العدد السادس - الليبرالية

هذه المجلة تعبر عن قضايا وهموم الإنسان بغض النظر عن إنتمائه الفكري أو العقائدي، ولذلك فإنها لا تنتمي إلي فصيل سياسي أو ديني أو طائفي، وإنما تنتمي للإنسان من حيث هو كذلك. إنها تخاطب العقل بالأساس، تخاطب الإنسان وفكره ووعيه، فنحن مع كل ما ينمي ويطور عقل ووعي، حرية وشرف، سعادة ووجدان الإنسان.

في هذا العدد

د. عبد الله شلبى: إفتتاحية العدد

الأنبا مكسيموس:عبودية الليبرالية المعاصرة

د. عبد الله شلبى:نهاية الأيديولوجيا من الليبرالية والماركسية إلى الأصولية الدينية.

د. خيري فرجاني: مفاهيم ينبغي أن تصحح: "الليبرالية".

القس رفعت فكري سعيد: الليبرالية

د. سامية عبد الرحمن: نحن والليبرالية

أ. حسن اسماعيل: الإنسان الإله .. والإنسان العبثي.

الشاعر خالد النشوقاتي:الهبوط علي القمر من فوق السطوح

أ.د./ حسن حمادلماذا فشلت الليبرالية في مصر ؟

د. مرفت العماري: الليبرالية والمرأة والمجتمع

ا.د/عماد عبد الرازقب: الليبرالية الجذور والمنطلقات

أحمد فوزي سالم الليبرالية التي يخافون منها !

د.سمير فاضل: كاتب وكتاب - خطاب إلي العقل العربي

ماريا: لوحات فنية

إفتتاحية العدد

د. عبد الله شلبى:
دكتور عبدالله شلبي.

      تحياتي لقراء مجلة الانسان الأعزاء ... يأتي هذ العدد من مجلة الإنسان استكمالاً لتناول المجلة للمسار الحضاري الإنساني الذي بدأته بالعلمانية، ثم العقد الاجتماعي، ومن بعده التنوير والليبرالية والتي تمثل تتويجاً لهذا المسار. تأسست الليبرالية كفلسفة تتسم بشمولها لكل جوانب حياة الانسان والمجتمع في السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، وشخصية الانسان الفرد؛ على أفكار الحرية والمساواة وعلى اعتبار أن سلطان الفرد الحُر كامل الكرامة الإنسانية فوق سلطان المجتمع. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له كامل الحق في الحياة والحرية وحق التفكير المتحرر من كل سلطان إلا سلطان عقله، وحرية الاعتقاد والضمير، وحرية التعبير والحق في الحياة كما يشاء ووفق قناعاته، فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه ذلك من ضرورات التسامح في سياقات المساواة القانونية الكاملة مع غيره في الحقوق والواجبات، والقبول التام لحق الاختلاف والتعايش معه. ويعني هذا أن حرية أعضاء المجتمع كأفراد واختياراتهم الحرة هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية ويكون ذلك مرهوناً بوقوف الدولة الليبرالية على الحياد وعلى مسافة واحدة أمام جميع أطياف الشعب وما يحملونه من معتقدات دينية أو فكرية، وبغض النظر ايضاً عن هُوياتهم الاجتماعية والعرقية والقومية، كما أنها لا تتدخل فيها أو في الأنشطة الاقتصادية إلا في حالة الإخلال بمصالح الفرد.
      وتتأسس الديمقراطية الليبرالية على تكريس سيادة الشعب، فالشعب وحده هو مصدر الشرعية ومصدر الحكم، وصاحب السيادة يختار من يحكمونه ويمثلونه عن طريق الاقتراع العام كتعبير عن إرادة الشعب الحرة العاقلة وبمقتضاها يكون الحاكم مُعرّضاً للمساءلة والمُحاسبة من قبل المحكومين الذين اختاروه وعلى نحو مُستمر ، وإن أساء استعمال الحكم الذي وضعه الشعب أمانة في عُنقه، وإن أساء استخدام السلطة التي منحها له الشعب، وإن لم يلتزم بضمان مصالحهم وتطويرها والدفاع عنها ؛وجب على الشعب حينئذ مُحاسبته وخلعه . كما تتأسس الليبرالية على احترام مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية دون تغول أو طغيان من أحداها على الأخرى، وأن تخضع هذه السلطات جميعها لحكم الدستور والقانون من أجل ضمان الحقوق والحريات الفردية، وللحد من الامتيازات الخاصة والاستبداد والاستغلال، ورفض ممارسة السيادة خارج المؤسسات الشرعية ولكي تكون هذه المؤسسات معبرة عن إرادة الشعب بأكمله.
      ولقد تمحورت مقالات هذا العدد حول مناقشة هذه الأفكار؛ حيث قدم الأستاذ الدكتور حسن حماد مقالاً يتساءل فيه عن عِلة فشل الليبرالية في المجتمع المصري، ويقدم القس رفعت فكري تأصيلاً نظرياً لمصطلح الليبرالية، وتعالج الأستاذة الدكتورة سامية عبد الرحمن علاقتنا كمصريين وكعرب بالليبرالية في مقالها نحن والليبرالية، ويناقش الأستاذ الدكتور عماد عبد الرازق في مقاله جذور ومنطلقات الليبرالية، ويطرح الدكتور خيري فرجاني أهمية تصحيح مفهوم الليبرالية في الخطاب العام، ويعالج الأستاذ أحمد فوزي قضية الخوف من الليبرالية ،وتناقش الدكتورة مرفت العماري في مقالها قضايا المرأة في السياقات الليبرالية، ويتناول الأستاذ حسن إسماعيل قضية مهمة على الصعيد الفكري تعتبر إفرازاً لمناخ حرية التفكير والاعتقاد وتحرر الذات الإنسانية في مقاله الانسان الإله، والإنسان العبثي، ويقدم الدكتور سمير فاضل قراءة واعية لكتاب خطاب إلى العقل العربي للأستاذ الدكتور فؤاد زكريا بحسبانه من أهم ممثلي الفكر الليبرالي المعاصرين في مصر، وفي مقاله نهاية الأيديولوجيا والتحول من الليبرالية والماركسية إلى الأصولية، يناقش الدكتور عبدالله شلبي النكوص والارتداد عن الليبرالية والعودة إلى ما قبل التنوير والعلمانية وبزوغ الأصوليات الدينية منذ بدايات الربع الأخير من القرن العشرين المنصرم.
      القراء الأعزاء لمجلة الانسان.. الحق أقول لكم أنكم مرآتنا التي تعكس ما نقدمه على صفحات مجلتكم المعنية بالأساس بقضايا الأنسان وهمومه، وكل ملاحظاتكم الواعية وانتقاداتكم الصائبة تسهم يقيناً في تصويب مسار هذه المجلة وفي تخصيب وإثراء ما تقدمه من أفكار، وتود هيئة تحرير المجلة أن تعبر لكم عن بالغ سعادتها بتواصلكم معها وبمشاركتكم في الكتابة على صفحاتها.
      تحية والاحترام والتقدير لكم.
      نحن نحبكم جميعاً.

"Show Menu"
Next
"Show Menu"