب محفوظ، وفرج فودة، ونصر حامد أبو زيد وغيرهم، صودرت كتبهم وتعرضوا للمحاكمات والفصل من أعمالهم، ووصل الأمر إلى حد المطالبة بإقامة حد الردة عليهم وقتلهم بدعوى كفرهم ومنهم من قتل بالفعل ومنهم تم التفريق بينه وبين زوجته بدعوى كفره وخروجه من الملة، فوأدت أعمالهم وهي لم تزل في المهد، فضلاً عن أن دعوى التنوير لم تتجاوز أصحابها لتصبح تياراً سارياً وفاعلاً في المجتمع بأسره.



ﺩ ﺧﻴﺮﻱ ﻓﺮﺟﺎﻧﻲ
مفاهيم ينبغي أن تصحح: "التنوير"
د خيري فرجاني

      ثمة إشكالية حقيقية تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية هذه الإشكالية تتمثل في تشويه الكثير من المفاهيم والمصطلحات المختلفة في الفكر والوعي الإسلامي المعاصر. خاصة، تلك المفاهيم المتعلقة بالتنوير، والحداثة، والعلمانية، والديمقراطية، وغيرها من المصطلحات والمفاهيم الحديثة.
      ولعله.. لم توجد فيما مضى لحظة تستدعي أهمية تصحيح هذه المفاهيم، بقدر هذه اللحظة الراهنة، التي تتلظى فيها مجتمعاتنا العربية والإسلامية بصراعات شديدة، ونزاعات حادة، وحروب وحشية، تُرتكب فيها أكبر الجرائم من التيارات الأصولية المتطرفة، فالمجتمعات العربية ولإسلامية تعيش لحظة عدمية لا ينتج منها سوى التدمير، والقتل، والسبي، وتفكيك الأنظمة والدول، والعودة بالمجتمعات إلى العصور الوسطى، تلك الرؤية الأصولية الظلامية، التي لا تعود معها الرؤية ممكنة ويستحيل معها التقدم أو حتى التراجع عما يحدث اليوم من فوضى، وتدمير، وتفكيك للمجتمعات بطريقة همجية ووحشية ليس لها مثيل.
      ومن ثم، فنحن في حاجة شديدة لتكثيف الجهود في مثل هذه الأوقات الكالحة إلى التنوير، بكونه فعل لا يجلو الظلام الماثل بيننا وبين المستقبل فحسب، إنما أيضا كممارسة تعيد تلك المشاريع التنويرية الكبرى التي أنتجها مفكرون وفلاسفة عرب طوال مئة عام ولكن تم اجهاضها.
      فقد سعى مفكرون كُثر إلى إيجاد صيغ نهضوية تتعاطى مع الراسخ الموروث وتتقدم بالثقافة العربية والإسلامية إلى التنوير والحداثة، لكن كانت العودة إلى التراث شرطا لديهم، ورأوا أنه بدون قراءة نقدية جديدة للتاريخ العربي والإسلامي لن نستطيع معالجة أزمات العقل العربي في حاضره ولا تهيئته للحاق بالمستقبل، فيما تداول باحثون آخرون القيم الغربية المنطلقة من ثورات أوربا الثقافية والصناعية، ورأوا فيها العلاج الصحيح –المجرب- وما بين المناهج والمدارس الفكرية من يسار ويمين، ومن الماركسية إلى الليبرالية تقلب الفكر العربي محاولًا إيجاد حلا لحالة التقهقر والتبعية والتراجع الثقافي والحضاري والتحجر الفكري الذي أصاب تلك المجتمعات. حتى اصبحت مجتمعات عاجزة عن الإنتاج الفكري والمادي، مجتمعات مستهلكة لكل شئ غير منتجة أي شئ بل مهددة للحضارة الإنسانية المعاصرة، إنها بحق تشكل خطرا حقيقا على الحضارة الإنسانية المعاصرة فهي لا تؤمن بها وتعتبرها حاضرة مادية كافرة. هم يحاولون تدميرها لأنهم ببساطة شديدة عاجزين عن اللحاق بها. ومن ثم، فهم يريدوا تدميرها.
      كان من المنتظر أن تكون حصيلة كل هذه الأعمال الفكرية التنويرية العميقة ثورةً ثقافية كبرى، تنهي حالة الركود والتخلف التي أصابت تلك الأمة، وفي انتكاسة راديكالية جاءت ثورات الربيع العربي لتعيد رسم الاستبداد الديني والسياسي، وترسخ طبائعه، وتصعد بأصوليات متوحشة، وتعزز التناحر المذهبي والأيديولوجي.. لقد تفوّق الواقع العربي والإسلامي اليوم على أسوأ كوابيس يمكن أن نتصورها. ويمثل التنوير موقفا فكريا مقابلا للموقف السلفي المحصن من قبل السلطتين: "الدينية، والسياسية". وقد ارتكز التنوير على فكرتين متلازمتين: "العقلانية، والحرية". والتنوير بما هو ثقافة دافعة، فهو بالتالي آلية من آليات التطور فهو جزء لا يتجزأ من حركة التطور والتجديد، تلك الحركة التي ترفضها الأصولية السلفية رفضا تاما.
      وأخيرا.. يبقى سؤال هام، تُرى هل كانت مشاريع النهضة العربية فاشلة، وما تحصده المجتمعات العربية اليوم هو نتيجة طبيعية لقصور في هذه المشاريع وعدم نُضجها؟ خاصة وأن -جُل- المفكرين التنويريين قد تراجعوا عن افكارهم التنويرية في مواجهة الأصولية: "الدينية، والفكرية، والسياسية"، فضلا عن الضغوط المجتمعية. وفي معنى آخر: هل كان هناك – حقا- مشروع نهضوي واضح المعالم وذو، اتجاه واحد إلى المستقبل لا ينظر إلى الماضي ويقدسه؟ وكيف يمكن أن نحصن مشروعنا التنويري الآن من محاولة إجهاض مرة ثانية؟ أسئلة مطروحة بقوة تحتاج الإجابة عليها.



image


القس رفعت فكري
التنوير
القس رفعت فكري

      تأسس التنوير في القرن الثامن عشر وتعريفه عند الفيلسوف الألماني كانط (١٧٢٤- ١٨٠٤) «كن جريئاً في إعمال عقلك»، وهذا التعريف يعني عند الفيلسوف المصري الكبير الدكتور مراد وهبه، إنه لا سلطان على العقل إلا العقل نفسه، ومعنى ذلك أن لدى كل إنسان عقلين: عقل يفكر ثم ينعكس على ذاته فيكوّن عقلاً آخر يفكر فيما نفكر فيه، وهذا العقل الثاني هو العقل الناقد، والسؤال: ما وظيفة كل من العقلين؟ جواب كانط إن العقل الأول مكلف بالبحث عن أجوبة لمسائل ليس في مقدوره الإجابة عنها، وهذه المسائل تدور حول المطلق سواء كان هذا المطلق هو الله أو الدولة، وعدم القدرة على الإجابة عنها يعنى استحالة اقتناص المطلق، ومن هنا يميز كانط بين حالتين: حالة البحث عن المطلق وهى حالة مشروعة، وحالة اقتناص المطلق وهى حالة غير مشروعة، لأن العقل بمجرد أن يتوهم أنه قد اقتنص المطلق فإنه يسقط في الدوجماطيقية، والذى يمنعه من الوقوع في ذلك الوهم، هو ذلك العقل الثاني وهو العقل الناقد.



دكتورة سامية عبد الرحمن
التنوير... إعلاء لسلطان العقل وحرية الفكر .
دكتورة سامية عبد الرحمن

      التنوير... حركة فلسفية نقطة بدايتها موضع خلاف بين المؤرخين . " بول هزار " في كتابه أزمة الضمير الأوربي " ١٩٣٥ يرد التنوير إلى النصف الثاني من القرن السابع عشر ، "كريستوفر هل " في كتابه : الأصول الثقافية للثورة الإنجليزية ١٩٦٥،يرى أن أفكار التنوير في إنجلترا كانت رائعة في القرن السادس عشر ... ومن هنا تبدو الصلة بين عصر النهضة والتنوير .
      بدأ هذا العصر بتقويض سلطة الكنيسة ، والثورة على التقليدي والمنقول ، ونادى بالإصلاح الديني ، وتحكيم العقل في مختلف الأمور.
وامتدت هذه السمات مع ديكارت واسبينوزا في القرن السابع عشر ، من خلال " المقال عن المنهج "لديكارت ، "رسالة في اللاهوت والسياسة "لسبينوزا ..
والهدف من المنهج عندهما هو إعلاء كلمة العقل ، وتحريره من البدع والخرافات ..
... والرأي الشائع والمألوف أن القرن الثامن عشر هو عصر التنوير Enlightment ، ويعد لوك وهيوم من فلاسفة التنوير في انجلترا، وليبنتز في المانيا ، وديدرو ، وفولتير ،وروسو في فرنسا
      والهدف من التنوير .. البحث عن أصول المعرفة الإنسانية ، وتخليص العقل الإنساني من ظلمات الجهل والخرافة ، وتنقية الدين من الشوائب والأباطيل التي يمكن أن تعوق تقدم العقل والفكر الإنساني .
وقد احتلت قضية الحرية مكان الصدارةعند فلاسفة التنوير ، فكان النضال من أجل الحرية ،وتحرير الإنسان ، وحقه في اختيار عقيدته ،وحقه في الحرية والمساواة .. وكانت دعوة هؤلاء إلى مناهضة الحكم المطلق، وعدم التسامح الفكري والديني .
      ويأتي كانط على قمة عصر التنوير . .. عصر العقل والحرية "كن جريئا في استخدام عقلك ... هذا هو شعار التنوير ."... " إن التنوير ليس في حاجة إلا إلى الحرية ". .. والعقل هنا هو العقل الناقد ، الفاعل ، المستفيد ، وليس العقل الناقل ،المقلد ،أو التابع .
      ويأتي التساؤل : إلى أي مدى يمكن تمثل أفكار التنوير وتحقيقها في ثقافتنا العربية . ..؟ وهل نحيا اليوم عصر التنوير ؟ نجيب على ذلك فنقول أن غياب العقل من ثقافتنا يؤدي إلى كثير من التعصب والدوجما ، ولابد من إعادة النظر في أخطاء الماضي ، ولن ينهض الإنسان من جديد إلاحينما يعود العقل إلى سيادته ، ويكون قادر على طرد ظلام الجهل وأحقاد التعصب .
ما أحوجنا اليوم إلى التنوير في عصرنا الراهن ، التنوير المبني على أسس نقدية تسمح بتعدد الرؤى واحترام الآخر ، وتمهد الطريق للحرية والإبداع .



image

نصوص إبداعية

الأستاذ حسن إسماعيل
المنحوتات الحالمة
حسن إسماعيل

في بدء التاريخ البشري
كان المجهول منتصب القامة
وكانت الأسئلة تجول تصنع خيراً وشكاً وعمقاً وبحثاً

كل حضارة شقت طريقاً ما للوصول
للاكتشاف والبقاء، للرسوخ والانتصار
البقاء للأقوى
البقاء للأصلح
البقاء للمــُتأقلم والمــُـتكيف والمــُـتحكم
البقاء لحاملي خيوط العرائس

وبعد قرون كان الحصاد
من شَقَ طريقه في الغيب وزرع الشموع والبخور، حصد العشور والنذور
ومن شَقَ طريقه في الأرض وزرع الشك والبحث والفلسفة والرياضيات .. حصد العلم

كان خوف الأول عظيماً ورغباته أعظم .. فحصد هيكلاً عظيماً مـُرصعاً بالذهب والماس
وكان شك الثاني عظيماً ورغباته أعظم .. فحصد مختبراً عظيماً مـُرصعاً بالخيال

لم يملك الأول سلعاً ملموسة يبيعها لشعبه
كانتكلها سلعاً وجدانية ضميرية جوانية
تعزية ما، صبر ما، رضا ما، سلام ما، أمان ما
ورجاء لإنتظار ما هو ملموس فوق
في أرض الملموس يعطيك الوجدان
وفي سماء الغيب سيعطيك الملموس
انتظر.. بعد الموت ستأخذ

لكن الثاني كان يملك سلعاً ملموسة يبيعها لشعبه
والشعب جائع للأشياء
والحاجة أُم الاختراع
وماء الأشياء مالح .. لا يروي
ولأجل ذلك سيظل السوق مفتوحاً على مصراعيه
لدينا عطشان ولدينا ما يظن أنه يرويه
معادلة التــُخمة التي لن تنتهي
والسراب لا يحتاج لغيب لنبقيه
يمكن أن تصنع سراباً لعطشان في الأرض
والحياة بين الإحباط والرجاء، بين الرغبة والقدرة .. بين الحلم والتحقق .. مُمكنة
فانتظر .. واشرب واعطش وانتظر، واشرب واعطش وانتظر

بعد قرون من تخيـُل الأول أنه امتلك الإجابة ومن تخيـُل الثاني أنه امتلك السؤال
من احتكر معرفة الغيب ، ومن احتكر معرفة الوجود
من صنع نهراً من الدماء وأكواماً من الجثث على مذبح الحقيقة المُطلقة
ومن صنع نهراً من الدماء وأكواماً من الجثث بقنابله النووية وطائراته التي بلا طيار

من ملأ كنزه وصندوق نذوره بعطايا القطيع للرب الذي ليس لديه حساب بنكي
ومن ملأ كنزه بسوق العولمة والشركات العابرة للقارات وبمصانع السلاح التي تحتاج للحروب
ومصانع الأدوية التي تصنع الأمراض كي تعالجها
البائعون الجائلون للغيب ، والبائعون الجائلون للأرض

المُتكبر الأول من امتلك المطلق
والمُتكبر الثاني من امتلك النسبي
وبينهما شعوب وقبائل تتقاتل وتتصارع على صك الجنة ولقمة خبز
وجهى عملة الجوع الإنساني
الحرية والخبز أو الخبز والحرية
ملك وكتابة

ما أتعس الإنسانية عندما تقع في فخ الجوع
وعندما يرصُد جوعها صياد بلا قلب
تكتمل الغواية
المشكلة بعد هذا الكم والكيف الهائل من القرون
من الخوف والجوع والقلق والبحث والإرتواء والشبع
مازال الإنسان خائفاً
مازال الإنسان جائعاً
مازال الإنسان عطشاناً
لم يُخلِصَه الهيكل
ولم يُخلِصَه المختبر

يمكن أن تكون الإشكالية في البحث عن خلاص
في البحث عن شبع كــُلي
في البحث عن ارتواء بالرشفة القاضية احتمال

أو احتمال آخر ..
أن الإشكالية في كبرياء الطرفين ؛ كبرياء الغيبي وكبرياء النسبي

والسؤال ..
هل نحتاج أن نعرف أننا أطفال في كوكب في الفضاء الرهيب جداً
وأننا نحبو ومازالنا نحبو؟
وأننا نعرف بعض المجهول وبعض العلم
نعرف الكثير من الأسئلة وقليل من الإجابات
وأننا نحتاج أن نتأنسن أكثر من احتياجنا للإجابة والمعرفة والتكنيز
وأن الأطفال الجوعى أهم بكثير من تنظير الغيب وديناصورات العلم المُسلح
وأن العجائز أهم بكثير من رائحة البخور وثيران الأسواق
ما أقبح وجهي العملة ؛ الكاهن والعالم ..
من لا يصنعون حياة أفضل للبشر وللحيوانات وللطبيعة

ما أغبى الكبرياء والمتكبرين .. يـــثـــــقبون سفينة بشريتنا بدعوة التوحش ؟!
لو كان هذا هو الهيكل، فأين مغارة اللصوص ؟!
لو كانت قلوبكم لحمية فقلوب الصخر تربح.

الم يحن الوقت أن نقف .. أن نجعل إجاباتنا تصمت وأسئلتنا تستحي؟
الم يحن الوقت لكي نرى كم تلوثنا بدماء الأبرياء؟
الم يحن الوقت أن نُصغي لصراخ المطرودين والمشردين والمنبوذين في الأرض؟
الم يحن الوقت أن نذهب إلى الجوعى والعطاشى؟
أن ينزل كل طرف من عرشه المُرصع بالكبرياء؟
ويجول يصنع خيراً ويشفي كل من تسلط عليهم مرض أو فساد أو شر أو أنانية
الم يحن الوقت أن يتأنسن الإنسان ؟



image


الشاعر خاد النشوقاتي
حكايه سخيفه:
الشاعر خالد النشوقاتي

      من اللي قالوا يا رب بجد عارفينك ولاّ اكتفوا بالفرض

حقيقي اكتفي المسلمين بالفروض دون السلوك،بل اهتموا بيها بمبالغه ممجوجه،فتقف متعجبا،باللي بيعملوه. ده مثلا موظف في الضرايب،قعدت مستنيه اكتر من ربع ساعه،علشان بيصلّي الضهر،ولما جه لقيت موظف بدقن زي بتاعة الموظف بتاع فيلم الارهاب والكباب،المهم ابتدينا نتكلم ويقلب في شوية ورق قدامه ووشه عمال يقلب الوان وانا بموت في جلدي وقعد يكتب ارقام ومعادلات غريب وبعدين نطق رقم خيالي اتمنيت فعلا اكون حققته،ايه ده يا مولانا ده انا بكح تراب والشغل والسوق واقف..ده حق الدوله يا استاذ..ايوه يعني ما قولناش حاجه بس يبقي بالمعقول وحقيقي،وتعالي حضرتك زورنا واللي يجي خد منه حق الدوله.

يا استاذ ما تضيعش وقتنا،حا تدفع ولا تقسط،روحت حاطط ايدي في جيبي وانا خايف،احسن يقوللي انت بترشيني يا مواطن،ماهو الراجل لسه خارج من الصلا،لكن للاسف فاجئني وعد الفلوس وكشّر وقاللي ايه ده يا استاذ..يا نهار قشطه اتفضحنا..وبعدين كمل..مش كفايه..فضاعفت المبلغ زي نصيحة واحد صاحبي،حطهم في جيبه وهو بيبتسم ونسي حق الدوله وربط مبلغ هايف جدا اقل من خمسه في الميه من المبلغ الاصلي.

اكيد ربنا بتاع اخينا ده ما بياخدش باله من الحاجات الصغيره دي..في تسعه مليار مواطن علي وجه الارض،كل واحد فيهم عنده تصور للاله..بس عندنا الموضوع مختلف شويه،يعني البنات والستات اللي ماشيه بالجينز المحزق ومغطيه راسها،اكيد ربنا بتاعها ما بياخدش باله من الجينز اللي مفسر جسمها بالحته،ولا البديهات..وخد عندك النميمه والعلاقات المشبوهه،واتهام الناس بالباطل،والرشوه والفساد،ويا ويلك لو اتكلمت قدام واحد من دول،عن العوار الديني الذي يثرثر به مشايخ السبوبه ليل نهار،ويصبوه صبا في ادمغة العامه دون التأكيد علي السلوكيات والتي هي من صحيح الدين،فتري العامه يثرثرون ليل نهار بما ادعاه مشايخ السبوبه،دون تفكير في عقلانية ما يقال،بل ويرددونه بجرأة الجاهل،والمؤسف ان تري سيدة،تدعي انها دارسة للفقه وتعارضك وهي ترتدي الجينز وغطاء الرأس،وتنفس شيشتها بمزاج،خد بالك ان طبعا ربنا بتاعها ما بياخدش باله من الحاجات الصغيره دي زي الشيشه والسجاير،وتبقي مش فاهم ايه اللغبطه اللي احنا وصلنالها دي. وكلامك يبقي كأنك بتحرت في البحر.

ولذلك انا بشوف ان الاخلاق مقدمه علي الدين،الدين ما بيربيش حد،الاخلاق هي اللي بتربي،لان ربنا دايما بيسيب الباب موارب برحمته،اما الاخلاق فلا،فلان سرق عشره جنيه حرامي،وفلان سرق مليون جنيه حرامي برضو،مافيش فصال.

لوحة وفنان

م. منال محمد
هنري ماتيس - المدرسة الوحشية
م. منال محمد

      تعتبر المدرسه التكعبييه اتجاه فني يعتمد على الأشكال الهندسيه.. ف الهندسه هي اصل الأشياء وقد اعتمدت هذه المدرسه على الخط الهندسي.. سواء كان اسطوانه.. اوكروي اومربع.. يقوم التكعبيون في لوحاتهم بتحويل المكعبات الي اسطح متساويه مداخله وتلعب الظلال دورا في تحركها في كل الاتجاهات وهذا يساعد على رؤيه اللوحه من جميع الاتجاهات.. من أبرز فناني تلك المدرسه.. الفنان العالمي.. بابلو بيكاسو.. ولد عام1881 في اسبانيا واتبع طريقه والده الرسام في رسم المناظر الطبيعية والواقعيه.. ويعتبر هو معلَمه الأول.. وقام بيكاسو بعرض اعماله وهو في سن 14 عاما... في احد متاحف برشلونه. في عام1900 سافر لعاصمه الفن باريس.. حيث تعلم اللغه والادب وبدأ في توثيق اعماله.. انقسمت حياه بيكاسو الفنيه الي مراحل مختلفه منها.. ألفتره الزرقاء..1901.1906. حيث قدم لوحات حزينه بظلال زرقاء وخضراء. و المرحله الورديه..1904 ف استبدل الألوان الزرقاء بألوان اكثر تفاؤل وأكثر أشراقاً يغلب عليها اللون الوردي وذلك بعد تعرفه على صديقه فرناند أوليفر.. تعتبر لوحته...الجورنيكا من أهم اعماله فهي تمثل المأساه الاسبانيه أثناء الحرب العالميه الأولى وقد استخدم الأبيض والأسود مع درجات الرمادي.. وتعتبر لوحته الرائعه.. صبي وغليون من أغلى اللوحات ف العالم حيث تم بيعها بحوالي 104 مليون جنيه.. توفي بيكاسو عن عمر تجاوز91 عامنا بعدما أثري الحركه التشكيليه بكثير من الأعمال المتميزه..

image


image


image


د مرفت العماري
المرأة والتنوير ثقافة التحرير
د مرفت العماري

      المرأة بين الاستدعاء و الطرد فحين يحتاج المجتمع المراة ينادى باعلى صوت تعالي شاركى بدونك لا يكون لا يكون هناك مجتمع أو ديموقراطية عندما ينقضى الدور المنوط بها تتعالى الأصوات لابد أن تعود إلى البيت فهى عار و عورة.
      التنوير يعنى لا سلطة تعلو على صوت العقل فالتنوير يعني امتلاك القرار و تحمل مسئولية النتيجة و لذلك لابد ان نسأل سؤال مهم و هل تملك المرأة قرارها وهى لا تملك قرارها و هى لا تملك حتى جسدها فالأب و الأم و الزوج كلهم والأخ لهم الحق فى التصرف فيه من أول اتخاذ قرار الختان إلى الزواج القصرى. يتساءل البعض لماذا تناصر المرأة الختان مع أنها هى تعيد إنتاج التخلف ونجد البعض يسأل لماذا تعيد إنتاج التخلف ونجد البعض يسأل لماذا تعيد المرأة الختان لابنتها رغم أنها قد تألمت منه جسديا ونفسيا وأثَّر على حياتها الزوجية ولكن تكرر بسبب خوفها من الخروج عن المألوف حتى تظل فى السرب فالتغريد خارج السرب يحتاج لشجاعة وقوة إرداة لا يستطيع الكثير تحملها، لذلك المرأة تحتاج لتقوم بالدور التنويرى إلى من يساندها من مواد قانونية تحميها وتستطيع الرجوع إليها فى حالة حدوث ما يمس حقها فى المجتمع. كذلك تجد نفسها فى الإعلام ممثلة بطريقة تساعد فى تحمل عمل نقلة نوعية لتغير الصورة السيئة عن المرأة أما أن تكون سلعة وميدان لكل شهوة سواء أو مخدرات أى محاولة تسليع المرأة .
      بعض أفكار مارتن لوثر التنويرية الإصلاحية التى غيرت وجهة الإنسان عن نفسه و العالم فاستطاع أن يمارس الطب بحُرية وسيطر على المرض وتقدم فى علم الفلك فسيطر على الفضاء وبدأ يملي شروطه على العالم بالعلم لكن المرأة وخاصة فى مجتمعتنا لا تملك وعي بالقدر الكافى الذى يجعلها تكون لديها تصور حقيقي عن جسدها و نفسيتها.
      وجود رجال مؤمنون بضرورة تنوير المرأة وأن هناك خسارة كبيرة تعود على الرجال وبالتالي على المجتمع عندما يخسر نصف قوته. فالرجال لو عرفوا كم الخسارة التى تعود عليهم عندما ساعدوا فى إضعاف صورة المرأة ولو عرفوا ما يحصدوا من مساعدة المرأة لعاد عليهم بالكثير وبالتالي المجتمع كله تغير شكلًا وموضوعًا. عندما يحدث كل ما سبق نستطيع أن نقول أن دور المرأة التنويري يجد له مساحة فهى تدفع الطفل ليكون رجلًا مختلفًا يؤثر ويغير فى مجتمعه فهى تثبت بداخله قيم التعددية ومراعاة الاختلاف و تأصيل قيم عدم الحكم على الآخر المختلف من حيث الدين واللون والجنس من خلال تربية حكيمة متنورة لطفل لديه العديد من التساؤلات عن الآخر وعن نفسه.

عقول راقية

الأستاذة ابتهال سامي
بين التنوير والظلاميه..
ا ابتهال سامي

      تصور نفسك تعيش معزولا عن العالم في غرفة وحدك.. منذ وعيت على نفسك وأنت فيها ولم ترَ أي شيء من العالم الذي خارجها وليس متاح لك إلا ماهو موجود داخل الغرفة التي تمثل عالمك الوحيد. المؤكد أن عقلك سيبقى وعيه مرتبطا بحدود هذه الغرفة وماهو متاح لك فيها. وحتى لو خرج تفكيرك عن حدودها فسيكون تفكيرا لايتعدى التخيلات والتصورات الميتافيزيقيه ليس إلا.. والمؤكد أنك لوخرجت عن حدود الغرفة والعالم قد أصبح على ماهو عليه، فإنك لن تستطيع أن تجاري نسق الحياة، وسيكون أمامك خياران، إما أن تتخلى عن كل ما عشته وتعلمته في غرفتك وتنفتح على العالم الذي خرجت إليه لتعيش فيه دون وجود مايسحبك إلى الخلف (عالم الغرفة)، وإما أن ترفض العالم الجديد بكل مغرياته المادية والفكرية وتعود مختارا إلى عالمك عالم الغرفة وتغلق بابك عليك وترتاح وتريح. ولكن أن تخرج إلى العالم بكل انفتاحه وتطوره الفكري والتكنولجي وأن تفرض عليه مباديء وسلوكيات الغرفة بكل جمودها ورجعيتها وتخلفها فهذا يعني أنك ستضع نفسك في مأزق الازدواجية بين الجمود الفكري والانغلاق الذي تحمله، وبين الانفتاح الحضاري والتطور العلمي الذي يتمتع به العالم، وبالتالي سترتبك وتربك العالم. وهذا بالضبط ما تعاني منه مجتمعاتنا التي تريد فرض قيمها القبلية المتخلفة والتي تلبسها ثوب الدين (دون استلهام لقيمه الإنسانية) على قيم العالم المتحضر لتسحبه إلى الخلف، بدل أن تسير هي بركبه، علها تصل يوما إلى ما وصل إليه..



المهندسة مني توفيق
نور العقل و ظلام الجهل
 م مني توفيق

      التنوير هو أن يضئ نور الرقى و التحضر ظلام الجهل و التخلف، فآفتنا الأساسية كمجتمعات و أشخاص هى الجهل و الذى يجعلنا نتخبط فى الظلام كالعميان و نتصور أننا مبصرون، فالعميان الذين يعلمون بعماهم قليلون، و هذه المعرفة فى حد ذاتها نور. و الأشرار المبصرون قليلون، أما الأغلبية فى مجتمعاتنا فيخيم عليها الجهل و عدم الإدراك. لنرجع للوراء، للبدايات، لمراحل طفولتنا الأولى، هل تربينا على حرية الرأى و التعبير؟
      كثير من الزوجات و الأزواج - بل و الأسرة و الأصدقاء- حال زواجهما يفكران فى الإنجاب و كأنه واجب قومى أو دينى و إذا تأخر الحمل يشعران بقلق شديد و كأن المرأة ماكينة للإنجاب و الرجل الذى لا يستطيع الإنجاب ليس برجل ، و يأتي الطفل و سرعان ما يتم التعامل معه على أنه عبء أو سيتم التعامل معه كذلك فى سنين حياته الأولى و كأنه آداة هو الآخر عليها السمع و الطاعة. هل نظامنا التعليمى يساعد على الابتكار و الحرية؟
      المقدمات تؤدى إلى نتائج و النتيجة هى الجهل الذى نعيش فيه و لا أقصد عدم القدرة على القراءة و الكتابة و لكن العمى العقلى و انخفاض مستويات الوعى و الإدراك، سأقول دائما أن قيادة قطيع من الجهلاء العميان أسهل من قيادة مجموعة من الأحرار، أرى أن هناك جهودا تبذل فى سبيل استمرار الوضع الحالى على ما هو عليه، محاولات مستميتة لإطفاء أى بارقة أمل فى مستقبل أفضل بل و نسير عكس الإتجاه، فلسنا ثابتين فى مكاننا و لكننا نتأخر و ذلك ليس صدفة و لكنه مخطط، فلننظر حولنا للفساد الممنهج ، للخطاب الدينى المحرض ضد النساء ، ضد نور العقل ، لتقصير الجهات الأمنية فى حماية المرأة و الطفل و الأقليات. إن كل هذا يضع على عاتقنا مسئوليات جسام، فعلى كل منا أن يكون له دور فاعل و مؤثر ، فكما قلت سابقا، الأشرار قليلون و التنويريون قليلون أما الأغلبية فهى مغيبة و هذه الأغلبية هى ساحة المعركة، نريد أن ننير عقولهم لا لكى نقودهم فى إتجاه نريده، لا ، و لكن لنساعدهم ليروا بوضوح، لنتشارك سويا عالما من المحبة و الإخاء و المساواة بدلا من الفوضى و العنف و الكراهية..



د نبيلة تاجر
المراة والتنوير
د نبيلة تاجر

      ورثنا من الماضى صورة مشوهة للمراة ونظرة دونية وتهميش لادورها والتركيز على دورها كزوجة وام وربة منزل. حمل لنا الماضى افكار تكرس دونية المراة و تتحكم فى حريتها. فى صوتها فى ضحكتها فى خروجها فى تعلمها فى عملها فى ملبسها فى كل شىء. يخطط لها طريق تسير فيه منذ طفولتها وان خرجت عنه ينظر اليها بالرفض من جانب المجتمع الذكورى. ليس لها راى فى اغلب شؤون حياتها تحتاج فى كل مرحلة الى حماية الرجل. فعلى الرغم ان القانون و الدستور منح المراة حقوق وادوار مساواية للرجل الا ان البعض فى مجتمعنا ينكر على المراة ما حققته من انجازات فى كل المجالات ويؤكد ان المراة لا يعتد برايها وتحرم من تشغيل عقلها. ولكن وقفت حركات التحرر والتنوير فى وجة هؤلاء المتعصبين. ورفعت من مكانة المراة. اذن نحتاج اليوم ان تدرك المراة ان التنوير هو استخدام العقل فى التفكير بدل الاعتماد على الخرافات والمعتقدات الموروثة. فقد ذكرايمانويل كانط ان الحركة التنورية استطاعت ان تنقل اوربا من عصور الظلام والخرافات الى عصر التنوير واعمال العقل. لذلك على المراة ان تتخلى عن كل ما يحيط بها من افكار ومعتقدات بالية. فقد ظهر فى كل عصر من العصور مفكرين ساهموا فى ازاحة الظلم عن المراة وبسبب هؤلاؤ خرجت المراة للتعليم والعمل والدفاع عن حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية امثال رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وقاسم امين وغيرهم من المفكرين الننويرين. ونحن اليوم نستكمل مسيرة هؤلاء بتشجيع المراة فى استخدام العقل والتخلى عن كل المعتقدات والامثال الموروثة ضد المراة. فان لها حقوق اجتماعية واقتصادية وسياسية. لها الحق فى الاختيار. فى الوصاية على اطفالها عند الطلاق. حقها فى الملكية والتصرف فيها والتمتع بدخلها. لها الحق فى الميراث وفى السفر وفى التصويت والترشح. اختم مقالى بتشجيع كل امراة على استخدام العقل الذى منحه الله لها والتخلى عن المعتقدات الموروثة والافكار البالية عن التى يصدرها لها بعض الذين يعتقدون ان لهم وصاية على المراة من سياسين ورجال الدين المتعصبين وبعض كبار السن. اخيرا كونى حره فى اختياراتك فان حرية استخدام العقل من اهم شروط التنوبر



image

كاتب وكتاب

د سمير فاضل
د سمير فاضل

      عزيزي القاريء في هذا العدد نواصل معك القراءة في كتاب المفكر الكبير " لويس عوض " ثورة الفكر في عصر النهضة الأوربية ، وهو أحد الكتب الهامة جدا التي رصدت حركة النهضة في أوربا ، وكيف انتقلت من حالة الجمود والتخلف في العصور الوسطي إلي حالة النهضة ، وكيف حدثت هذه النهضة ؟ ، ودور المفكرين في إحداث هذا التحول الكبير ، الذي جنت الشعوب هناك ثمار هذا الجهد .

نتحدث في هذا العدد عن دعوة دانتي للتخلي عن الكتابة باللغة اللاتينية وإلي الكتابة بصيغتها العامية " الايطالية " تدخل في باب التجديف الذي استوجب غضب الكنيسة ، لأن اللاتينية كانت لغة الكنيسة ، ولغة الدولة في القوانين والإدارة والدبلوماسية .
استخدام الايطالية لغة للقراءة والكتابة كان سيفضي بالضرورة إلي ترجمة الكتاب المقدس إلي اللغة العامية ، بعد أن كان العالم المسيحي الكاثوليكي لا يقرؤه إلا في اللاتينية التي لا يعرفها إلا القساوسة والمثقفون الذين احتكروا تفسير الكتاب المقدس وإقامة الصلوات والوعظ بسبب جهل العامة باللغة اللاتينية . هذا الأمرزين لرجال الدين التحكم في عقول الناس وكل ما يتصل بشئونهم الروحية .
في سنة 1520 سوف نري أن البابوية قد أصدرت قرار الحرمان علي المصلح الديني الالماني " مارتن لوثر " 1483-1546 " لأنه كان يهاجم صكوك الغفران ويدعو لترجمة الكتاب المقدس إلي الألمانية لغة أهل بلاده ، حتي يكسر احتكار أصحاب اللاتينية لتعليم الدين المسيحي وتفسيره ، ولأنه كان يطالب بالغاء دور الكهنوت في الوساطة بين الإنسان والله .

كانت دعوة دانتي هذه سببا كافيا لغضب الكنيسة عليه وقرار نفيه خارج فلورنسا عام 1301 ، وهو في سن السادسة والثلاثين ويقضي في المنفي عشرين عاما إلي أن يتوفي في عام 1321 .
وتحول الحكم بنفيه بعد حوالي شهرين إلي الحكم باحراقه حيا ، ويمتد هذا في عام 1315 الي الحكم باعدام أولاده الثلاثة أو الأربعة الذين كانوا في السن اليافعة والصبا .

لماذا حدث هذا مع دانتي ؟
في الظاهر لأن دانتي اشتغل بالسياسة وانضم الي الحزب الخاسر ، أما في الحقيقة فلانه كان صاحب مباديء ثورية خطيرة في السياسة والدين ، سوف نجدها مشروحة في كتابه الشهير " دي موناركيا " أي في الملكية أو في النظام الملكي .

كان دانتي بشهادة معاصريه متعاطفا مع حزب البيض ، وهو حزب سياسي يتزعمه أصدق أصدقائه الشاعر " جويدو كافالكانتي " ، وكان هذا الحزب ينتمي إلي البورجوازية أو الأثرياء المحدثين ، وليس له علاقة بفكرة العنصرية .

كانت لدانتي في الفكر السياسي معتقداته التي كانت تقوض سلطان الكنيسة في الدولة وتحرر السلطة الزمنية من السلطة الدينية ، وترفع ولاية البابوات علي الملوك ، بعد أن كان البابوات في زمانه وطوال ألف عام من العصور الوسطي هم الذين يتوجون الملوك والأباطرة ويفوضونهم في حكم شعوبهم بحق الملوك الالهي ، وبهذا المعني يجب أن نعد فكر دانتي السياسي مرحلة هامة في تاريخ العلمانية .وللحديث بقية .

اﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎ

رأيك يهمنا

"Show Menu"